+A
A-

الجارديان تطرح سؤال ماذا بعد نفاد الأعمال الفنية؟

تناولت صحيفة الجارديان تأثر وباء الكورونا على عالم الترفيه في بريطانيا في مقال جديد موخرا، حيث شكل الفيروس التاجي تهديدا كبيرا لصناعة الترفيه في كل مكان، ووسط نفاد برامج القنوات التلفزيونية وصعوبات الصحف، تواجه صناعة الإعلام البريطانية صدمة مالية من شأنها أن تعيد تشكيل الكيفية التي نستهلك بها الأخبار والترفيه بشكل دائم، ويحذر محللو وسائل الإعلام من أن الوباء سوف يخلف تأثيرا يدوم طويلا على الحياة الثقافية في بريطانيا، فيتوقعون أن التغيرات في سلوك المستهلك، والتي من المفروض أن تستغرق أكثر من خمسة أعوام ربما حدثت في غضون خمسة أسابيع، ومن غير المرجح أن يعود العديد من الناس كليا إلى عاداتهم التي كانت سائدة قبل الحجر الإلزامي.

وبالرغم من أن مشاهدات التلفزيون ارتفعت بسبب الجانحة في البيت، وبلغت أكثر من وقت الكريسماس في بريطانيا، فإن الآثار الجانبية جاءت غير متوقعة للوباء من خلال جلوس المراهقين بأعداد كبيرة ومشاهدة التلفاز، وأيضا تجمع العائلات معا مجددا للامر نفسه في الوقت نفسه.

واجهت القنوات التجارية مشكلة كبيرة وسط ذلك في قلة الإعلانات التلفزيونية، خصوصا مع خفض الشركات ميزانياتها التسويقية، وقال أحد المطلعين في إحدى القنوات التجارية أن الإعلانات التلفزيونية البريطانية انخفضت بنسبة 40 % خلال الأشهر الثلاثة بين مارس ويونيو. يقول ستيفن ألان، المدير التنفيذي لوكالة (ميدياكوم) الإعلانية: "إن ما تواجهه وسائل الإعلام الإذاعية الآن يشكل عاصفة بحد ذاته، حيث ارتفعت مستويات العرض إلى حد كبير، ولكن الطلب انخفض خصوصا وأن الاستماع للذاعات انخفض مع توجه الجميع الى القنوات الفضائية". وقال إنه حصل على وعود من بعض عملائه عن زيادة إنفاقهم الإعلاني عند انتهاء فترة الإغلاق، لكنه في الوقت نفسه يخشى أن تنفد القنوات من البرامج الجديدة والأفكار لجلب المشاهدين إليها، بما خصوصا وأن هذه القنوات لا تستطيع اليوم إنتاج برامج جديدة. وأضاف: "إن البرامج التي كانت تعد لن تكون موجودة مستقبلا، فما الذي سوف يقدمونه إذن؟".

هذه المخاوف واسعة الانتشار، مع استمرار تقديم عدد من اشهر المسلسلات الشعبية الطويلة مثل EastEnders وCoronation Street قامت اليوم بالفعل تخفيض عدد الحلقات، محاولة منها لتجنب نفاد المواد التي تم تصويرها مسبقا!

"لمدة عامين على الأقل سوف ينخفض الإنفاق على التلفزيون”، هذا ما يؤكده توم هارينجتون من شركة (إنديرز أنديرز أناليز) الذي توقع عجزا حادا في الدراما المكتوبة، وقال إن الممثلين والمخرجين سوف يلتزمون بتصوير عدة مشاريع، مع جداول زمنية تتداخل الآن، وبصعوبة، وقال إن نحو 40 % من العروض التلفزيونية هي مسلسلات شعبية في المملكة المتحدة، والتي قد تتوقف قريبا من العرض ما لم يستأنف الإنتاج التلفزيوني "يعرض حاليا مسلسل (الجيران) مرتين في الأسبوع، وهو ما يدمر محتوى هذا المسلسل العريق تماما، وكلما طال أمد عجز هذه البلدان عن التصوير الفني، كلما نفدت الحلقات على الأرجح". ومن ناحية أخرى، أكدت مصادر في قناة اي تي في البريطانية الكبيرة في تقارير مفادها أن تصوير (جزيرة الحب)، والذي يعتبر من انجح اعمال القناة الرئيسة سوف يتأخر حتى أغسطس المقبل على أقرب تقدير، بل وسوف ينقل التصوير إلى المملكة المتحدة بدلا من إسبانيا، كما خفضت القناة الرابعة ميزانيتها البرنامجية بمقدار الربع؛ لضمان البقاء الأمر الذي أثار المخاوف من أن يعني انهيار ميزانيات التشغيل المحلية إنشاء محطات تلفزيونية بريطانية أقل تميزاً!

ووسط كل المخاوف الأمور مختلفة عند نتفلكس، فهي المستفيدة الاولى من هذا الوباء اليوم، وهذا يعني ارتفاع سعر السهم إلى عنان السماء، وقيمة الشركة الآن أعظم من قيمة شركة النفط (إكسون موبيل) المتعددة الجنسيات. ومع ذلك، فهي تواجه قضاياها الخاصة، مع إنتاج عروض خاصة المتوقفة بسبب الوباء.