+A
A-

تغريدة خطيرة لبايدن تثير قلقاً.. وانتقادات لضبابية نهجه

في تغريدة وصفها مراقبون بأنها الأكثر إثارة للقلق، تعهد نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بتحويل أميركا في حال فوزه في الانتخابات الأميركية المقبلة، وهو أمر دفع محللين إلى اتهامه بأنه قد استسلم للجناح اليساري وقد يدفع أميركا نحو الاشتراكية.

وغرد جو بايدن ليلة الأحد أنه إذا تم انتخابه، فإن إدارته "لن تعيد بناء هذه الأمة فحسب، بل ستعمل على تحويلها"، ما أثار التكهنات والقلق حول ما سيتم تحويله بالضبط في البلاد.

وتأتي التغريدة بعد عطلة نهاية الأسبوع المشحونة سياسياً في الرابع من تموز/يوليو، حيث تعمل البلاد على إدارة طفرة جديدة في قضايا "كوفيد-19" وتحاول الخروج من أسابيع من الاحتجاجات المتوترة التي أسفرت عن اتساع الفجوة بين الديمقراطيين والجمهوريين.

ولم تحدد تغريدة بايدن ما يعنيه بالضبط حول تحويل البلاد. وقد أعرب منتقدوه من اليسار عن قلقهم من أنه خدم في المستويات العليا من الحكومة لأكثر من 40 عاماً ولم يساعد في حل هذه القضايا الرئيسية في الماضي.

ويصر منتقدوه من اليمين على أن البيت الأبيض تحت قيادة بايدن سوف تنصاع لأوامر جناح النائبة اليسارية أوكاسيو كورتيز من الحزب.

ويقول بعض المحافظين إن اختيار نائبه سيكون مؤشرا مبكرا على اتجاه إدارته. ويبدو أن التغريدة قد تبناها المؤيدون وأعجب بها 140 ألف شخص حتى وقت مبكر من يوم الاثنين.

"جحيم اشتراكي"

ورد سكوت مورفيلد، المراسل السياسي في صحيفة ديلي كولر، على تغريدة بايدن وقال إن التحول الذي كان بايدن يشير إليه سيكون تحول البلاد "إلى جحيم اشتراكي".

ويحدد موقع بايدن على شبكة الإنترنت خططه لمكافحة الفيروس التاجي من خلال تقديم "توفير واسع للاختبار المجاني" على سبيل المثال.

وتقول الحملة إن البيت الأبيض تحت عهد بايدن سيقدم للأميركيين "استجابة اقتصادية حاسمة تبدأ بإجازة طارئة مدفوعة الأجر" لمساعدة المتضررين من الفيروس. وتشمل المبادرات الأخرى جدول أعمال لمجتمع السود، وإصلاح العدالة الجنائية، وخطة للعنف المسلح، على سبيل المثال لا الحصر.

ومازالت الولايات المتحدة على بعد نحو أربعة أشهر من يوم الانتخابات. وحافظ بايدن على تقدمه على الرئيس دونالد ترمب في استطلاعات الرأي.

وفي حين قلل ترمب وحملته الانتخابية من أهميتها، بدأ المطلعون السياسيون يرون صعوداً صعباً إلى الأمام. ويرى مؤيدو بايدن في ترشيحه عودة إلى الاستقرار النسبي للبلاد.

وأشار كارل روف، الذي يقدم المشورة بشكل غير رسمي لحملة ترمب، إلى العجز الحالي الذي يواجهه الرئيس لشبكة فوكس نيوز بأن "هذه الأمور تحدث في الحملات الانتخابية ودعا روف ترمب إلى إعادة الضبط".

"التحرك باتجاه مختلف"

وتابع "عندما تكون في الواجهة وعندما تحصل على الكثير من الصحافة السيئة وتسير استطلاعات الرأي ضدك، عليك أن تفعل شيئا وهو: "التحرك في اتجاه مختلف هذا ما أعنيه بإعادة ضبط".

ولكن يبدو أن بايدن لديه أيضاً بعض القضايا التي قد تتطلب المزيد من الشرح قبل 3 نوفمبر/تشرين الثاني حيث نشرت بوليتيكو مقالًا الشهر الماضي بعنوان "لماذا يرفض بايدن مقترحات Black Lives Matter الأكثر جرأة".

ويشير المقال إلى أن حملة بايدن "تقودها مجموعة قديمة وبيض من الوكلاء" وهم لا يؤيدون وقف تمويل الشرطة. وقال أندرو بيتس، المتحدث باسم حملة بايدن، في ذلك الوقت: "لا يعتقد بايدن أنه ينبغي إلغاء تمويل الشرطة، وهو يسمع أولئك الذين يدعون إلى التغيير ويشاطرهم الحزن العميق والإحباط، ويدفع إلى ضمان تحقيق العدالة ووضع حد لهذا الألم الرهيب".

وقال تقرير بوليتيكو: "على الصعيد الداخلي، توازن حملة بايدن بين كيفية الاستجابة على أفضل نحو للمطالب التحويلية للمتظاهرين مع الحفاظ على قيادته على ترمب".

وقد اكتسب بايدن الصدارة ببقائه بعيدًا عن الأضواء إلى حد كبير بينما أشاد ترمب بـ "التراث الجميل" للكونفدرالية ووصف المتظاهرين بـ "البلطجية".

لكن يبدو أن حملة ترمب ترى نقطة ضعف بالنسبة لبايدن وتعمل على ربطه بالدفع اليساري لحل أقسام الشرطة وإلغاء تمويلها.

وكان الرئيس من أشد المنتقدين لمدن مثل سياتل ومينيابوليس ونيويورك بسبب ما وصفه بالنهج الناعم للتعامل مع المتظاهرين العنيفين. وقد استخدمت حملته هذه المدن كوسيلة لإعطاء الأميركيين لمحة عما قالت إنه سيكون بلداً خارج القانون في ظل بايدن.

وغرد ترمب "إذا قمنا بإلغاء تمويل الشرطة كما يدعو حلفاء جو بايدن، من الذي سيجيب على الهاتف عندما يتصل الناس بـ 911؟" وقد قالت حملة ترمب: "لن تكونوا آمنين في أميركا جو بايدن".