العدد 4224
الجمعة 08 مايو 2020
banner
الملكية والأحزاب
الجمعة 08 مايو 2020

لست حزبيا ولا أريد أن أكون كذلك، لأنني منذ نشأتي غير مؤمن بأدلجة فكر الإنسان، فأرواحنا تسير نحو هجرتها ولم يعد لها حماس الجدال والأفكار الناضجة بدأت ترى وتفهم أن كثيرا من الأحزاب في الشرق الأوسط والوطن العربي جعلت من الحلم دموعا تبلل وسادة الأمل وأنهت كل أمنية تسكننا إن كانت لأجلنا أو لغيرنا.

ومنذ نشأة الكون، كانت للأنبياء رسالة إنسانية فبدأوا من الشرق يبنون جسد العالم برسالاتهم الإيمانية لتثبيت العدل وشرع الله وحتى في نصوص حمورابي منذ آلاف السنين هناك تشريع يجرم كل قاتل أو لص، فهو اتخذ ذات المنحى منذ قرون، ولكن هل أبقينا على تلك المبادئ والمثل؟

ففي العصر الحديث وتاريخنا غير البعيد، وتحديدا خمسينيات وستينيات القرن الماضي، أسقطت الكثير من النظم التي كانت تحكم بعض الدول العربية ودول الشرق الأوسط، حيث أصبح جزء من العالم العربي ومن تلك الدول يعيش ذات التراث والتاريخ وسرعان ما دخلت بعض الأحزاب وتعاملت كالشواذ، وذهبت الأحزاب بشعارات ثورية لكنها تتسم بكتابتها الدستور والترويج له، حيث تمس مشاعر المساكين وتصور لهم حياة جديدة تذهب بهم إلى الرفاه ونحو العدل والخلاص من الفقر ثم أسست هذه الأحزاب لنا دساتير تعتبرها حديثة أي تتناسب مع الدساتير الأوروبية وما جاء بعد الثورة الفرنسية بل كان الترويج لها أجمل لأن فيها كل ما يوفر العدل، ولكن وضعوا فيها جميع الاستثناءات، وبدأت بعض الأحزاب التي سيطرت على بعض الدول تقرر إعادة انتخابها.

وروج الكثير أيضا إلى نجاح بعض الأنظمة الاشتراكية أو بعض أحزابها كما ادعت بأن تعلن مقاومة تلك الأفكار والدساتير التي أتت بعد إسقاط النظم الملكية، وادعت أن لديها هاجس العدل لتلك الشعوب الثائرة ولكنها سرعان ما كرست فكرة السرقة والقتل، وكانت تزينها بثوبها الأرستقراطي الجميل. ثم انتقلنا إلى أحزاب تدعي العلمانية والليبرالية والانفتاح والديمقراطية ورفعت شعار أنها أكثر تحررا من كل ديمقراطيات الخمسينات والستينات التي فشل معظمها بالتقدم، وفككت لنا هذه الأحزاب الكثير من دول العالم بعد انتهاء الحرب الباردة وحروب الخليج المتتالية وما سمي بالربيع العربي، بتصدر المليشيات واللصوص والكفرة وكانت النتائج منذ ذلك الحين إلى الآن الفقر والعوز وانتشار الجريمة المنظمة بل أصبحت بعض الدول تحكمها مليشيات سلطتها أقوى من سلطة الدولة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .