+A
A-

الكابتن جاسم يروي قصته مع كورونا: فقدت 13 كيلو من وزني وكتب الله لي عمر جديد

- مدرب بحريني يكشف معاناته العصيبة مع "كورونا"

- كنت تحت رحمة الله.. و كتب لي عمر جديد

- رائحة الموت تفوح.. وكل يوم أسمع عن حالات وفاة

- جسد منهك "والأدوية والسيلان" لم يفارقاني

- الفايروس خطير جدا جدا.. ويجعلك "ضعيف" للغاية

- "أب" و"إبن" بنفس المستشفى.. شفي الثاني ومات الأول

- فقدت 13 كيلو وزني خلال ثلاثة اسابيع

- رسالتي للشباب احذروا المرض والتزاموا بالتباعد الاجتماعي

- الطواقم الطبية تواجه الموت كل يوم بشجاعة

- البعد عن الأهل شعور "قاس" على المريض وأسرته

- مشاعر الناس ودعائهم غمرني بالسعادة

مازال الكثير من الناس يتعاملون مع فايروس كورونا "كوفيد -19" بتهاون ولامبالاة، غير مكترثين بالآثار والمضاعفات الخطيرة لهذا الوباء الذي أصبح يحصد أرواح مئات الآلاف من الناس حول العالم والعشرات في البحرين مع تزايد حالات الإصابة بالمرض، وهو ما يضاعف المسئولية أمام كافة مؤسسات المجتمع المدني من حكومات ووسائل إعلام وجمعيات وهيئات عامة وخاصة ومواطنين لاتباع أعلى درجات الوقاية والإحتراز كل حسب دوره واختصاصه.

وبهدف بث الوعي لدى كل مواطن للإلتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية والإحترازية والتباعد الاجتماعي، يسلط "البلاد سبورت" الضوء على التجربة العصيبة التي مر بها المدرب الوطني واللاعب الدولي السابق لكرة القدم جاسم محمد على مدار ما يقارب من 20 يوما مع فايروس كورونا خلال الشهر الماضي لتكون تجربته بمثابة رسالة تحذير وعبرة لكل مواطن للإلتزام بالتباعد الإجتماعي حماية لنفسه وأسرته ووطنه.

سبب العدوى

في تاريخ 6 يونيو 2020، اكتشف المدرب جاسم محمد إصابة ابنه ذو الـ 11 عاما بفايروس كورونا، لم تكن هناك اعراض كثيرة على الإبن، ولكنه كان يحتاج إلى رعاية خاصه لكونه من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فعزله في غرفة وكان مضطرا لأن يكون إلى جانبه معظم الوقت مع الإلتزام بالإجراءات الوقائية كارتداء "الكمامات" و"القفازات"، إلا أن فايروس كورونا كان أقوى من جميع تلك الإحترازات عندما أظهرت الفحوصات التي اجريت له بتاريخ 8 يونيو ايجابية العينة، مع سلامة باقي افراد الأسرة، ليباشر العلاج مع عزل نفسه في المنزل وعدم الحاجة للمكوث في المشفى بحسب رأي الأطباء.

البداية بمركز جدحفص الصحي

لم يشعر الكابتن جاسم محمد بالتحسن في المنزل، حيث عانى من ارتفاع الحرارة التي وصلت 39.5 تقريبا، رغم التزامه بالأدوية مثل "البندول" و"الكمامات الباردة" و"الإستحمام بالماء البارد"، وكان يشعر بآلام كبيرة في جسمه اضطرته لمراجعة المستشفى وتقرر نقله على الفور لمركز جدحفص الصحي وأجري له تخطيط قلب وقياس مستوى الأوكسجين وتبين اصابته بالتهاب في الصدر، ليقرر الأطباء نقله إلى المستشفى العسكري بتاريخ 15 يونيو ووضعه بقسم العناية الخاصة ليكون تحت المراقبة.

رحلة المعاناة

رغم العناية الصحية الفائقة والرعاية المتميزة التي حظي بها جاسم محمد في المستشفى العسكري إلا أنه تعرض لانتكاسة كبيرة وساءت حالته كثيرا، لتبدأ رحلة جديدة من المعاناة مع المرض وفترة عصيبة لا يتمنى أن يعيشها مرة أخرى ولا يأمل أن يتعرض لها أي انسان آخر، مضيفا بالقول (الفايروس "لعب فيني لعب".. جسم منهك، نقص في الأوكسجين، الأدوية والسيلان لا يفارقني، لا استطيع الأكل أو الشرب والوقوف .. تعب وارهاق حاد .. أنام واستيقظ بدون وعي أو قدرة وليست لدي طاقة للإجابة على الهاتف .. بكل بساطة.. المرض يشعرك بأنك إنسان ضعيف ضعيف للغاية.. وهي اعراض ومضاعفات تصيب أشخاص وقد لا تصيب آخرين، ولكنها قد تؤدي إلى الوفاة خصوصا بالنسبة لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة.. لقد كنت تحت رحمة الله، وكتب الله لي عمرا جديدا بعد الشفاء، وينبغي على كل انسان في مثل هذه الحالة أن يكون قويا ومؤمنا بالله..".

أجواء عصيبة

لحظات مؤلمة وأجواء عصيبة ومخيفة عاشها جاسم محمد في رحلة العلاج، فقد شهد عدد من حالات الوفاة بسبب كورونا أمام عينيه، وودع العديد من الأصدقاء الذين زاملهم وجاورهم في المستشفى اثناء فترة العلاج، مضيفا حول ذلك الأمر " في كل يوم تسمع وفاة شخص كان معك في المستشفى أو بالقرب منك .. إنها أخبار تعرضك للأذى النفسي .. ولغاية خروجي من المستشفى تصلني أنباء وفاة أشخاص كانوا معي من بينهم علي الشويخ من قرية باربار الذي رأيته قبل خروجي من المستشفى بعدة أيام وهو يهم للوضوء لصلاة الفجر، وكان معي رجل مسن وابنه بنفس المستشفى، الأخير تعافى من المرض وخرج من المستشفى واتصل لي قبل عدة أيام وأخبرني بوفاة أبيه".

ويضيف " من قوة الفايروس فإنه أثر على ركبتي.. تخيل أنني أجريت عملية في الركبة قبل حوالي 20 سنة والفايروس أعاد لي تلك الآلام وجلب لي المستشفى دكتور عظام ، وخلال ثلاثة اسابيع فقدت 13 كيلو من وزني..".

رسالة إلى الشباب

ووجه جاسم محمد رسالة إلى كل المواطنين وبالأخص فئة الشباب طالبهم فيها الإلتزام بتعليمات التباعد الاجتماعي والحرص على عدم التجمع والبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للحالات الضرورية.

وأضاف " يجب أن يدرك الجميع وبالأخص فئة الشباب أن الفايروس خطير جدا جدا، لأنه قادر على الفتك بكبار السن بسرعة، وفي البحرين لا يوجد منزل لا يخلو من فئة كبار السن من الآباء والأمهات حفظهم الله جميعا.. الشباب قد يتعافون من المرض وقد يفتك بهم أيضا في حال اصابتهم بأمراض كالسكري والضغط و...الخ، ويجب أن يتذكر الجميع بأن المريض سيكون بعيد عن أهله ولا يمكن زيارته، وهي حالة نفسية صعبة وقاسية على المريض وأهله، وعندما يصاب أحد من أهلك فقد لا تتمكن من رؤيته مرة أخرى ومن الصعوبة التواصل معه، ومن هنا أحذر الجميع من الاستهتار وأؤكد على أهمية الإلتزام بالتعليمات الصحية قدر الإمكان لنحافظ على سلامة الجميع".

إشادة بالطواقم الطبية

أشاد الكابتن جاسم محمد بالطواقم الطبية التي تعمل في الصفوف الأمامية لمواجهة كورونا، معربا عن خالص شكره وتقديره لكل الأطباء والممرضين الذين اشرفوا على علاجه طوال الفترة العصيبة التي مر بها، مضيفا " إنهم يواجهون الموت في كل يوم ومع ذلك فإنهم يؤدون واجبهم بكل أمانة وإخلاص، تحية لهم من القلب فهم السبب من بعد الله سبحانه وتعالى في شفائي من المرض واشكرهم جميع على رعايتهم واهتمامهم".

ولدى سؤاله عن شعوره بعد أن أظهرت الفحوصات خلوه من الفايروس وشفائه من المرض " إنه شعور جميل بالتأكيد.. فبعد المعاناة والآلام فإن الشفاء هو نعمة من الله وتعالى فالشكر والحمد له، ومن يخرج من هذا المرض بعد تلك التجربة الصعبة فكأنما ولد من جديد..".

مشاعر الناس أسعدتني

رغم كل ما في تجربة الكورونا من مصاعب ومعاناة نفسية وجسدية، إلا أن جاسم محمد يقول بأنها لا تخلو من الإيجابيات في ظل المشاعر النبيلة والطيبة ودعاء أهل البحرين له وتواصل الجميع معه سواء من الأهل أو الأصدقاء والزملاء وكل الأسرة الرياضية.

وأضاف " بعد الشفاء تلقيت الكثير من الاتصالات من أشخاص لا أعرفهم  وأصدقاء لم أكلمهم منذ فترة طويلة، وهو ما يكشف لك عن المعدن الأصيل لأهل البحرين، وقد رأيت كذلك فيما بعد تفاعل الناس بوسائل التواصل الاجتماعي ودعائهم لي وهو أمر رائع وجميل ..".