العدد 4261
الأحد 14 يونيو 2020
banner
احتياجات الأهالي
الأحد 14 يونيو 2020

يُعلق “البعض” تباطؤ الحركة على شماعة “كورونا”، وأصبح “الأون لاين” أو العمل عن بُعد بمثابة الحجة التي يسوقها البعض لتبرير تراجع أداءات بعض القطاعات، خصوصا تلك المرتبطة بتقديم خدمات فورية للناس، كل الناس.

رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، كعادته يستبق الحدث بقرار، ويخطو بسرعات أعلى من التي تمضي بها مؤسسات ومنصات خدمية مهمة.

في مجلس الوزراء الإثنين الماضي، كان القرار الحكيم واضحًا وموجهًا إلى الوزارات التي تُشرف على القطاعات الخدمية، “تجاوبوا بأقصى سرعة مع شكاوى المواطنين”، “لبوا احتياجات الأهالي في المدن والقرى”، “خدمات البنية التحتية في حاجة ماسة إليكم”، هكذا خرج التوجيه من المجلس الموقر، وهكذا انطلقت الهمم لكي تطلع على واقع المشكلات في بعض مناطق البلاد، في القرى والمدن، في الأزقة والشوارع الرئيسة، وفي دماسة الليل قبل وضح النهار.

قام ثلاثة وزراء بزيارة إلى قريتي قلالي وسماهيج، وقفوا بدقة على طبيعة تسربات المياه في بعض المناطق بالقريتين، أسبابها ونوعية البنية الأرضية المحيطة والحالة التي باتت عليها التربة.

هذا غيض من فيض، وهذا أقل القليل مما يحدث على الأرض، متابعة عن بُعد، أو زيارات ميدانية عن قرب، “أون لاين” في جانب، واحتكاك - ولكن باحتراز - في جانب آخر، هذه هي يقظة الحكومة، وذلك هو ما انطبع في مخيلتي بعد متابعتي لأنشطة الأب الرئيس خلال أسبوع بالتمام والكمال.

رغم التعاطي المغلف بالحذر بسبب كورونا، رغم التحذير الذي يمثل هرم الدولة قدوته الحسنة، إلا أن البعض مازال إما مستهترًا بالوباء، وإما متناسيًا لتعاليم الضبط والربط والتباعد الاجتماعي.

في أكثر من موقع وأكثر من قطاع لم يكن الالتزام وافيًا كافيًا شافيًا، ولم تكن سلوكيات البعض من فصيلة الخمس نجوم لكي نقول إننا استوعبنا دروس الجائحة وحفظناها عن طيب خاطر وظهر قلب، لكننا رغم يقظة الدولة، ورغم ما توليه من اهتمامات تتوازى في رجاحتها مع تحقيق أعلى درجات التعاطي والانتباه لتحركات العدو الخفي، إلا أن هناك من يحاول ربما من غير قصد أن يُفشل جهود الدولة في تطويق الأزمة.

ربما نكون من أفضل الدول في نتائج جهود أثمرت، وفي مقدمة المجتمعات التي تفهم في ثقافة مواجهة الجوائح و “تكتيف” التحديات، ولكن البعض ممن يحاولون إفساد نجاحاتنا، وممن يشكلون طابورًا مستهترًا بصحة وحياة وأرواح الآلاف، هم الذين يعكرون صفو أيامنا، ويضيفون عبئًا على أعباء حياتنا، فلا يكترثون بما تحاول الدولة أن تقدمه، وما ينبغي عليهم الانصياع له.

الأب الرئيس لا يكل ولا يمل من التوجيه، من التحذير، من التخاطب عن بُعد، بل وبالنزول إلى الشارع من خلال وزرائه المعنيين لتتبع أحوال الناس ومستوى الخدمات، لعلها رسالة واضحة للعابثين بأمن واستقرار وصحة المواطن، ولعلها خير من ألف توجيه مباشر قد يفهم البعض أنه لا يرتبط بوضع قائم، أو أنه بعيد كل البعد عن تحدٍ لا يلين، وعن جائحة لا تُحد، سَلِمت يا وطن، سَلِمت يا مواطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية