العدد 4234
الإثنين 18 مايو 2020
banner
“أجنبية” في العلوم الصحية: انسحبوا أو سترسُبون!
الإثنين 18 مايو 2020

يكفي منهم السّعي الدؤوب لخدمة “البحرين” حين تربعوا قوائم التفوق المشرّف وقدّموا الأداء المتميز والحرص المُحّقق للنتائج المُبهرة في تشييد الإنجازات الكبيرة، حتى أضحوا مبعث الفخر ومورد الاعتزاز في سلسلة النجاحات الشاملة والإنجازات المتعاقبة في كل المجالات. كيف لا، وهُم مَنْ عزّز المكانة المرموقة التي تبوأتها مملكتنا الغالية على الخارطة الصحية بعدما برهنته بجلاء الجهود الجبّارة لجنود طواقمنا الطبية – في قطاعيها المدني والعسكري - في “فورة” الجائحة العالمية، وذلك بعدَ أنْ حَصْدوا كامل الرعاية من الدولة في التعليم والتمهين حتى أضحوا واحدة من القضايا المحورية في الحراك التنموي الشامل المستدام.

غير أنّ ما تُواجهه الفئة الطموحة منهم؛ يبعث على القلق، بعد افتقادهم الأمان على مستقبلهم الدراسي! وهو ما يجري – مثالاً - في قسم “صحة الفم والأسنان” بكلية العلوم الصحية في جامعة البحرين، والذي يسير بهم على النقيض من توجّهات الحكومة الموقرة للنهوض بالأجيال البحرينية وتكوين اتّجاهاتها الإيجابية نحو العمل والإنتاج، وفق ما أفاد به مَنْ تواصلوا مع جريدة “البلاد” من دفعات هذا القسم لأعوام السنوات الدراسية 2016م و2017م و2018م، الذين استهلّوا حديثهم بالإِخطار (الخطير!) الذي يحرمهم من الدراسة للعام الدراسي 2020/2021م في مخالفة صريحة للخطة الدراسية التي تتطلب (5) فصول فقط، بعد أنْ أمضى غالبيتهم عامين ونصف العام إلى أربعة أعوام في انتظار هذه المواد! ناهيك عن حصر الكوادر التعليمية في دكتورين! وحشر طلبة تلك الدفعات في عيادة واحدة فقط! علاوةً على تبنّي رئيس القسم والمعنيين أساليب (التحبيط) بعد طرحهم خيار الرسوب أو الانسحاب من المقرر، أو تعجيزهم في طرح المواد بعد مرور ثلاث سنوات، أو حرمانهم من توصيات التخرج، أو إلزامهم بإعادة المواد العلمية التي درسوها خلال الفصل الصيفي على حدّ قولهم!

نافلة:

تبدو نصوص الدستور سلسة الفهم حين تتحدث عن ضرورة رعاية أجيالنا الطموحة التي تترجم مستقبل بلادنا العزيزة “البحرين” في شتى صنوف العلوم. فالمادة (5/ج) تؤكد أنّ الدولة “... تعمل على وقايتهم من براثن الجهل والخوف والفاقة”، وكذا المادة (7/أ) تُشير إلى أنّ الدولة “... ترعى العلوم والآداب والفنون، وتشجع البحث العلمي، كما تكفل الخدمات التعليمية والثقافية للمواطنين”. فيما قبالَ ذلك جُلّه، تأتي أُستاذة (أجنبيةٌ) في “قسم صحة الفم والأسنان” بكلية العلوم الصحية - وبدلَ أنْ تشُدّ من عَضُدِ طلبتها وإرشادهم بِحَسْبِ مَنْ تواصلوا مع الجريدة - تُخاطبهم بلغة “التثبيط”: انسحبوا من المقرر أو غيرّوا تخصصكم وإلا سترسبون! فما أحرى بالمعنيين في الكلية الموقرة أنْ تكون لهم وقفة (تنتشل) أبناءنا الطموحين من براثن الضياع الذي يهدد مستقبلهم الدراسي باعتبار أنّ مَنْ تلقى تبعات مقومات وطننا الحبيب على أكتافهم في مختلف المواقع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية