العدد 4231
الجمعة 15 مايو 2020
banner
يوم لك ويوم عليك
الجمعة 15 مايو 2020

قبل أيام، كانت لي فرصة لقاء والد الشهيد هشام الحمادي رحمه الله، الرجل الفاضل حسن الحمادي، وهو شخصية أنا أتشرف وأسعد بلقائها دوما، وأتعلم منها الكثير، بكل لقاء.

تأملني يومها قبل أن يقول: بالرغم من المعاناة والخسائر البشرية و المادية وتأثر العلاقات الاجتماعية بسبب (كورونا) إلا أنه هناك إيجابيات للأمر، منها أن الفيروس كشف الحاجة للاعتماد على النفس لأقصى مدى، و سأضرب هنا مثالا بسيطا على ذلك.

فأبناء جيلي -مثالاً- كانوا يعتمدون على أنفسهم في حلاقة ذقونهم، كما أن نساء جيلي كن يعتمدن على أنفسهن في تصفيف شعورهن وتزيين أيديهن بالحناء.

بعد الطفرة النفطية تغيرت كثير من هذه العادات والمفاهيم واليومية، ولك أن تقارن بها مثيلات كثر الآن، وعدد ولا حرج، مع اعتماد جيل اليوم على الآخرين في كل ما يريدونه، مهما كان بسيطاً، صالونات حلاقة، مكتبات تعد البحوث الدراسية، كراجات تصلح السيارات لأتفه الأعطال،..الخ.

ومع تفشي الجائحة اضطرت الدولة لإغلاق بعض المحال لفترات زمنية معينة، الأمر الذي وضع بعض الشباب والشابات في ورطة حقيقية، وربما اضطر بعضهم إلى الاستعانة بالحلاقين وموظفات صالونات التجميل وغيرهم، خلسة في بيوتهم في مخالفة للإجراءات الاحترازية.

كما أن البحبوحة التي نشأت من الطفرة النفطية جعلت بنات الجيل الحالي ينصرفن عن تعلم الطبخ طالما أن المطاعم توفر ما لذ وطاب من الأكل، بل وصل الأمر بهم للاعتماد على عمال التوصيل، لتوصيل الطعام إلى البيوت، ولم يبق إلا أن نطلب من عامل التوصيل وضع اللقمة في أفواهنا.

ويعتدل بو هشام بجلسته، قائلاً “هذا مجرد مثال على الحاجة إلى تغيير نمط حياتنا بعد كورونا، بحيث يكون للاعتماد على النفس أولوية في حياتنا خاصة وأننا مقبلون - حسب وجهة نظري - على مرحلة تقشف قد تطول وقد تدوم فهكذا هي الحياة منذ بدء الخليقة.. يوم لك ويوم عليك”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية