العدد 4271
الأربعاء 24 يونيو 2020
banner
الأمن القومي المصري
الأربعاء 24 يونيو 2020

ذهب العديد في تفسير حُلم ورشد القيادة المصرية إزاء التطورات والانتهاكات الجارية على حدودها الغربية مع ليبيا على أنها خوف من مواجهة عسكرية مع الطرف التركي الداعم لحكومة الوفاق الليبية، وأن مصر أضعف من أن تشتبك ميدانياً بقواتها المسلحة ذلك ما دفعها لعرض مبادرة القاهرة التي تعتمد في مضمونها على الحل السلمي السياسي القائم على التفاهمات والاتفاق بين الأطراف المتحاربة في الشأن الليبي.

خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمام قوات المنطقة الغربية يوم السبت الماضي كان واضحاً وحاسماً كحد السيف وحمل في مضمونه ردا صريحاً على كل المشككين في جاهزية وقوة الجيش المصري، فالرئيس المصري صرح بكل وضوح بأن جيش مصر من أقوى جنود المنطقة وأن القوات المسلحة على أهبة الاستعداد للقيام بأية مهمة سواء داخل أو خارج مصر.

فِكر الرئيس السيسي وعقيدة الجيش المصري القائمة على حماية المصالح القومية عقيدة يصعب على من يقوم بعبور البحار سعياً للاحتلال والإرهاب والاعتداء، على الدول الأخرى استيعابها، فالجيش المصري أسمى من أن يقوم بالتدخل العسكري في سبيل نهب الخيرات واستغلال الموارد لدولة شقيقة، فمصر تحترم المواثيق الدولية القائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، تلك المبادئ التي رمتها دول أخرى عرض الحائط وأوغلت في الاعتداء واحتلال ما يحلو لها حتى اعتقدت أنها تستطيع أن تبلغ الحدود المصرية.

رسالة الرئيس المصري كانت واضحة وضوح الشمس فحكمة القيادة المصرية وإيثارها الحلول السياسية لا يعني أنها غير قادرة على اللجوء للحلول العسكرية متى ما استدعى الأمر، خصوصاً أنه إذا ما أقدمت عليه مصر في حينها سيكون تحت القانون الدولي الذي يكفل لها حماية أمنها ومقدراتها.

أدعو كل من سولت له نفسه للحظة الشك بقدرات الجيش المصري أن يستذكر حرب 73 وكيف استطاعت مصر وجنود مصر كسر شوكة إسرائيل والدول الكبرى، وإذا ما اعتقد بأن السنين الماضية غيرت من شيء فليعلم أن جنود مصر اليوم هم أحفاد أبطال الأمس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .