العدد 4278
الأربعاء 01 يوليو 2020
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
أبطال نُظم وتكنولوجيا المعلومات
الأربعاء 01 يوليو 2020

على مسرح كورونا التراجيدي العريض شاهدنا أبطالا يُمثلون أدوارهم بحرفية وإتقان، انفعلنا لانفعالهم، وكانت نداءاتهم التحذيرية لنا تترك صداها الكبير في أنفسنا؛ كلما تقدم واحد منهم على حافة المسرح نحونا، وقدم لنا نصيحة، ومازلنا نراقب هذه المفارقات الموجعة التي يتحول فيها البطل الشجاع إلى ضحية لفيروس خفي غامض.

الأطباء والطواقم الطبية الممثلون الرئيسيون الأشهر على هذا المسرح؛ فهم على نقطة تماس حادة مع المرض والمريض، كل الأعين تتجه نحوهم، كل الكاميرات تلاحقهم، كل الأقلام تكتب عنهم، كل الألسن تهتف بهم، وتشيد، وتعظّم، ولا عجب أنهم سيتحولون إلى قصة فخر ترويها كتب التاريخ القادمة، ويُجسد بطولتها الأسطورية الأدب؛ شعره ونثره.

كلنا امتنان لهم، ولكن! ليسوا وحدهم، نعم كانوا في قلب المسرح، ودائرة الصراع، واشتداد الحبكات الدرامية للحدث الكوروني في مساحات جغرافية محددة، ولا شك خطيرة؛ (المستشفيات) يباشرون المرضى وآلامهم، في الوقت الذي نجلس فيه – نحن الجماهير – في الصف الآمن، وهل كان لنا أن نكون كذلك؛ أي نُقلّب الأحداث، من شاشة لأخرى، ونعيش حياتنا اليومية، نخاطب القريب والبعيد، ونستأنف أعمالنا، أو تعليمنا، أو اجتماعاتنا، منفتحين على العالم لولاهم. هل انتبهنا إلى أدوارهم؟ هل عرفناهم؟ هؤلاء الأبطال المنسيون، الذين قد نظن أنهم (كومبارس)، وهم في الحقيقية ممثلون خفيّون، وسِحريّون في الوقت ذاته، ذللوا حياتنا، في أحلك أيامها.

إنهم العاملون في نظم وتقنية تكنولوجيا المعلومات، الذين توجهت إليهم الأنظار؛ دولا ومؤسساتٍ وأفرادًا؛ لينقذوا ما دمرته كورونا عبر أنظمتهم الإلكترونية؛ ليحركوا العجلة في كل القطاعات التي كادت تتعطل. هؤلاء وجدوا أنفسهم فجأة يعملون الليل والنهار دون توقف؛ ليُوجدوا لنا البدائل المريحة، فكم كانوا ضمادةً لكثير من الخسارات، وحلًا ناجعًا لكثير من التحديات، خصوصًا في مجتمعاتنا التي تدخل – بفضل جهودهم – إلى هذا العالم، ولاشك أن خروجها منه غير وارد في الأيام القادمة.

تحية لجميع العاملين في المجال التكنولوجي والنظم المعلوماتية، وشبكات الاتصالات، الذين سيقودوننا نحو العالم الرقمي، بخطى حثيثة واثقة، هؤلاء أبطال اليوم، ونجوم الغد. إن الدول التي عاشت مرارة الكورونا لاشك أنها وعيت جيدا أن بنيتها التكنولوجية كانت عامل إنقاذ، وأنها خير ما يعول عليه في المستقبل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية