العدد 4222
الأربعاء 06 مايو 2020
banner
رائد البصري
رائد البصري
هل يفعلها التنين الصيني والدب الروسي؟
الأربعاء 06 مايو 2020

هل نشهد تراجعا لهيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي، خصوصا بعد التذبذب في أسعار النفط أخيرًا؟

ولماذا تخشى الولايات المتحدة الأميركية الصين؟

يعتبر النفط والذهب أهم السلع في العالم؛ نظرًا لما يتمتعان به من مميزات ومكونات حتى أنهما أصبحا من أهم العوامل التي تقيم على أساسها اقتصاديات الدول، إضافة إلى أنهما يؤديان دورًا أساسيًا في التوترات السياسية خصوصًا النفط.

ويعزو معظم المحللين العلاقات المتينة بين الذهب والنفط إلى ارتباطهما بالدولار الأميركي من ناحية.

ولكن سعر النفط له علاقة بإنتاجية معظم السلع باعتباره جزءا من مكون تكلفة أية سلعة، حتى أن العلاقات بين أسعار الذهب والدولار تشبه العلاقة بين “القط والفأر”.

وفي المقابل، تمارس الولايات المتحدة الأميركية ضغوطًا على اقتصاديات دول عدة من بينها: تركيا، روسيا، إيران، الصين، فنزويلا، كوبا وكوريا الشمالية، إذ تفرض عليهم عقوبات اقتصادية لإخضاعها لسياستها، وكذلك على دول أخرى في الاتحاد الأوروبي و شركاء آخرين.

ومن ناحية أخرى، تبرز دعوات مضادة لاعتماد عملات وطنية في التعاملات الخارجية للتخلص من الارتباط بالدولار، وبالتالي الدور الذي تمارسه واشنطن من خلاله على الدول، باعتبار الدولار العملة الأكثر انتشارًا وهو سلاح الولايات المتحدة الأميركية في عقوباتها الاقتصادية على الدول المعارضة لها، ولكن هل الدولار على وشك أن يخسر بيت حكام العالم من بوابة المال والذهب والنفط مصدر الطاقة والشريان الأساس وعصب الاقتصاد العالمي.

هنا تبرز الدعوات لتدشين عملات وطنية تكسر احتكار الدولار للاقتصاد العالمي.

وعلى الضفة الأخرى، تكمن استراتيجية بكين وموسكو من خلال اتفاق البلدين في المنتدى الاقتصادي في “دافوس” الأخير على استخدام العملات المحلية كبديل للدولار، واعتماد العملات المحلية مثل الروبل واليوان في معظم التبادلات التجارية بينها. وفي المقابل، توصي المفوضية الأوربية دول الاتحاد الأوربي باستخدام اليورو في المبادلات التجارية والترويج للعملة الأوروبية بين دول الاتحاد.

وفي نهاية المكانة العالمية، لم تعد حكرًا على أحد، فغالبية التكتلات العالمية تنظر إلى مصالحها ولكن لابد لنا أن نعرف أن بصمة الدولار موجودة في جميع المعاملات التجارية ولا يمكن إلغاؤها بجرة قلم بل بعمل مدروس ومتدرج.

والأزمات العابرة تفرض أمورا بديلة، فالصين مثلا بدأت تطلق العملة الإلكترونية “اليوان الرقمي” تحت إشراف بنكها المركزي، إذ تم تداولها في 4 أقاليم صينية، والسؤال المطروح هل تفعلها الصين وروسيا مستغلتان تراجع الدولار إلى أقل سعر للصرف.

الأيام المقبلة ستبرهن لنا ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .