+A
A-

ماذا بعد... ؟ عظموا من إنجازاتكم مهما كانت بسيطة

كنت قد قررت أن يكون مقالي القادم عن الأسئلة ومدى تأثيرها في حياتنا ولكني لا زلت تحت تأثير مقالي الأول عن الشغف وقد إزداد أكثر عندما رأيت حجم التشجيع والثناء والزخم الذي أخذه بعدما أعلنت أنه حلم صغير وقد تحقق. ولأكون أكثر صدقًا فأنا لازلت أحتفل بهذا الإنجاز.

الإنجاز. ماذا يعني أن يكون الإنسان منجزًا؟ وماهو التعريف المناسب لهذه الكلمة؟ ففي اللغة الإنجاز هو اسم من الفعل أنجَزَ وتأتي بمعنى ما يتم تحقيقه بنجاح أو على أكمل وجه من ناحية أخرى يرى علماء الإجتماع أن هناك إيدولوجية تسمى بالإنجاز وهي الإعتقاد بأنه يمكن للشخص الوصول للنجاح من خلال العمل الجاد والتعليم ومن ثم المكانة الإجتماعية واللإقتصادية والعرق وغيرها، ومن ثم تفرع إلى أربع نظريات منها نظرية الحاجة للإنجاز والتي يعتقد علماء الإجتماع أنها نتاج دافعية نحو تحقيق النجاح وتجنب الفشل.

ولكن بعيدًا عن المعلومات العلمية والنظريات، من المهم معرفة الإنجاز من المنظور الإنساني والذي هو يعتبر أهم منظور، فماهو تعريفه؟ وكيف يمكننا تحقيقه؟ من واقع تجارب شخصية عدة لتحقيق إنجازات صغيرة أو كبيرة أستطيع القول أن الإنجاز هو المحطة الأولى للإنسان في رحلته للبحث عن نفسه، فنحن في رحلة مستمرة للبحث عن ذواتنا، ووراء كل إنجاز نجد أنفسنا أمام سؤال ماذا بعد؟

كل إنجاز نحققه يضع على عاتقنا مسؤولية تحقيق إنجاز أكبر أو على أقل تقدير إنجاز يتلائم مع طموحاتنا وأهدافنا، وإن ما يقتل همة المرء هو محاولته لمنافسة أقرانه أو محاولته لمجاراتهم وبذلك يدخل في دوامة كبيرة لا يستطيع الخروج منها وتنسيه ما يجب عليه إنجازه.

لذا علينا أولًا أن نؤمن بأحلامنا وأنها قابلة لتحقق وأن لا نتهاون أو نتنازل عن تحقيقها أبدًا فهذه القوة هي التي ستؤدي لنجاحات تجعلنا في مصاف أؤلئك الذين ترفع لهم القبعة لأنهم لم يستسلموا، مهاراتنا وقدراتنا هي السلاح الذي سنحارب به لنكون أقوياء كفاية لمواجهة أي عقبة.

كلمة أخيرة: قيل لي مرة عظمي إنجازاتكِ مهما كانت صغيرة واصنعي منها سلمًا لتصلي إلى ماهو أكبر وأعمق، وسأقول لكم عظموا من إنجازاتكم مهما كانت بسيطة فلا يزال من هو جالس على سريره ينتظر من يساعده على تحقيقها، ولا يزال من يتمنى أن يحقق حلمًا واحدًا ولكن الأحلام لا تتحقق بالأمنيات والدعوات وإنما بالعمل الجاد الدؤوب.