العدد 4222
الأربعاء 06 مايو 2020
banner
السباق نحو لقاح كورونا... من يصل أولا!
الأربعاء 06 مايو 2020

رغم أن الانشغال الأكبر عالميًا حاليًا هو بتعداد الموتى والمصابين جراء جائحة كورونا التي يزداد مداها وضحاياها ويتسع خطرها يوما بعد يوم دون أن تبدو في الأفق حتى الآن نهاية وشيكة لهذه المأساة الإنسانية، إلا أن هناك سباقًا محمومًا موازيًا قد يكون غير منظور لكنه أشد خطرًا من جائحة كورونا نفسها.

هذا السباق يدور الآن بين شركات الأدوية لأجل تطوير لقاح ضد فيروس كورونا “كوفيد 19”، وتشوبه محاولات وصراعات بين دول وشركات كبرى لأجل تحصيل أكبر الأرباح والمكاسب دون مراعاة صحة البشر أو معايير العدالة والتضامن وغيرها من المعايير التي توارت في دول كثيرة كانت تدعي أنها نموذج لها، لكنها تخلت عنها بمجرد أن وجدت نفسها في شدة ومحنة كورونا، وهي مستعدة للتخلي عنها مرة أخرى في حال ما ظفرت بهذا السباق ووصلت أولا للقاح كورونا لتتحكم في صحة الإنسان بكل مكان وتحدد السعر الذي يخفف الخسائر الهائلة التي تكبدتها خلال أزمة كورونا.

وكما أن جائحة كورونا ستصل حتمًا لنهاية بأي شكل كان، فإن جهود العلماء وشركات الأدوية أيضًا ستصل للقاح المطلوب لهذا الفيروس إن عاجلا أو آجلا كما حصل قبل ذلك في العديد من الفيروسات والأوبئة التي انتشرت ونجح العلماء في اكتشاف لقاحات لها، وعندها سيكون الخطر في التلاعب بمصائر الناس والتحكم فيها من خلال احتكار الدول القادرة على دفع الثمن الباهظ المتوقع لهذا اللقاح بإغراء شركات الأدوية وشراء كل اللقاحات التي ستكون متوفرة لفيروس كورونا بأعلى الأسعار لتبدأ هي جولاتها وصراعات مع غيرها من الدول لتحقق أرباحًا مضاعفة.

على جميع الدول أن تكون مستعدة من الآن لهذا السباق وأن تعمل مع  الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لكي يكون لقاح كوفيد 19 منفعة عامة عالمية كما طالب هو بذلك حتى لا تكون صحة ملايين البشر حول العالم بين كبار منتجي اللقاحات والقادرين على شرائها واحتكارها. يبدو أن الرأسمالية الجشعة لم تتعلم درس كورونا جيدًا، وبدلاً من أن تعلي التضامن الدولي في هذه القضية المصيرية التي تتعلق بالحياة والموت، فإنها لن تبحث إلا عن الأرباح أينما وجدت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية