العدد 4276
الإثنين 29 يونيو 2020
banner
حسد الحاسدين
الإثنين 29 يونيو 2020

هناك علاقة غريبة وعجيبة بين الإنسان والعين الحاسدة، فقد ارتبطت الكثير من القصص الخاصة بعدم توفيق الخطى بحسد الحاسدين، ومن ضمن هذه القصص التي نسمع عنها كثيراً، أن شخصاً اشترى قميصاً، وقد عبر أحدهم عن إعجابه بالقميص، متمنياً اقتناء واحد مثله، ثم لم يمر يوم واحد على صاحب القميص إلا وحلت عليه مصيبة أو واجهته مشكلة ما عند ارتدائه له، إلى أن قرر رمي القميص والاستغناء عنه رغم ثمنه الباهظ.

يروى أيضاً أن النبي يعقوب (عليه السلام) أمر أبناءه بدخول مصر من أبواب متفرقة خوفاً عليهم من الحسد، وهو كما يعرف تمني زوال نعمة الغير، ويقول الشيخ الوائلي (رحمه الله) بهذا الشأن “إن الأغلب بأنه نهاهم مخافة العين؛ وهو ضرر يصيب الإنسان من النظر إليه”، لافتاً إلى اختلاف العين عن الحسد، كما يحكي أحدهم بأنه اعتاد شراء سياراته من الخارج، لاعتقاده بأن السيارات المعروضة في المعارض ربما تمناها أحد ما، ولم يستطع شراءها، فيضمن بذلك عدم مشاركته الرغبة باقتنائها، ما يضمن سلامته، وفق اعتقاده.

هذه المخاوف هي ما قد تجعل بعضاً من الناس - في عصرنا هذا - يمتنعون عن عرض صور أبنائهم في وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى أنهم يكتمون الأخبار المفرحة المتعلقة بهم خشية العين، وهذا الأمر يجعل الإنسان في حيرة تامة، فما حقيقة هذه الطاقة الجبارة التي تصيب بالضرر الأشياء أو الإنسان بسبب العين، وهل هناك دليل علمي على ذلك، وهل هي ذاتها التي يزعم بها دعاة التركيز والتأمل أم أنها من الأسئلة التي لا يمتلك البشر إجابات عنها لكنهم مطالبون بتوخي الحذر منها؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية