العدد 4264
الأربعاء 17 يونيو 2020
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
الخبز الحافي
الأربعاء 17 يونيو 2020

عندما أبدأ في النزف تجلس باريس على ورق الكتابة مستلقية بوشاحها الأبيض، تمسح دمع الخد تارة وتارة تكفكف دمع الحروف، تشعل لي السجارة بيمينها، وبيسارها تسقيني فنجان قهوتي الحزين.

هي باريس لا تنسى عشاقها. كثيرون هم الذين عشقوا باريس، لكنهم عشاق مزيفون، فعند محنة باريس لم تجد أحدا، سقطوا واحدا تلو الآخر. وقفت باريس تنشد لي، وهي ترقص على أصابعها مع برج إيفل، كارهة غدر العشاق الطارئين، مرددة شعر نزار قباني في تعريفه للحب: “هو هذه الكفُ التي تغتالنا.. ونقّبلُ الكف التي تغتالُ”.

يسألونني عن حياتي... حياتي حقيبة سفر، وكتاب وبحر. بقيت سنينا أحمل وجعي على ظهري، أجرُّ خلفي كتبا مقيدة بسلاسل الحزن، وجسدا متشظيا، وحبا يتيما كطفل شريد، حين لا يجد هذا الحب وسادته ينام على الحجر أو يفترش له رصيفا حنونا على محطة غربة. كل حبيب مغدور، وليس كل مغدور حبيبا. يقول الشاعر العظيم الفرنسي بودلير: “أنا الطعنة والسكين! أنا الصفعة والخدان! أنا العجلة والعضوان! أنا الضحية والجلاد!”.وحدها الأديبة غادة السمان فهمت علاقة السكين والذاكرة قائلة: “إن الذاكرة والألم توأمان، لا تستطيع قتل الألم دون سحق الذاكرة”. يقال إن الحب يعطي للساهرين أجفانا، لكنه يهب المغدورين رصاصة ذكرى (لقلب لم يعد فيه مكان لرصاصة جديدة).

قناعتي أن الحزن نبيل وكريم؛ لأنه يدخلك في غمار تساؤلات وجودية من قبيل جدلية متلازمة الألم والمتعة أو هل قدرك أن تكون عبدا لجبة أو نكتاي لترضي الآلهة، أن تكون حرا، أن تعيد تفسيرك لكل صناديق الأفكار المتكدسة أمام باب دماغ الحياة، أن تشكك في دموع وزير ما لم تر في عينية دمع الخبز وبكاء الأرغفة؟ كم من تاجر بحريني ينام على صخرة القروض المتراكمة، ثم هناك من ينبري يريد إقناعنا أن “العبقرية” تكمن في توزيع الحنان الوظيفي للأجانب في سلال الإنسانية المثقوبة التي توزع عبر نظرية (المنصات الإكترونية)، في حين يتكدس أبناؤنا من أطباء ومهندسين و طيارين في زوايا غرف النسيان!

هذه الأفكار في إغراق السوق لم يصل إليها لا آدم سميث ولا جون كينز ولا ميلتون فريدمان ولا حتى ديفيد ريكاردو، وهم أباطرة الفكر الاقتصادي. قرأت كتاب “المال إتقان اللعبة” لأنتوني روبينز وبه أبعاد اقتصادية كبيرة تحول دون إصابة التجارة بذبحة صدرية أو تراكم الخيبات. نتمنى من حنان الوزارات، حيث يكثر توظيف الأجانب، خصوصا وزارة العمل وديوان الخدمة المدنية، أن يصل حنانهما إلى المواطنين العاطلين أولا قبل الأجانب، فإن كل عاطل هو عبارة عن خبز حافٍ. يقول جلال عامر عن وضع حال الخريج الجامعي العاطل: “بعد أن حصل على الليسانس بدأ في تحضير الماجستير، وبعد أن حصل على الماجستير بدأ في تحضير الشاي للزبائن”.

أما بالنسبة لردي على بيان رئيس مجلس الأوقاف السابق عن “الأهمية” في حفظ الوقف، فسؤالي أولا: لماذا هذا الهوس بشراء الدروع للأوقاف والحب المفرط لمناقصة الشقيق والأقارب؟ فقد مرر رئيس مجلس الإدارة صفقة لتزويد الإدارة بـ 500 درع بقيمة إجمالية 14 ألف دينار، أي أن قيمة الدرع 28 دينارا، وصفقة أخرى لتزويد الإدارة بـ 80 درعا أخرى بـ 12 ألف دينار، أي أن قيمة الدرع الواحد 150 دينارا... 26 ألف دينار لأجل دروع؟! ولماذا؟ لماذا كل هذه الدروع؟ فلو أردنا أن نكرم كرستيانو وميسي ومايكل جوردن أو روجر فيدرير أو ملك كرة اليد إيفانو باليتش لما احتجنا إلى كل هذه الدروع.

ثانيا: تمت صفقات بيع وشراء لـ 4 أراضٍ، سوف أكتب عن سعرها وسعر الشراء في وقت البيع، لنرى حجم كارثية المبالغة في البيع. وللدولة الحكم والتحقيق في ذلك. أي بيع أو شراء فيه غُبن لأحد الأطراف يمكن أن يسقط قانونيا وهذا ما يجب البحث عنه حقوق الوقف.

لإصلاح الأوقاف: أتمنى من الإدارة الجديدة إعادة النظر في أخطاء الإدارة السابقة من الاستغناء عن 124 مؤذنا يتسلمون رواتب تصل إلى 370 دينارا ورميهم على أرصفة البطالة بحجة الحفاظ على المال والأوقاف، خصوصا من هم من كبار السن. فهل هؤلاء هم من يتسببون في إهدار المال؟ وأيضا بالنسبة لأئمة المساجد والقيمين ممن منعت رواتبهم، اطلبوا من هؤلاء وضع الأسماء من المتضررين في قائمة وإرسالها على إيميلي، وسوف أقوم بالكتابة عنهم والمتابعة عبر الصحافة.

 

رسائل بلا تشفير

1. أهالي سار محرومون من “جوكلت” حفلات زفاف إنجازات الدولة. أحلامهم بسيطة كفلاح يحلم بشمس وأرض وحب، يطمحون بممشى عابر وحديقة غير مكتئبة، لا كحديقة وساحل أبوصبح المصاب بالاكتئاب. سار بحاجة إلى مشروع إسكاني يستجمع المتكدسين في زوايا بيوت الآباء ومركز صحي ومدرسة إعدادية للبنات! فسار عرفت بالأراضي الكبيرة، والإنجازات الصغيرة... مجتمع منذور للانتظار والأحلام المؤجلة والمختومة بمنطق الأبدية.

2. معظم قرارات الإدارة السابقة في ترتيب إدارات المآتم تحتاج إلى إعادة.

3. موضوع جنوسان وعلاقة الأوقاف ملف يحتاج دراسة دقيقة لترتيب الوقف والأوراق.

شكرا لأهالي رأس الرمان، وسوف أكتب عن هموم منطقتكم، وأهمية أن يكون مأتم رأس الرمان لكل رأس الرمان، وأن تعود المنطقة قلبا واحدا ويدا واحدة في صناعة الجمال.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .