العدد 4236
الأربعاء 20 مايو 2020
banner
كورونا وتقنية “الجمهور الافتراضي”
الأربعاء 20 مايو 2020

عادة الحياة إلى ملاعب كرة القدم الألمانية يوم السبت الماضية؛ لتصبح “البوندسليغا” المسابقة الكبرى الأولى التي تتحدى جائحة كورونا وما فرضته من رعب وخوف وإجراءات احترازية في مختلف دول العالم.

غير أن المباريات، وإن كانت مثيرة، ومرتقبة من عشاق كرة القدم المتعطشين لمتابعة الساحرة المستديرة بعد توقفها لأكثر من شهرين، شعروا في لحظة ما بوجود شيء مفقود وهم يتابعون المواجهات الألمانية التي أقيمت خلف الأبواب المغلقة دون جمهور.

ويدرك الجميع أن التضحية بالصخب الجماهيري الذي يضفي الحماسة والإثارة على المنافسات الكروية كان الخيار الأمثل ليتسنى للقيمين على الدوري الألماني استئناف البطولة بعدما حددت لها شروط وبروتوكولات صحية مشددة للحفاظ على سلامة اللاعبين، ولإيقاف زحف الفيروس وانتشاره بين الناس.

ومن هنا طفقت فكرة للمسؤولين في إنجلترا وهم يتابعون الألمان أثناء خطفهم أنظار العالم، بأهمية أن تكون عودة “البريميرليج” مغايرة عن ألمانيا، من خلال إضفاء مزيد من التأثيرات على الملاعب الخاوية من الجماهير بإيجاد تقنية تحاكي المدرجات!

ويفكر الإنجليز بالاستعانة بالتقنيات والمؤثرات التي من شأنها أن تحدث ضوضاء شبيهة بضوضاء المشجعين ليكسروا الصمت أثناء نقل المباريات عبر الشاشة الفضية ولتعطي المتابع شعورا شبيها بشعوره أثناء متابعة مباراة طبيعية.

ويبدو أن الأفكار الباحثة عن ملء المدرجات الخالية بالتقنيات والمؤثرات الحديثة آخذة في التزايد، خصوصا أن الذكاء الاصطناعي اليوم في أوج تقدمه وازدهاره، ومن الممكن أن نتابع المباريات في المستقبل القريب حتى دون أن نشعر بأن الملعب خال من المشجعين.

هذا الأمر يدعونا لتوقع اختراع آليات حديثة، يمكن أن نطلق عليها تقنية “الجمهور الافتراضي”، من خلال تطويع التكنولوجيا وربطها مع المشاهدين في منازلهم عبر الهواتف الذكية؛ ليتفاعلوا مع الأهداف والهجمات وكأنهم في الملعب، وهذه التقنية موجودة بالفعل في وسائل التواصل الاجتماعي ولا غرابة في استخدامها أثناء نقل المباريات الكروية في زمن الكورونا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية