العدد 4204
السبت 18 أبريل 2020
banner
علينا العودة للقيم الإنسانية
السبت 18 أبريل 2020

إن صناعة البطولة الزائفة بخيال المجد ممكنة حتى مع حصان عليل ونحيف وسيف صدئ ورماح هزيلة لحروب طروادة، لكن من يقرأ ويكتب تاريخ الأمم هم المبدعون والمثقفون والعباقرة، وكثيرا ما يجحد حقهم أثناء حياتهم، لكن قد تنصفهم الأجيال القادمة لينالوا جائزة للإبداع عن خدماتهم ونحن عظام في القبور للأسف، أريد أن أكون شفافا في كتابتي وواقعيا فأنا حقيقة لم أتوقع أن يختبئ العالم - كل العالم دون استثناء - من فايروس جبان ينتهز الفرصة كي يختبئ في آخر أعضاء الإنسان والعين لا تراه واستطاع أن يرهن العالم بأكمله إلى قضاء الله، ولم تنفع صواريخ عابرة للقارات ولا نووية ولا ذرية، فقادة البيت الأبيض والبنتاغون موجودون في الحجر، وكذلك هم موظفو الكرملين والشانزليزيه وقصر باكنغهام والمدينة المحرمة الصينية، وأوروبا تبرأت من حلفها، وما رأيته من خلال قراءاتي الكثيرة والتحليلية أن دولا كثيرة منها تلك التي تدعي نظام العولمة ومنها التي تدعي الإسلام بكلمات مربوطة بجمل تزين الحياة الإنسانية بالعدل والمساواة، ولكنها تخفي البؤس والعنف والظلم.

لابد من إيصال تلك الحقيقة بوضوح بأن يشفى الناس من الوباء العنصري والتخلف وأن يعرف كل إنسان أنه عبد من عباد الله مثله مثل أي بشر آخر لا يفرق عنه إلا بالعلم والعلماء، وهم خلفاء الله بالأرض، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، وأدعو للحقيقة محاولا فك النصوص لإيجاد الفرق بين الإرهاب والعنصرية؟ لكنني رأيتها واحدة بل أرى أن الرسالة السماوية اليوم واضحة لم تستثن أحدا، للمؤمن الذي أكدت له تلك الرسالة أن إيمانه على حق والله قادر على كل شيء، والمنافق المتلبس بالدين أو الطائفة والعنصري والطائفي، أكتب الخير وأتهجد به لأنني علقت توبتي على أستار المرايا، فنحن من نسل آدم لا من دمعة حزن تجمعنا لأننا سنخسر الدنيا، وأنا لن أذهب لعرافة تقول لي انتظر سطوع الضوء لتكتشف القادم فأنا أعلم منذ ملحمة جلجامش والفشل الذريع يرافق الإنسان في رحلته للبحث عن الخلود.

اليوم أصبح العالم يطبق ما قاله الفيلسوف الألماني إيمانويل (علينا العودة للقيم الإنسانية).

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية