العدد 4198
الأحد 12 أبريل 2020
banner
كورونا بين منظمة الصحة والأمم المتحدة
الأحد 12 أبريل 2020

لقد كدنا ننسى اسم منظمة الصحة العالمية في غمرة القضايا والأحداث الساخنة التي مر بها العالم خلال السنوات الماضية وقللت كثيرا من الاهتمام بهذه المنظمة وغيرها من المنظمات التي تدافع عن قضايا معينة رغم أنها تتعلق بحياة البشر، حتى جاء التحدي الأخطر حتى الآن والتهديد الأعظم على حياة الأسرة الدولية والمتمثل في جائحة كورونا كوفيد ـ 19، فإذا بمنظمة الصحة العالمية تبرز وتعيد طرح نفسها بقوة على الساحة كمؤسسة تحمل بصدق هم صحة الإنسان أينما وجد دون النظر للدولة التي ينتمي إليها أو ديانة وعرق هذا الإنسان، وتكون هذه المنظمة المرشد الواعي والمرجع الأساسي والمعتمد فيما تتخذه الدول من إجراءات لمكافحة هذا الوباء ومحاولة السيطرة على فيروس كورونا وعدم انتشاره، وذلك على خلاف ما بات يحدث في كل قضية دولية تتصدى لها الأمم المتحدة منذ سنوات طويلة، إذ تتحكم دول بعينها ـ سواء بحكم هيمنتها وقوتها أو عضويتها الدائمة بمجلس الأمن أو مساهمتها المالية ـ على مجريات وسير هذه القضية أو تلك وتوجيهها بما يخدم مصالحها حتى لو كانت تحمل ضررا بالغا على دول أخرى كثيرة، أو معرقلة للعدالة والإنصاف أو مثلت تهديدًا للأمن والسلام وغيرها من المبادئ والأهداف التي تسعى إليها الأمم المتحدة.

وإذا كان الحديث الآن عن أن عالم ما بعد كورونا سيختلف اختلافًا جذريًا عما كان قبله، فإن من أهم الأمور التي يجب العمل عليها وتعديلها لتكون قادرة على التعامل والتكيف مع العالم الجديد هو الأمم المتحدة التي تظل إطارًا جامعا لدول العالم ومؤسسة تقوم على مبادئ متفق عليها وأهداف يحتاج إليها المجتمع الدولي، إلا أن طريقة العمل والأداء بحاجة ماسة للتطوير والتعديل لتكون ناطقة بحق عن الجميع، وساعية بجد لنشر الأمن والسلم ومعبرة بصدق عن الحق والعدل لتضمن حشد جهود كل الدول الأعضاء، وتتمكن من التصدي لمختلف المشكلات والأزمات، وتغنينا عن العديد من المؤسسات والمنظمات الإقليمية، فتوفر بذلك الكثير من الموارد والجهود والأموال فيما يفيد البشرية جمعاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .