العدد 4231
الجمعة 15 مايو 2020
banner
حياة مغايرة
الجمعة 15 مايو 2020

يكاد يكون صعباً ما تفرضه الظروف الراهنة هذه الأيام، لكنه مطلوب، ومحسوب، خصوصا في ظل التداعيات السلبية المتسارعة جراء فيروس (كورونا) الذي لم يرحم صغيراً ولا كبيراً، ويعد اليوم أخطر كائن يهدد البشرية، وهو يصول ويجول للقضاء على كل حي على هذه الأرض.

إن فلسفة التباعد الاجتماعي الوليدة، وما أفرزته من ثقافة جديدة بين أفراد المجتمعات، لم تكن بالحسبان، وهي سبيل سيبقي على ما تغير من طبيعة الحياة، حتى بعد بلوغنا نهاية الجائحة. قضت الثقافة الجديدة على رتابة الحياة المعتادة، وأتت برتابة أخطر وأدمر، وجعلت مما جعلت أعداداً مهولة من البشر من غير عمل، وفي ابتعاد كامل عن أقرب الناس إليهم، لأجل إتمام السيطرة على الخطر، والقضاء عليه، عاجلاً أم آجلاً.

باتت الحياة في المستقبل القريب منه، وليس البعيد، واضحة الملامح، تضرب بعرض الحائط الكثير من العادات والتقاليد المتوارثة في مختلف المجتمعات، وتؤسس لأعراف اجتماعية مغايرة تماماً عما كانت عليه في السابق، وتستلزم الاستخدام الأكثر والأبلغ للتكنولوجيا الحديثة، بتطويرها، ليس اختيارياً، ولا اعتباطياً، بل كفرض يجب الالتزام به من كل المجتمعات.

وللعقلاء فقط، الذين يريدون ألا تقع البشرية في مثل هذه الأزمة الشديدة مرة أخرى، والحالة المهولة المتعبة التي آلت إليها دول العالم على اختلاف مساحاتها، واقتصاداتها، وثقافاتها، وقدراتها النظامية الصحية، أن يتعظوا، وأن يدرسوا تماماً احتمالات حدوث أزمات عالمية أخرى متباينة، سواء كانت صحية، أو جغرافية، وغيرها من كوارث وأوبئة، وألا يضعوا الشعوب أمام امتحان، ليسوا مستعدين له، تاركين هراء التقدم العلمي المزعوم، وناذرين أنفسهم لعدم التخلي عن الأرواح البريئة بسهولة تناسبت في عصرنا عكسياً تماماً مع شدة وقساوة الخطر!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .