إنه عالم مجنون حقا، ولا يسعني أن أقول غير ذلك في ظل هذا التوالي الغريب للأحداث، كم هو رهيب ومروع أمر التناقضات التي نعيشها حاليا والتي تسطر لنا قصة الإنسان، فأنا أؤمن أن الإنسان خلق من مجموعة من التناقضات بين عدد من النزاعات الداخلية ومفاهيم متغيرة ومتأرجحة بين الحين والآخر ولأننا أصبحنا منفتحين على العالم الذي نراقبه ليلا ونهارا من خلال شاشات هواتفنا وأصبحنا نجيد التقييم أو هكذا خولنا أنفسنا، فإن كل ما يحدث يثير السخرية والريبة والشكوك حتما.

ففي خضم إيماننا التام بسيطرة الرأسمالية على العالم بأسره، تتفوق الصين في حرب أميل أن أرجح أنها من ابتدعتها، حرب بلا أسلحة، فيروس يهز كيان العالم ويرجح كفة أن تقود الصين الاشتراكية بالتعاون مع روسيا العالم من جديد، مع الانهيار الدامي للنظام الصحي في القارة الأوروبية العجوز وفي أميركا، ولأول مرة يبدو الكيان الصهيوني لا حول له ولا قوة فيما يحدث من حولنا من أحداث تراجيدية.

صراع القوى هذه المرة شرس ومغاير عن كل مرة، ويبدو أن ما بعد كورونا مختلف تماما عن ما قبله، فوسط الانشغال بالاقتصاد والمال والسياسة، واعتقاد الكثيرين أنها المحرك الأساسي للعالم، كانت كوادر علمية في مختبرات مغلقة تعمل ليلا ونهارا على فيروس جديد مختلف وكذلك صعب المواجهة أوقف موازين العالم بأسره.

ومضة: استمعت بعمق لعدد من الرسائل التي ألقاها قادة الدول العظمى على شعوبهم، ووقفت مليا أمام عدد من الكلمات التي شدتني، ويبدو أن فايروس كورونا سينتهي فجأة بعد ما تعلن الولايات المتحدة الأميركية فشلها التام في مواجهة الجائحة وسقوط عدد ضخم من الضحايا، الأيام القادمة كفيلة بأن توضح الصورة أكثر، ومازلت واثقة بأن الجميع سيعمل في الأيام القادمة على ترتيب الأولويات والأجندات الخاصة بتقسيم العالم بأسره ومن جديد إلى قوى مختلفة عن ذي قبل.. “ونعيش ونشوف”!.