+A
A-

العصفور: رئاستي للأوقاف تطوع.. ومكافأتي 666 دينارا وزعتها على فقراء وموظفين محتاجين

  • قطعت يد حسابات عصابات مافيا الأوقاف والتي كانت تنهب وتسلب

  • ادارتي وضعت تكييف لمساجد وفرشتها بالسجاد بعد سنوات عجاف

تلقت "البلاد" تعقيبا من الرئيس السابق لمجلس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور ردا على عدد من الانتقادات للمجلس السابق.

وفيما يأتي نص التعقيب.

لقد تلقينا التكليف السامي من جلالة الملك حفظه الله ورعاه برئاسة إدارة الأوقاف الجعفرية للفترة من 21 أغسطس سنة 2013 حتى 21 أغسطس 2017 ثم تلتها فترة سنتين إضافية حتى بلغت ست سنوات أي دورة ونصف وقد دأبنا خلالها بكل اخلاص وجد وأمانة ونزاهة منذ اليوم الأول على بذل الجهد والمجهود في اصلاحها وتطويرها بنحو لم يسبق اليه سابق من المجالس السابقة على امتداد عقود تأسيسها التسعة والفضل يعود بعد الله عزوجل للمخلصين من أعضاء المجلس والموظفين الذين عملوا تحت أمرتي بكل اخلاص وتفان وجد كخلية نحل لم يهدأ لهم بال ولم يغمض لهم جفن في ساعات العمل وخارجها حتى تحقيق هذا الحلم وقد كنا نسابق الزمن ونقتحم الصعاب تلو الأخرى لاستثمار هذه الفرصة التاريخية لتحقيق نقلة تاريخية غير مسبوقة في هذه الإدارة العريقة التأسيس .

لم أذق قطرة واحدة من ماء القنينة الموضوعة على طاولتي حتى مضي سنتين في تحد مع الزمن لتحقيق التغيير الجذري والتطوير الإداري الذي عجز عنه السابقون في هذه الإدارة وبنحو يلمسه الجميع فلم انقطع يوماً واحداً خلال الست سنوات عن الحضور في  الإدارة الأمر الذي اثار استغراب جميع الموظفين وحتى في سفراتي القليلة كنت متواصلا فيها يومياً دون انقطاع للتوجيه والمتابعة.

ولشدة انهماكي في تطوير العمل الإداري ومتابعة تنفيد ما يتم اقراره من قرارات مجلسها فقد فقدت عضويتي في المجلس الشرعي لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي) وهي إحدى أبرز المنظمات الدولية الداعمة للمؤسسات المالية الإسلامية بسبب تخلفي المتكرر عن حضور اجتماعاته الدورية في مدينتي مكة والمدينة .

نعم ما تحقق بتوفيق الله وفضله من التطوير الإداري من ابسط جزئياته إلى أوسع أبوابه وما صدر من نتاج الحضور الإعلامي والتدوين التاريخي والثقافي والديني على المستوى المحلي والدولي لم يسبق له سابق في هذه الإدارة التي نفضت عن نفسها غبار الإهمال والإنزواء ودبت فيها روح الحياة من جديد ولبست حلة جديدة بشعارها المتألق الجديد وانطلقت فيها عجلة التغيير ليس في حدود إدارتها وما يتبعها من دور العبادة والعقارات الاستثمارية فقط بل طالت كل ما يمكن أن تساهم معه في تلبية تطلعات قيادة حكيمة وتشارك بفاعلية في عهد الإصلاح الذي دشنه جلالة الملك حفظه الله تعالى ورعاه مع توليه مقاليد الحكم و تساهم باقتدار في تطوير دولة وشعب على جميع المستويات .

نعم لقد دشنا منذ اليوم الأول حجر الأساس واللبنات الأولى لمشاريع نوعية وكمية في تطوير الإدارة و مشاريعها الاستثمارية وسعيت جهدي من خلال توظيف ما أملك من خبرات متراكمة في عضوية المصارف الإسلامية وغيرها  تمتد لربع قرن والاعلان بكل ثقة عن انطلاق عهد بلاتيني في تاريخ هذه الإدارة كما أعلنا عنه مراراً بعد تدشين كل انجاز.

لقد كانت واجهة الإدارة أسوأ واجهة تطل على الشارع في وسط المنامة العاصمة ومدخلها لا يعكس وجود إدارة أصلاً المصاعد متهالكة والدرج والممرات وغرفة الأرشيف مليئة بالدواليب والكراسي المعطوبة وألواح الزجاج المكسر والأجهزة الإدارية التالفة والملفات في أغلب الأقسام تفترش الأرض بين طاولات الموظفين مشهد يحكي حقبة ماكانت عليه الإدارة قبل استلامنا لعهدتها فقلبنا وضعها رأساً على عقب وأضحت في حلة جديدة بالكامل وأجمل ما يمكن أن تكون عليه .

وكانت أغلب المساجد تفتقد الى ابسط الخدمات والصيانة فتم تلبية طلبات عشرات المساجد للتكييف والفرش لأول مرة بعد سنوات عجاف مرت عليها .

وأطلقنا حملة اعمار تسعمائة مسجد ومأتم ومقبرة واعداد خرائط لمشاريع نوعية تزيد على الخمسين أبرزها مجمع أسواق الخميس الشعبي ومجمع ورش الذهب والمجوهرات.

كما قمنا بأفضل توظيف للمكرمة الملكية السامية في أيام محرم الحرام وتقديم أفضل الخدمات النوعية طيلة موسم عاشوراء وعلى امتداد العام.

كما تمكنا بحمد الله بعد تدشين بوابة العقارات الوقفية الاستثمارية من زيادة الدخل حتى نهاية سنة 2018 من خمس ملايين ونصف الى تسعة ملايين ولو واصلنا المشوار كان سيصل هذا الدخل بمشيئة الله الى أضعاف هذا المبلغ .

كما كان لنا السبق في اطلاق مبادرات الأوقاف الخيرية التي كانت تستهدف رعاية الطبقات الفقيرة والمعوزة وذوي الاحتياجات الخاصة والعجزة ورعاية مشاريع الزواج الجماعي في ظاهرة جميلة ساهمت في خلق المزيد من أجواء التقارب وتعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الطائفتين الكريمتين .

ومشروع بناء صالات المناسبات وعلى رأسها قاعة الملك حمد للمناسبات التي حظينا بمباركة ملكية سامية على تسميتها بهذا الاسم هي الأضخم على مستوى العاصمة والمناطق الأخرى .

وقمنا بتشكيل لجان مشتركة مع وزارتي البلديات والعمل لتسريع إنجاز المشاريع الحيوية في العاصمة وغيرها والتي كان يؤمل منها الإسهام في حل مشكلة مواقف السيارات المتأزمة وبناء مائة برج حرفي وتوفير فرص عمل لما يقرب من عشرة آلاف مواطن عاطل وخلق وجهة جذب سياحية اسطورية.

كما كان لنا دور ومساهمة وإن كانت متواضعة في إنجاح الكثير من الملفات والمبادرات الوطنية التي دعينا للمشاركة فيها لخدمة الوطن في حاضره ومستقبله.

لقد عملنا بشكل تطوعي لمدة ست سنوات وما كنا نستلمه من مكافأة شهرية ( 666 دينار) لعضوية المجلس كنا نصرفها على متطلبات العمل ومساعدة الموظفين المحتاجين وبعض الفقراء الذي يترددون على الإدارة وقمت مضافاً لذلك بإهداء أربعين شاشة كمبيوتر وعشرين طاولة إدارية وجهازي تصوير من الحجم الكبير لمكتب رئيس الإدارة في مبنى المنامة كانت الإدارة عند تسلمنا زمام ادارتها في وضع مزري يرثى له للغاية تغط في موت سريري وكل الموظفين والمراجعين وعامة الناس يشهدون على ذلك .

كما تمكنا من إحياء مجموعة من كتب التراث الديني و تأليف وطبع ونشر جملة من المؤلفات ذات الأهمية العلمية الخاصة للحوزات ومراكز التعليم الديني أثرينا بها المكتبة الإسلامية والبحرينية كجزء من خدمات التثقيف الديني المنوط بهذه الإدارة ومواصلة عطاء واسهامات أسرة عريقة يمتد لأربعة قرون.

كما تمكنا من اعداد هيكل جديد للادارة بحجم وزارة والحصول على موافقة مبدئية بزيادة الميزانية ابتداءا من سنة 2021 والبدء بتسجيل شواغر وظيفية لما يزيد عن ألف قيم وإمام مسجد.

كما أنجزنا إصدار جدول المهام والأوصاف الوظيفية ودليل السياسات والإجراءات الذي يعتبر وثيقة شاملة تعرض السياسات وتحكم المعاملات والإجراءات الإدارية والمالية والمحاسبية الضرورية وتعزز الرقابة على أموال وممتلكات ومطلوبات والتزامات إدارة الاوقاف الجعفرية بالتعاون مع شركة طلال أبو غزالة للاستشارات وغير ذلك من الكثير الكثير من الإنجازات التي يطول سردها وتعدادها .

طبيعي أن يكون ثمن هذا التطوير وهذا الضبط غالياً ومكلفاً في حسابات عصابات مافيا الأوقاف التي تم قطع يدها والتي كانت تنهب وتسلب خيرات هذه الإدارة بلا حسيب ولا رقيب وطبيعي أن تواجه حركة الإصلاح هذه والضبط الشامل بكل صنوف الهجمات الإعلامية المغرضة المليئة بالتدليس والتلبيس والتجاوزات اللأخلاقية والتي دأبت عليها بعض الجهات المعروفة وهي بحمد الله كانت ولا زالت واضحة مكشوفة للجميع لا نكلف أنفسنا عناء تعريتها وكشف سوأتها.

لقد كانت جهودنا طيلة هذه الفترة على موعد التتويج مع هيئة منح الشهادات بيرو فريتياس الفرنسية لنيل شهادة الآيزو للإدارة وإصدار التقرير المفصل الخاص بمناسبة مرور تسعين سنة على تأسيسها التاريخي موشحاُ بها في المقدمة .

وأما ملاحظات ديوان الرقابة الإدارية والمالية فكانت بداية ما تلقيناه منهم أكثره إنما هو تكرار لما أخذ على المجالس السابقة من ملاحظات وأغلب ما طلب منا تم تصحيحه حسب متطلباتهم وكنا على تواصل معهم لتحقيق صفر ملاحظات لأنه يندرج  ضمن اشتراطات الحصول على شهادة الآيزو .

كما وضعنا خطة لتدوين موسوعة الأوقاف الجعفرية التي تبلغ تسعين مجلداً بعدد سنوات التأسيس وقطعنا فيها شوطاً كبيراً ابتداءاً من سجل السيد عدنان وملحقاته حتى تاريخ آخر وقفية سجلت في هذه الإدارة مضافاً لتاريخ المساجد وتاريخ المآتم الرجالية والنسائية والكثير الكثير من الأمور الأخرى .

ذلك اليوم الذي كنا نخطط فيه للاحتفال باصدار التقرير المفصل الخاص بمرور تسعين سنة على التأسيس مع الحصول على شهادة الآيزو كان يؤمل أن يكون من الأعياد التاريخية لأبناء الطائفة الجعفرية في ذاكرة الوطن و التمكن من الارتقاء بإدارة الأوقاف الجعفرية الى حجم وزارة تضاهي أفضل الوزارات في تطبيق أحدث النظم الإدارية والفنية وفق أعلى معايير الجودة بحضور اسطوري في دعم الاقتصاد الوطني ومساهمة فاعلة في حلحلة أهم الملفات العالقة من بطالة واسكان ومشاريع البنية التحتية وخاصة تلك المتعلقة بالطاقة البديلة والتي كان افضل خياراتها ماحصل من اتفاق مبدئي مع شركة ال جي الكورية لتركيب أنظمة الألواح الشمسية فوق أسطح جميع المساجد والمآتم وربطها بشبكة الكهرباء الوطنية وكانت الإدارة سباقة في ذلك حيث تم الإعلان عن كونها اول إدارة حكومية تدشن مشروع انتاج الكهرباء من نظام الطاقة الشمسية .

نقولها لكل من تآمر وتربص وحارب تلك النجاحات والإنجازات ولا يزال قد أعماه الحقد والكراهية أن الشمس لا يغطيها الغربال وأن الحقائق أصبحت ماثلة للعيان شاهدة على عظيم ما حققناه من إنجازات وبنيان بتوفيق الواحد الديان يشير إليها الكل بالبنان شاهدة على حقبة مشرقة في هذا الزمان والحمد لله أولاً وآخراً على الثقة الملكية التي أكرمتنا بهذه الفرصة التاريخية ومكنتنا لتحقيق ما تمكنا تحقيقه من هذا الإنجاز التاريخي و ما توفيقنا الا بالله عليه توكلنا وإليه أنبنا فهو حسبنا نعم المولى ونعم النصير (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).

بقلم: الشيخ محسن آل عصفور

الرئيس السابق لمجلس إدارة الأوقاف الجعفرية