العدد 4232
السبت 16 مايو 2020
banner
إفطار صائم
السبت 16 مايو 2020

في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم اليوم نتيجة تفشي فيروس كورونا “كوفيد ١٩” الذي فتك بالآلاف حتى اليوم وأصاب ما يفوق ثلاثة ملايين شخص حول العالم، منهم قرابة ثلاثة آلاف في مملكة البحرين، ورغم كل التدابير التي اتخذت للسيطرة على تفشي المرض، إلا أننا نُفاجأ بارتفاع مخيف في الأعداد يوما بعد آخر، وتتحمل مسؤوليته بعض التصرفات اللامسؤولة من المواطنين أو التجمعات للعمالة الوافدة بحجة توزيع إفطار صائم.

إن ما اعتادت عليه الجمعيات الخيرية من توزيع الطعام خلال شهر رمضان لا يجب أن يكون أمرا مقبولا ومُيسرا في ظل هذه الظروف، ولسنا في ظرف يمارس فيه الجوع سطوته، ولكننا في حرب ضد شيء فتاك ينتقل بأنفاسنا وأيدينا وأجسامنا وكل ما بنا. العمال الآسيويون لا يعانون الفاقة بسبب هذه الجائحة، وتوجيه الأموال لإفطار صائم ليس بهذه الطريقة، خصوصا مع كل الخطوات التي اتخذتها الحكومة حتى لا يُضار أحد، وإذا كان ولابد أن نتحدث بصراحة فإن الأموال المتاحة يجب أن تُصرف في شراء الأدوية والمعدات الطبية التي تثقل كاهل ميزانية الدولة في هذا الوقت الحرج.

الإنسانية أمر جيد لكنها ذات أوجه، وليس إطعام المحتاج الأمر اليتيم الذي يمكن تقديمه، يجب ألا نسمح للعواطف في وقت نحن فيه بحاجة للعقل كي يحدد الأولويات في الأوقات الاستثنائية.

جميعنا مطالبون بالتصرف بحكمة، ومازال أمامنا طريق طويل في هذا التحدي الأكبر، وإهدار أموال الدولة في مشاريع ليست ذات أولوية يصب في خانة الهدر الذي لا مجال لقبوله ونحن نمر بهذا الاختبار الذي سيغير بلا شك وجه الحياة التي عرفناها قبله.

لندعم بكل الإمكانيات القطاع الصحي ونوجه كل تبرع ممكن لتوفير المستلزمات، فدون ذلك لا طائل من إطعام المرضى أو المصابين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية