+A
A-

إدارات غير مستقرة وقرارات قسرية حرمت فالنسيا مواصلة النجاحات

بات نادي فالنسيا مهدداً بفقدان مقعد مؤهل للبطولات الأوروبية بعد وصوله للخسارة العاشرة في الموسم والتي وضعته عاشراً في الترتيب العام لبطولة الدوري الإسباني.

ويعيش فالنسيا مؤخراً فترة كارثية بسبب تقلب خطط إدارته التي استلمت زمام الأمور في عام 2014، رغم تحقيق بعض النجاحات في 6 أعوام إلا أن الاستقرار لم يكن حليف نادي المدينة الساحلية.

وتعد أبرز إنجازات فالنسيا المحلية الفوز بالدوري الإسباني 6 مرات والكأس 8 مرات، وفي القارية سبق له التتويج ببطولتي كأس الاتحاد الأوروبي في 2004 والسوبر الأوروبي في 1980 و2004، كما حقق وصافة دوري أبطال أوروبا في عامين متتاليين 2000 و2001.

ولم ينعم فالنسيا بالاستقرار منذ منتصف العقد الأول من الألفية بعد تعاقب عدة إدارات على قيادة الفريق الذي اضطر بعدها إلى الاعتماد أولاً على بيع نجومه لتحقيق الموازنة المالية ما أدى إلى ضعف فريقه وابتعاده عن المنافسة فترة طويلة خاصة أنه منذ تحقيقه الدوري الإسباني لآخر مرة قبل 16 عاماً، لم يحقق سوى بطولتي كأس إسبانيا كان بينهما 11 عاماً.

في مطلع الألفية، كان فالنسيا أحد أمتع الأندية الأوروبية بتشكيلة ضمت عددا من النجوم الذين قادوا الفريق إلى النهائيين الأوروبيين مثل الحارس الدولي حينها كانيزاريس ولقطته الشهيرة عندما انهمرت دموعه عقب خسارة النهائي أمام بايرن ميونخ ليذهب أوليفر كان ويواسيه. كما ضمت التشكيلة الصخرة الأرجنتينية أيالا ومناكفاته الشهيرة مع الظاهرة رونالدو بالإضافة إلى باراخا ومندييتا و"المهرج" أيمار وكيلي غونزاليس وديشان، مدرب فرنسا الحالي، والجناح الطائر فيسنتي. ولم يكن سيئ الحظ حينها هكتور كوبر على مقدرة من جلب البطولة الكبرى للفريق خاصة أنه كان على الدكة في كلا النهائيين ولم يعد سوى بالفضة.

النهائيان الشهيران

وبعد النهائيين العالقين في ذاكرة مشجعي فالنسيا، استلم الإسباني رافائيل بينيتيز "الخفافيش" وسجل اسمه برفقتهم كأكثر مدرب توج بالبطولات مع الفريق، معادلا أرقام الإيطالي كلاوديو رانييري الذي قاد الفريق في فترتين مختلفتين، وأيضا أرقام المدرب الإسباني خاسينتو كينكوسيس في الأربعينيات الميلادية.

وبعد المرحلة الأكثر نجاحا وتوهجا في تاريخ فالنسيا، والتي كانت بإدارة الرئيس الراحل خايمي أورتي، استلم خوان سولير الإدارة من 2004 حتى 2008، وبدأت الديون تنهال على النادي وتتغير الخطة من منافسة إلى موازنة مالية وبيع نجوم ليقبض عليه لاحقا في عام 2014 لمحاولته تنظيم عملية اختطاف للرئيس الذي تلاه في النادي. وبعد سولير لم تستقر الإدارة في النادي حتى وصول مانويل يورنتي الذي بدوره عمل رئيسا من 2009 حتى 2013، وحينها لم تتغير الخطة الإدارية إذ كانت الديون تلتهم فالنسيا، لكن وجود نجوم مثل خوان ماتا ودافيد سيلفا ودافيد فيا دعا مدربهم أوناي إيمري إلى إنهاء الفريق للدوري في 3 أعوام متتالية كثالث في الترتيب العام. وفي نهاية عهد سوريانو وبعد رحيل إيمري استطاع فالفيردي مدرب أتلتيك بلباو وبرشلونة السابق وضع الفريق في المركز الخامس قبل أن يرفض التجديد لعدم استقرار الإدارة والمشروع ليأتي النادي بالأرجنتيني بيتزي مدرب المنتخب السعودي السابق، والذي تغير شكل الفريق برفقته إلى الأفضل رغم مدته التي لم تتعد 6 أشهر. ولسوء حظ الأخير حينها استحوذت شركة ميريتون المملوكة لرجل الأعمال السنغافوري بيتر ليم النادي وقررت إقالة بيتزي واعتماد البرتغالي نونو مدربا للفريق، والذي أتى بتوصية من وكيل الأعمال جورجي مينديز.

ومع ليم، المالك الحالي عاش الفريق فترات متذبذبة في 6 أعوام حتى الآن، خاصة أنه لم يستطع الاستقرار على إدارة واحدة في أقل من 10 أعوام، فبعد نجاح نونو إيصال الفريق إلى دوري أبطال أوروبا إلا أنه أقيل في العام التالي وتولى بعده 5 مدربين لم يضيفوا شيئا للفريق، إذ أنهى موسمي 2016 و2017 في المركزين 11 و12، قبل أن يتدارك ليم أخطاءه ويعين إدارة رياضية ملمة بقيادة ماتيو أليماني رئيس ريال مايوركا في مطلع الألفية، الذي عين بدوره مارسيلينو مدرباً.

مارسيلينو وأليماني ثنائي النجاح

ومع مارسيلينو عادت النتائج الإيجابية للفريق، إذ تأهل في عامين متتاليين لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 2012، كما حقق برفقته بطولة كأس إسبانيا على برشلونة في 2019، معلنا عودة الخفافيش للمنصات بعد 11 عاماً.

ولكن ليم رأى شوائب استدعت تعيين أنيل مورثي رئيسا في 2017 وهو يعد أكثر حدة وإثارة للجدل من نظيرته السنغافورية لاي هون التي بدأ المشروع برئاستها والتي اشتهرت ببيع باكو ألكاسير، ابن الأكاديمية، لبرشلونة.

وبسبب مورثي أقيل مارسيلينو مطلع الموسم الحالي ليلحقه أليماني بعد فترة قصيرة، ويعين سيلاديس مدربا للفريق رغم خبرته القليلة، ورغم ذلك وصل الفريق إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يودعها برباعيتين أمام الوافد الجديد للبطولة الكبرى أتالانتا الإيطالي. كما لم يستطع الفريق الحفاظ على هوية واضحة طوال 9 أشهر ليقال سيلاديس ويصبح سابع مدرب يغادر النادي تحت إدارة الملاك الجدد في 6 أعوام بعد بيتزي ونونو وغاري نيفيل وأيستران وبرانديلي ومارسيلينو.