العدد 4255
الإثنين 08 يونيو 2020
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
دموعٌ على سُفوحِ المجْد
الإثنين 08 يونيو 2020

لعلها واحدة من النذورات القاسية أن تخيط بأصابعك المرتجفة من الحزن جروحا تقاس بالأمتار من المنتظرين طوابير من عرق ولحم وصناديق أمل من أطباء ومهندسين متكدسين أمام ديوان الخدمة المدنية، يوزعون روايتهم الخاصة التي هي أكثر كآبة من رواية (آنا كارنينا) ليو تولستوي أو رواية ديستويفيسكي (الاخوة كارامازوف) قارئين نص تقرير ديوان الرقابة (من وجود 575 موظفا أجنبيا في القطاع العام، تجاوزوا سن الـ60) متسائلين متى سيتم خطة الإحلال بدل الإخلال بالمواطن والوظيفة؟ فلا بد من مساءلة أي وزير وأي وزارة لنعمق المشروع الإصلاحي مشروع حياة !! لعلها تحن على دمع يبكي أو حزن يحزن أو كآبة تكتئب أو تعزف بيانو الحب على أصابع مشققة من الوجع، وملامسة الطريق، من موظفي القطاع الخاص مرتجفين كعصفور تحت قسوة الشتاء أو تحرش المطر؛ينتظرون حقائب خيبة التسريح من بنوك وفنادق وشركات، فتخرج آهاتهم نوتات موسيقية ليست أقل حزنا من الوجع المتشظي للموسيقار (موزارت) وهو يهرب حاملا على ظهره وجعه سعيا وراء الرزق أو ملامح بيتهوفن ينام على الارصفة، يحتسي قهوته غبارا، ويرتشف دمع غربته وانكساره مجدا، يوزع في الطرقات نوتات تخنقها الزوايا، وتحاصرها المرايا، وتلبسه العرايا، قماشا ابديا لخلود الاسطورة التي تنتظر كسر التعويذة. أو كالتجار الصغار من انهكتهم كارثية (الفيزا المرنة) التي أعادت تدوير الزوايا ليتحول التاجرُ إلى مقعد الموظفَ والموظفُ إلى مقعد التاجر في تراكم جنوني لسجلات الاجانب. وكل الامل في وجود خطة اقتصادية شبيهة لخطط العملاق السنغافوري (لي كوان يو ) خصوصا عند الازمات، خطة تقتلع الخوف لما بعد كورونا خصوصا مع شبح عودة تسعيرة الكهرباء. بعد كورونا تتألق البحرين كأغنية وطنية ترسخ نهر الوحدة والالتفاف حول القيادة. هو القدر يحاصر الكبار، يوزع دموعهم لوحات فنية كلوحة (إصرار الذاكرة) للاسباني سلفادور دالي او لوحة (العشاء الاخير) لدافنشي،

ترتل على جدران الزمن حكاية

َ المجد كيف يُغنى اراجيز على شفاه التاريخ معلقات حبٍ وسمفونية همس جيتار، قصة كفاح للمحمولين للشمس نجوما في توابيت الغربة، ونعوش الزوايا الضيقة اقمارا، مزارات في عين الشمس، تسافر مع الغيم، وترقص مع المطر كمحمد جابر الانصاري، القامة الفكرية المكتنزة بالقناديل، والملا عطية الجمري متسللا لخيم الحسين ع، يوزع قصائده نثر ياسمين وقطع حلوى على يتامى شمس كربلاء، والشيخ المتقد ابتسامة حب على شفتي الضمير، الشيخ عبدالامير الجمري، وشيخ الدمعة حين تذرف من عيون منبر ولاء، الشيخ أحمد خلف العصفور، وديوان ابراهيم العريض، انجيل الشعر بلون القداس وأصوات الكنيسة، وجمال المئذنة، أو نكهة القلم يعانق الورق الجميل لمحمود المردي أو تعملق الحكمة لصناعة العقل، للشيخ سليمان المدني. وعلى باب شقة الحرية، يقف نورسان يوزعان زهور الوحدة الوطنية، والحب المفعم ببراءة المحتوى وعمق الروح والطيبة، الشيخ عيسي بن راشد ال خليفة ورفيق روح الوطن، الفنان على الغرير.. هي البحرين تنمو أشجارا وسطية تقبّل السماء، ومنتدى لقاء مطعمٍ بنكهة حب الوطن بين الشعب الواعي والقيادة الحكيمة لعمق حكمة ملك وفراسة رئيس وزراء وتطلع نحو شمس مستقبل من استشراف ولي عهد.وذلك هو التاريخ أمل برجوع حقوق الأوقاف ومحاسبة المتجاوزين وإرجاع المال المتشظي وجعا. هي الحضارة تكون جمالا بفولتير وتشايكوفيسكي وبودلير و فيرجينا وولف يوزعون الحب مذاقا، والانسانية قداسا، وحقوق الانسان مزارا، تلقى عليه القرابين، والنذور. وبين هؤلاء وهولاء..بين غبار يقتحم الضوء، ونار تتسلق سلم الافق، وشمس تبتلع النهر لتصادر اخر ما تبقى من غسق وغدق..بين طفل يغرق ووشاحٍ يسرق وخيمة تحرق ولبؤة جريح من الدمع تشرق و(للوقف) كيف يحفظ وتعاد حقوقه....هنا يخرج (قمر الحُزن الذي يطلعُ ليلاً من عيونِ فاطمة) الامام الحسين ع يخرج على صهوة جواده، ينشد للخلود مكابرا، تُرسم اهدابه على جدار الكبرياء لوحاتٍ قائمة..يصافح مارتن لوثر و مانديلا، وفي عينيه رقية وسكينة، وكل القناديل والنجوم النائمة. بين مأتم زبر ومأتم العريض والقصاب، ومدن ورجب وكل مآتم المنامة ومأتم الجفير ومأتم الحياج وكرزكان وعالي والسنابس تمتد المآتم مصافحة جامع أحمد الفاتح والمهزع من المنامة إلى الرفاع إلى المحرق إلى كرزكان والبديع، تمتد القلادة الوطنية الموشاة صياغة وطن يكبر بالشفافية، ويعظم بالديمقراطية، ويقوى بالرقابة والوحدة الوطنية ليكون الوطن قلب القلب ونبض النبض. تلك هي لوحتي المشتهاة بأن تعلق على جدار الوطن كتابة واملا ومستقبلا. هذا أنا، وهذا هو المُنى، وهذا ما أريد وأتمنى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .