العدد 4279
الخميس 02 يوليو 2020
banner
عندما تبلغ الستين
الخميس 02 يوليو 2020

صادف الأول من شهر يوليو الجاري عيد ميلادي الستين، والحمد لله على نعمه، ويقول المثل الإنجليزي الشهير “الحياة تبدأ من سن الأربعين”، وكاتب المقال ارتأى أن المثل يحتاج إلى تجديد أو بالأحرى تحديث، حيث أعتقد أنه آن الأوان إلى تمديد العمر إلى الستين، وأنا في الواقع لا أجادل في هذا المثل القديم، لكن أرى أن معدل أعمار البشرية قد تغير، فصاحب الأربعين عامًا هذه الأيام يعتبر شابًا يانعا، في حين أن متوسط العمر في البحرين بلغ 70,3 عامًا حسب الإحصاءات الرسمية لسنة 2017.

في السابق كان المدرس على سبيل المثال وليس الحصر يبدأ حياته العملية مباشرة بعد تخرجه من الثانوية العامة، وأتذكر أننا كنا ننظر لهم ككبار في السن، خصوصىا إذا وصلوا إلى سن الأربعين!

شخصيًا عندما وصلت أربعين عامًا، أدركت جيدا قيمة الحياة حيث يعتبر هذا العمر سن النضج، فجميعنا نمر بمراحل عدة في حياتنا، بدءًا بالمرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية مرورًا بالجامعية، وهنا أجد شخصيًا أنها المرحلة الأهم والمفصلية، خصوصا للطلبة الذين خاضوا هذه التجربة في الفترة التي لم تكن فيها وسائل التواصل الاجتماعي. حقًا كانت الحياة صعبة وشاقة، لكنها كانت في نفس الوقت ممتعة، حيث الحب والألفة والنقاوة شعار علاقاتنا.

وعن تجربة شخصية لي، حاولت بعد فترة طويلة من تخرجي من الجامعة عام 1981 أن أدعو أقرب أصدقائي خلال الدراسة الجامعية وذلك للقاء يجمعنا من جديد نستذكر فيه الأيام الحلوة والمرة التي قضيناها هناك خلال تلك الفترة، كما كان الهدف أيضا تجديد تلك العلاقة التي أصابها الفتور الشديد نتيجة انشغالنا بأعمالنا وعدم تواصلنا مع بعضنا.

المفاجأة كانت بأن لقاءنا كان فاترًا! وعلى الرغم من محاولة الجميع إنقاذ ما يمكن إنقاذه للملمة هذه الجلسة، إلا أننا توصلنا إلى قناعة تامة بأن الأصدقاء الحميمين لم يعودوا نفس الأصدقاء بعد فترة طويلة من الانقطاع. إذا علينا أن ندرك أن العلاقات الشخصية تحكمها عوامل كثيرة وتمر بمراحل مختلفة، العائلية منها والعملية، حيث إن شخصيتنا تتغير بشكل كبير، الأمر الذي يسبب هذه الفجوة الكبيرة في العلاقات، وأنا بالطبع لا ألوم أحدًا في ذلك.

 

لذا وجب علينا أن ندرك تمامًا أن لكل مرحلة زمانها وظروفها ولا يمكن البتة نسخ علاقات قديمة بنسخة جديدة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .