العدد 4232
السبت 16 مايو 2020
banner
الأوبئة بين العلم والخرافة
السبت 16 مايو 2020

من العلماء العرب الكبار الذين رحلوا عن دنيانا تاركين لنا إسهامات علمية مميزة في مجال البيولوجيا والميكروبات، العالم المصري الدكتور عبدالمحسن صالح، وفي كتابه “الإنسان الحائر بين العلم والخرافة” الصادر عن “عالم المعرفة الكويتية”، عرّف الخرافة بأنها: “كل ما عجز العقل البدائي أو العادي عن تعليله، فإذا دُرست الظاهرة التي يظنها الناس معجزة أو خارقة، فإنه يمكن في - أغلب الأحيان - تفسيرها على أساس من دراسة وبحث وعلم. وعندما تفسر، ويدرك سرها، تنتفي في الحال معجزاتها، لهذا يقولون: إذا بزغ نور العقل، ولى زمن المعجزات”.

ورغم مرور قرن ونيف على انطلاقة مسيرة التعليم والنهضة الثقافية في عالمنا العربي؛ إلا أن التفكير الخرافي ما برح الأكثر شيوعاً، ليس بين عوام الناس العرب فقط؛ بل حتى في مؤسساتهم التعليمية والإعلامية والثقافية.

صحيفة “اليوم السابع” المصرية غردت قبل أيام أنه لما ضرب الطاعون مصر سنة 1374م، وراحت ضحيته أعداد هائلة، فشلت كل وصفات العلاج الخرافية التي أمرهم باتباعها بعض كبار القوم، وإذا كان يمكن فهم أن يتم تجريب تلك الوصفات في زمن لم يصل فيه التطور العلمي الطبي لما هو عليه الآن، فإن ما لا يمكن فهمه أن يتبع كثرة من الناس في زماننا مثل تلك “الروشتات” العلاجية الخرافية بناء على نصائح “علمائهم” بعصيان التباعد الاجتماعي وسُبل الوقاية الأخرى؛ فهنا تبلغ المأساة ذروتها حيث يتعاظم تفشي الوباء فأعداد المصابين به وقتلاه. وحسناً فعل تويتر بحظر المعلومات المضللة عن الوباء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية