+A
A-

المسلمون الأمريكيّون يواجهون الوباء بوحدة كبيرة في فترة الإغلاق

في مقال جديد مؤخرا في موقع صحيفة الجارديان حول حال المسلمين الأمريكيّين وكيف يواجهون هذا العام شهر رمضان قصص عديدة عن عائلات وأشخاص يواجهون هذا الوباء بوحدة كبيرة، وجاءت الصحيفة بعدة أمثله، هذا مقتطفات من أهمها:

مع حلول شهر رمضان الذي بدأ في 23 أبريل الماضي، ومع امتناع المسلمين في مختلف أنحاء العالم عن تناول الطعام والشراب كل يوم من شروق الشمس إلى غروبها أثناء الشهر الكريم في الإسلام، تواجه الأمة معضلة كبيرة في فقد الكثيرين هذا العام، مع سلب كوفيد-19 ملايين المسلمين في الولايات المتحدة خصوصا إذا أقاموا الشعائر الدينية والعادات الرمضانية الأخرى. وكما هو الحال في كل مكان ولا تستضيف المساجد الوجبات المجانية اليومية كالأفطار والسحور بعد غروب الشمس كما السابق، وأيضا لن تقوم بجمع التبرعات، والمحاضرات، وهذا العام سوف يضطر المسلمون إلى سلوك المسار الافتراضي.

يستضيف المركز الإسلامي في "ميسوري" ما يزيد عن 1,000 شخص للصلاة يوم الجمعة. واليوم يقوم نحو 20 إلى 40 شخصًا فقط لهذه الصلاة بعد التسجيل عبر الإنترنت. ويأمل القائمون على المسجد في زيادة الإقبال. وقال إمام المسجد شاكر حمودي للصحيفة: "إنها امتحان من الله ولدينا الكثير من الدروس التي نستطيع أن نتعلمها".

وفي مارس أغلق المسجد، مع أوامر الولاية بالجلوس في البيت واتباع سياسة التباعد.

محمد الساموراي وزوجته، إيمان، طبيبان في مستشفى جامعة ميسوري. عندهم ثلاثة أطفال بينهم رضيع، ومع بداية رمضان، اضطرت هذه العائلة المسلمة إلى مواجهة هذا الواقع الجديد، وقال محمد الساموراي: "لن نفوت فرصة التفاعل الإنساني، وسوف نفتقد الهدوء والسلام الذي يشعر به المرء في المسجد، ولكن جميعنا الآن نفهم حجم الأزمة والمسؤوليات". وأضاف: "أذكر عندما كان ابني سيف يعدّ حسنات الوباء ومكوثنا في المنزل، مثل الذهاب للنوم والاستيقاظ في أي وقت، والمذاكرة بالبجامة وكأننا نذهب إلى المدرسة بها وغيرها"، ولكن عندما ضرب الوباء بقوة الولايات المتحدة لأول مرة، أصبح سيف وهو في عمر السابعة، قلقا بشأن الفيروس، ومع وجود جهاز الآيباد في يده، فكان يسأله باستمرار: "مرحبًا سيري، كم عدد حالات الفيروس التاجي في ميسوري اليوم؟"، وبالرغم كل هذا الخوف، فإنهم يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على روح رمضان، هم يكتبون جدولا يوميّا بتحديد شخص من هذه العائلة الصغيرة لتدريس الباقي شيء بسيط من الطردين الإسلامي وهكذا.

ويقول محمد عن تجربته للصحيفة: "نعرف جميعا بأن التسوق اليوم بان أمرا صعبا للغاية، لكن زوجتي إيمان ذهبت إلى سوق عربي محلي قبل أسبوعين للحصول على مكونات سفرة رمضان الإساسية مثل العدس والرطب، واليوم هي وأنا نستخدم تطبيق توصيل البقالة للحصول على ما نحتاجه بما في ذلك 10 أرغفة من الخبز والتي طلبتها الأسبوع الماضي! إن القدرة على التسوق بحرية كما السابق كان ـمرا نفتقده اليوم هنا، ولكن الواقع الجديد هو الواقع الجديد". وكما معظم المسلمين تبدأ العائلة الإفطار بكوب ماء وتمر، يتبعه حساء العدس وطبقا رئيسا مع الأرز أو الباستا. وبعد الوجبة، تذهب العائلة عادة إلى المسجد للصلاة، وكان محمد يتطلع إلى الإنصات إلى القرآن مباشرة هناك مع شيخ المسجد، بينما كانت ابنته المراهقة روان متحمسة لرؤية أصدقائها هناك أيضا، لكن بسبب الوباء تغير ذلك وتحول باللجوء إلى برنامج "زووم"، وبه تستطيع روان الحديث مع صديقاتها، والتي يستضيفها برنامج "شباب المسجد"، وفيه ويلتقي هؤلاء لمدة ساعة على الإنترنت ثلاثة أيام في الأسبوع؛ للتعرف على الإسلام ولعب ألعاب مفيدة.

ومن ناحية أخرى، يشعر محمد بأنه جزء كبير من روحانيته مثل الصلاة جنبا إلى جنب مع مجتمعه سيتقلص إلى حد كبير للأسف. وأضاف: "إنك تشارك نفس الطقوس ونفس الأفعال ونفس المشاعر مع الآخرين، وتشعر أنك جزء مهم أكبر من أقلية مسلمه في هذا المجتمع الكبير الذي يتقاسم نفس القيم". يعتبر المركز الاسلامي الأمريكي أحد أشهر أماكن التجمع عند المسلمين للصلاة والإفطار والخدمات الاخرى، وهو يخدم نحو 10,000 مسلم عبر المدينة. وطبقا لتقديرات خالد لطيف، إمام المركز، فإن ما يقرب من ألف شخص يحضرون عادة إليه، وقال: "نعلم بأن الوحدة بكل تأكيد قد أثرت على العديد من الناس الذين أعرفهم والعديد من المسلمين الذين نعرفهم أيضا، خصوصا هؤلاء الذين لا يستطيعون العودة إلى أسرهم، ولكنهم يعيشون بمفردهم هنا في هذه المدينة الكبيرة من دون مساعدة". يبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة 3.45 مليون مسلم منذ آخر احصاء في 2017، ومن المتوقع أن يكون يزيد الرقم بحلول العام 2040، ويصيح عدد المسلمين ثاني أكبر مجموعة دينية بعد المسيحيين.

يمكنكم قراءة المقال كاملا باللغة الإنجليزية عير موقع الجارديان بعنوان: American Muslims face a lonely Ramadan during lockdown​