+A
A-

هذه توقعات النفط واقتصادات الخليج والأسهم

قال سمير عساف، رئيس مجلس الإدارة للخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات الكبرى في مجموعة HSBC المصرفية العالمية، إن جائحة كورونا سببت مشكلة كبيرة في الاقتصاد العالمي في الأجل القصير، مؤكداً أن دول الخليج ستكون أكثر قدرة على التعافي والخروج من آثار الجائحة بسبب قدرتها على الاستدانة وحجم احتياطياتها الكبيرة.

وأضاف عساف في مقابلة مع "العربية" أن أثر الجائحة على مستوى العالم رغم قساوته فإنه سوف يزول، في حال توفر علاج ولقاح، لهذا المرض، لكن العودة للتعافي ستكون بشكل متدرج على شكل حرف U بخاصة بعد تأثر الاقتصادات الكبرى بانكماشات قاسية وصلت إلى تقلص بنسبة 20% من الناتج المحلي وتقلص شديد للنمو في الصين.

تأثر دول الخليج

وبالنسبة لدول الخليج، توقع عساف معدلات نمو سالبة بمقدار 5% في السعودية والإمارات، وزيادة للبطالة، وزيادة في عجز للميزان الضريبي، موضحاً أن الدول الخليجية، تعاني نفس المشاكل التي تعاني منها دول العالم، لكنها تتميز بأنها مستعدة بشكل أكبر للخروج من أزمة جائحة كورونا بسبب الاحتياطيات والودائع المالية الكبيرة لديها.

وقال إن دول الخليج مرشحة أن تخرج من الأزمة بسرعة، متحدثاً عن تدني نسبة الدين العام في دول الخليج، ما يجعلها أكثر قدرة على الاقتراض في مواجهة الأزمات، ففي السعودية نسبة الاستدانة منخفضة بمعدل 22% من الناتج القومي بينما المتوسط العالمي لاستدانة الدول يتراوح بين 60-70% ويرتفع بالنسبة للبلدان المتقدمة إلى ما يزيد على 100%.

تأثر دبي

وحول مواجهة آثار الجائحة في دبي، قال عساف إن دبي متأثرة أكثر من غيرها لأنها اقتصادها خدمي سياحي ويعتمد على قطاع النقل وهذه القطاعات متأثرة بالجائحة، لكن دبي ليست لديها تلك القيمة من الديون التي كانت مسجلة في عامي 2009 و2010، موضحا أن دبي باتت في الوقت الحالي، متكاملة أكثر في داخل الإمارات وأصبحت البنى التحتية في دبي مهمة جدا لدولة الإمارات.

الربط مع الدولار

وبسؤاله حول سياسات ربط العملات الخليجية مع الدولار الأميركي، قال عساف إن هذا الربط وفر استقرار خلال السنوات الـ 40 الماضية، من وجهة نظر المستثمرين، و"لا نرى لزوماً لتغيير هذا المسار" لأنه يوفر استقراراً لسعر الصرف من وجهة نظر استثمارية، ولدى دول الخليج ودائع كبيرة تمكنها من الدفاع عن سياسة الربط هذه.

أين تستثمر عالميا؟

وتوقع عساف أن تظل الأسهم الأميركية في حالة صعود، في الوقت الحالي، لكنها باتت في معدلات مبالغ بها، ناصحاً بالتخفيف من الأسهم الأميركية في المحفظة الاستثمارية، والتوجه إلى الأسهم الأوروبية التي لم تتلق صعوداً كالذي شهدته الأسهم الأميركية.

وفيما يتعلق بالسندات، قال عساف إن الأفضل سيكون الاستثمار في سندات الدول أو سندات مصنفة بربتة استثمارية، وبالتالي ستكون مفضلة على سندات الدول الناشئة، أو سندات الدين العالية، موضحاً أن المفاجأة في أسواق العملات في عملة اليورو، مع التفاؤل بحزمة كبيرة بقيمة 750 مليار دولار تتميز بأنها حزمة "التعاضد الأوروبي" وفي الوقت الحالي، لا يوجد استثمار مغر في العملات سوى الدولار الذي وصل إلى ذروته وبالتالي فإنه ينصح بالاستثمار في الين أيضا الذي سيكون أدائه جيد في المرحلة المقبلة.

أسعار النفط

وفيما يتعلق النفط، قال عساف إنه كانت هناك كارثة كبيرة في السوق، لكن الاتفاق الروسي السعودي مع الرضا الأميركي، سيجعل النفط في حدود بين 30-40 دولارا للبرميل في السنوات الثلاث الأربع المقبلة، وربما يحدث صعود إلى 45 دولارا في بعض المراحل.

وأضاف أن هذا المستوى من الأسعار يناسب منتجي النفط ويناسب المستهلكين، وفي أميركا لديها الغاز الصخري والنفط الصخري وإذا كانت الأسعار منخفضة كثيرا هذا يسبب مشكلة لديها، متوقعا أن يكون الطلب على البترول وصل إلى حدوده القصوى قبل الجائحة، لأن التحدي الحالي في العالم يتمثل في إمكانات استعمال الطاقة البديلة بأكثر ما يمكن لتعويض استعمال البترول والفحم الحجري لأسباب حماية المناخ.

وشرح أن مستويات الطلب في حال عودة الاقتصاد العالمي إلى المستويات الطبيعية ستكون بمقدار بين 92-100 مليون برميل يوميا وهو نفس المستوى للعرض على الأسعار بين 30-40 دولارا، ونرى أن الطلب في الصين تعافى تقريبا وعاد الطلب إلى معدلاته وفي الهند لم يزل قيد التعافي.

تأثيرات عالمية

وقال إن الجائحة أثرت بشكل عميق على اقتصاد الصين، الذي كان يشهد بالسابق معدلات النمو الأعلى عالميا، والآن يتوقع أن يتباطأ نموه إلى 1%، متوقعاً عودة تدريجية لنمو اقتصادات العالم، في عام 2021 لكنه نمواً لن يكون سريعا، وسيأخذ وقته، وسيشبه حال الخروج من حرب، لأن الاقتصادات كلها توقفت بسبب الجائحة على جانبي الطلب والعرض.

وأشار إلى أن إعادة تفعيل قطاعات وأنشطة الاقتصاد في دول العالم، ستأخذ وقتا أطول، وسترتبط بتوفر علاج للفترة التي يتمكن فيها العالم لاحقا إلى اكتشاف لقاح، لكنه استبعد أن تتكرر حالة الغلق الكامل أو القاسي للاقتصاد، في حال تجدد الفيروس، لأن الجهات الصحية أصبحت لديها استعدادات للمواجهة.

ولفت إلى مستويات البطالة المرتفعة، بسبب الجائحة، ففي أوروبا هناك تعطل لعامل مقابل كل عاملين آخرين.