العدد 4235
الثلاثاء 19 مايو 2020
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
سنبقى أقوياء
الثلاثاء 19 مايو 2020

لا يمكن لنا أن نلتفت إلى الوراء أو حتى نطيل النظر فيما نحن فيه الآن، وما يحصل ويجري من أحداث استحوذت على العالم بأسره، حتى تأتينا رسائل وصل بها من العبق ما تشتد به الأنفس وتتسع الأعين بريقًا، وتشدو لها الآذان بلحن سعيد، هكذا يصنع القائد الفذ خط الزمن، عندما يؤمن بما تسطره السواعد وتنسجه العقول التي اعتادت المضي معه قدمًا نحو التميز والنماء، إنها مثل عليا لدفع الهمم وحثها نحو رصد بطولات ومآثر في كل مشهد ومحفل.

ومشهد اليوم، درس نموذجي مسطر بأروع صور الإيمان وأسمى القيم التي تصنع الصفوف بأعلى مستويات الحكمة والنزاهة، أكبر دعائمها ما تتضمنه الكلمات السامية لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه بمناسبة العشر الأواخر من رمضان في دفع الهمم ورعاية أفكارها، فلا أجمل من عبارة “وصل القلوب وتقارب النفوس مستمر في كل الأحوال”. في هذه العبارة مدلولات عدة نستقيها من كل كلمة.. تؤكد عمق العلاقة التي تربط القائد بالشعب، وقوة إحساسه باحتواء ما قد يثني عزائمهم، ليقوي رباطة جأشهم، ويمضوا معه بكل عزم وهمة.

وهكذا اعتاد شعب البحرين الأبي أن يسطر أروع قصص التاريخ في خط الزمن، مصدرها ما يلقاه من دعم سخي وتواصل أصيل. إن هذا النهج الريادي السامي لجلالة الملك المفدى هو الذي يصنع الأبطال، هو الذي يلهمهم نحو دوام العطاء.

بالرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها دول العالم جراء انتشار جائحة فيروس كورونا، إلا أننا حينما نتدارس الإجراءات الاستراتيجية التي اتخذتها مملكة البحرين تحديدًا وقياسًا على ما نعيش من واقع ونواجه من تحد، يتملكنا شعور بالرضا والفخر التام، والسبب أننا نعيش عصرًا أبطاله قادة أقوياء، كلما جالت بخواطرهم تلك الكلمات السامية استلهموا منها مجددا قيم الحب والعطاء.  إننا اليوم نصنع قصة مقابل هذه الجائحة، نختبر كفاءة قوتنا التي جاءت حصيلة جهود مستمرة لمشاريع رائدة ركزت على الإنسان وبناء المستقبل، يصنعها وطن وشعب وفي، فقد نهضوا فريقًا واحدًا تلبية لنداء الوطن نبلاً وأصالة وترابطًا وتلاحمًا من أجل الخير والرفعة والأمن والأمان... إن السبب الحقيقي وراء هذه القوة جاء حصيلة قيادة اجتهدت في صنع أبنائها ليكونوا أقوياء في مجابهة المحن والصعاب وعززت بذواتهم روح البذل والسخاء. فلو سألنا عن أي نهج متبع في ذلك، فلن تراه إلا في أحدث مدارس صناعة القادة، وهي السياسة التي تنتهجها قيادتنا الموقرة، وهكذا يمر بنا الخط الزمني ويخلد معه نماذج عدة لكل من يحتذي بهم اليوم، وقد سطروا أروع صور القيادة، وتبقى نتيجة الهمة العالية من أعظم رسالة تلقيناها لنقول للجميع: سنبقى أقوياء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية