العدد 4272
الخميس 25 يونيو 2020
banner
العقلية الأميركية لا تزال تعيش رشاقة العنصرية
الخميس 25 يونيو 2020

من يطلع على كتاب “لماذا نفد صبرنا” لمارتن لوثر كنج سيتعرف على الاضطهاد العنصري الفظ الذي مارسته أميركا ضد الإنسان الزنجي وتعدد إيقاعاته حتى يومنا هذا، فبالرغم من أن عمر الكتاب سنوات طويلة إلا أن العقلية الأميركية لا تزال تعيش رشاقة اضطهاد السود، وآخرها حادثة قتل المواطن الأميركي جورج فلويد على يد أفراد الشرطة.

مارتن لوثر كان يشعر بمرارة عندما يرى أن بلاده تدافع عن الحرية في بلاد أجنبية وتفشل في ضمان تلك الحرية لعشرين مليون نسمة من مواطنيها، وما من شك في أن أميركا لا تدافع في الخارج عن الحرية بدلالاتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية كما نفهمها نحن، إنما تدافع عن حرية من نوع جديد هي حرية مصالحها. ويعرج الكتاب إلى تصوير اليأس العميق الذي أصاب السود نتيجة الإبطاء في إلغاء التفرقة العنصرية في المدارس، فعلى الرغم من أن محكمة القضاء العالي أصدرت عام 1954 قرارا يقضي بالقضاء على التفرقة العنصرية على وجه السرعة، إلا أن تنفيذ هذا القرار يتم ببطء شديد، ففي بداية عام 1963 كان عدد التلاميذ السود الملحقين بالمدارس المختلطة لا يتعدى 9 % من مجموع الطلاب، ومعنى هذا كما يقول مارتن لوثر كنج أنه “إذا سارت الأمور على هذا المنوال، فلن يتحقق الاندماج بالمدارس قبل عام 2054”.

وقبل أيام شاهدت عبر منصة “نتفليكس” برنامجا وثائقيا يتحدث عن السجون الأميركية ونصيب السود منها، حيث يشرح عدد من الخبراء والأساتذة الظلم الذي يتعرض له المواطن الأميركي الأسود ونظرة الشك التي تلاحقه من قبل رجال الشرطة، ونسبة السود في السجون الأميركية مرتفعة جدا نسبة إلى البيض، فالشرطة اعتادت إلقاء القبض على السود المسالمين والزج بهم في السجون ومعاملتهم معاملة فظة قاسية أثارت استياء العالم ولا تزال، وكل رئيس يصل إلى البيت الأبيض يحمل ملفا عن هذه القضية ولكن هناك قاعدة أميركية عنصرية تقول “إن الأسود آخر من يعمل، وأول من يطرد من العمل”!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .