+A
A-

خريجو زمن الكورونا.. واستغلال الفرص

في ظل جائحة كورونا، يشهد العالم تغييرا جذريا لم يشهده من قبل في قطاع التوظيف، وهذا بالطبع له تأثير كبير على خريجي هذه السنة الاستثنائية، فهناك تقليص في عدد الوظائف المتاحة أمام فوج خريجي 2020، خصوصًا بعد فرض إجراءات الإغلاق الجزئي أو الكامل في العديد من الدول، ولعل من أكثر الدول التي شهدت أسوأ تأثير في قطاع التوظيف بسبب الأزمة هي دول آسيا. 

من قبل أن يتفشى فيروس كورونا، كانت تعاني معظم دول الوطن العربي من مشكلة البطالة وقلة فرص العمل أمام الخريجين. ومع ظهور هذا الفيروس كانت الصدمة الأكبر لخريجي هذا العام، فلم يعد أمام هؤلاء الخريجين الكثير من الخيارات التي أتيحت لمن سبقهم، فمعظم القطاعات لا تقبل بزيادة أعداد العاملين فيها وتعمل على تقليص أنشطتها في مجال التوظيف استجابةً للأزمة، فيتم قبول مجموعة صغيرة من الخريجين من عدد قليل من الجامعات، ولجأت غالبية القطاعات لتحويل أنشطتها إلى النشاط الرقمي حتى أصبح العمل عن بُعد هو (شعار المرحلة).

وبالطبع، كانت هناك قطاعات أكثر تأثرا من غيرها بجائحة كورونا، كقطاع الفنادق مثلا، وقطاع الطيران وقطاع الأنشطة الرياضية، وهذا كله ينعكس بدوره بالسلب على المتخرجين من تلك التخصصات كخريجي تخصص السياحة مثلا، خصوصا أن هناك تخصصات لا يمكن العمل فيها عن بُعد.

وفي الجانب الآخر، هناك مجموعة محظوظة من الطلبة الخريجين الذين لا تؤثر عليهم الظروف الراهنة في فرص عملهم، بل على العكس فهم المستفيدون الأكبر.

وهم خريجو القطاعات التي تعمل عبر الإنترنت، التي لا تحتاج إلى مجهود بدني أو حضور شخصي إلى أماكن العمل.

ومن أمثلتهم خريجو تخصصات التكنولوجيا والخدمات، الذين يمكنهم الالتحاق بالعمل في مواقع إلكترونية كبرى مثل موقع "Zoom"، الذي يعمل على مساعدة الأشخاص لإنجاز أعمالهم عبر المنزل من خلال مكالمات الفيديو. فشركات التكنولوجيا من أكثر القطاعات التي تعمل بنشاط في ظل عالم يتحول بشكل متزايد إلى النشاط الرقمي.

ماذا يفعل الخريجون هذا الصيف؟

الاستسلام للظروف الراهنة ليس هو الحل، فهناك أكثر من طريق يمكن أن يسلكه الخريج في تلك الفترة، فقد يلجأ بعض الخريجين إلى العمل (مجانا) من دون أجر كنوع من أنواع التطوع، وهو ما سيحقق لهم الفائدة في تطبيق ما تم دراسته نظريا في الجامعات وتحويله إلى التطبيق العملي، وتلك الخطوة ستنعكس بصورة إيجابية في سيرهم الذاتية.

ويمكنهم أيضا تعلم المهارات التي يمكن العمل فيها عبر الإنترنت، كالتسويق التجاري ومهارات البرمجة والتصميم للترويج عن خبراتهم في مجال دراستهم ولتمرسهم عليه وتحقيق الاستفادة لهم وللمجتمع، حتى إشعار آخر بانقضاء هذه الأزمة.