+A
A-

أمريكا أسيرة صدمة سبتمبر

في 11 سبتمبر2001 ضُربت أمريكا في العمق، الذي يستند إلى قاعدتين: المال والدفاع، انهار برجا التجارة العالمية؛ حيث كانا يعبران عن القوة المالية والاقتصادية لأمريكا، وتحطم جزء من مبنى البنتاجون، ذهلت أمريكا والعالم كله لما حدث، ووضعت السماء الأمريكية من الأطلسي شرقاً إلى الهادي غرباً، تحت مظلة جوية من طائرات سلاح الجو الأمريكي، واختفى الرئيس بوش الابن في سراديب قاعدة أمريكية جوية في الجنوب الغربي الأمريكي، وتولى نائب الرئيس ديك تشيني مقاليد الحكم مؤقتاً من داخل معاقل قوية سرية في منطقة ما بالعاصمة، ووقف العالم بأسره تقريباً إلى جانب أمريكا في التنديد بالإرهاب في ذلك اليوم.

في كتابه "الأمن الإمبريالي الأمريكي"، يؤكد د. ياسين العيوطي أن ذهول ذلك اليوم لا يزال يسيطر على وجوه البشر في الولايات المتحدة؛ بل على جوهر السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية؛ إذ كان عملاً عرفت القيادات الأمريكية بإمكانية حدوثه، وعلى الرغم من هذا لم ترتب للحيلولة دون وقوعه، وهو ما أثبته تقرير لجنة الكونجرس للتحقيق في تلك الأحداث، وهنا يتساءل المؤلف: ما الأمن الإمبريالي؟ ويقول إنه النظر إلى العالم كله خارج أمريكا كساحة قتال حقيقي أو متوقع، لا ضد الإرهاب فحسب؛ بل ضد كل ما يتعارض مع ما تراه أمريكا كتهديد لاحتكارها القوة أو لتفسيرها للديمقراطية بغض النظر عن السياسة الداخلية لأية دولة من دول العالم.

يوضح الكتاب، أن الأمن الإمبريالي، يتألف من عقائد استراتيجية قد تتعارض مع بعضها؛ لكنها تتعايش معاً داخل العقلية الأمريكية الجديدة، إن كل ما يحدث في العالم يعد بوق إنذار دائم بأن الشعب الأمريكي تحدق به الأخطار كل يوم، ولا مفر له غير الحروب التي لا نهاية لها.​