العدد 4219
الأحد 03 مايو 2020
banner
بشرى السديس
الأحد 03 مايو 2020

أستشعر طاقة تفاؤل كبيرة فيما يخص جائحة الكورونا، لا أسباب مطلقة ولكن معطيات بسيطة أراها في تصرفات من حولي، كالتزامنا المطلق بالتباعد الاجتماعي وجلوسنا في المنزل، بالإضافة إلى اهتمامنا بعدم تعريض أطفالنا لأي تهديد، فلم يصدف إلى الآن أن كنت في سوبر ماركت ورأيت طفلا واحدا منذ بداية جائحة كورونا، وهذا يدل على مدى وعي الشعب البحريني المتعلم المثقف فعلا كما تصفه بقية الشعوب.

أعود لمشاعري التي صرحت بها في بداية مقالي هذا، فعلى الرغم من كم الأخبار السلبية التي تخرج بين الفينة والأخرى عن منظمة الصحة العالمية التي تثير كما من القلق والترقب حول طول أمد الفيروس وبقائه، إلا أنني أميل لتصريحات إمام الحرم المكي الشريف الذي خرج علينا ببشارة العود المحمود القريب بإذن الله للصلاة في الحرم المكي والطواف وأداء المناسك المقدسة، وإن كنت في أغلب الأحيان أميل إلى المعطيات العلمية البحتة، إلا أن خروجه علينا وهو من القلة الذين يتحدثون إلى وسائل الإعلام، بل إنه نادرا ما يخرج في تصريح إعلامي، أثلج صدري وطمأنني وزدت يقينا بأنه بعد العسر يسرا مضاعفا بإذن الله تعالى.

ومازلنا نرفع القبعة لقيادة مملكة البحرين والكوادر الطبية والأمنية الساهرة لحمايتنا وحماية وطننا، كلمات الشكر لا توفيكم حقكم وإن شكرتكم أسبوعيا في كل مقال فلن أوفيكم، وهي مشاعر يحملها الشعب بأكمله تجاهكم، حفظكم الله العيون الساهرة في كل مكان.

ومضة: بإذن الله تنتهي الجائحة وتعود الأمور إلى أفضل مما كانت عليه، هي جملة وجب علينا جميعا ترديدها وتصديقها إيمانا بالله القوي العظيم الذي في يده ملكوت كل شيء، وبيده الشأن كله بين حرفين كن فيكون، سيأتي يوم نتحدث فيه عن الجائحة كذكرى ماضية وعن مدى ثقتنا في أطبائنا خط الدفاع الأول في هذه المحنة، بل أتوقع أن يكون القادم أفضل لأولئك ممن يذودون في الدفاع عن الوطن، فلهم مكانة رفيعة ومستقبل باهر واهتمام غير مطلق، فقد تعلمنا من هذه المحنة أن نعيد ترتيب أولوياتنا ولا أهم من صحة الوطن ولا أسمى من البحث العلمي والاهتمام بالعلوم حتى لا نعيش هذه التجربة مرة أخرى بإذن الله تعالى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية