العدد 4294
الجمعة 17 يوليو 2020
banner
العلاقات في عصر الحضارة التكنولوجية
الجمعة 17 يوليو 2020

خلق الله تعالى الإنسان، وجعل والديه سببًا مباشرًا لوجوده، ونظرًا لما يبذله الوالدان من تضحيات وبذل وعطاء لأبنائهما فقد قرن الله تعالى عبادته بالإحسان إليهما وبرهما، وجاء ذلك في قوله تعالى (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا). وبموجب هذه الآية الكريمة يستوجب على الأبناء الإحسان إلى الوالدين قولًا وفعلًا، وهذا من أوجب الواجبات، وعقوقهما من أبشع الأفعال.

وكرمت جميع الأديان السماوية الوالدين، ولابد من تكريم الآباء والأمهات الذين منحهم الله تعالى منزلة عالية وقيمة سامية جليلة، ويبذل الوالدان في كل المجتمعات جهدًا استثنائيًا بما لديهما من إمكانيات من أجل رعاية وحماية أبنائهما لكي ينمو نموًا صحيًا وصحيحًا ليثمر ذلك بناءهم في بيئة أسرية ترفل بالسعادة والمودة، فالأسرة مصدر التربية الأول في المجتمع وتعمل على تعليم أبنائها فنون الحياة بمختلف أنحائها ليكونوا قادرين تاليًا على المساهمة في تنمية وتطوير بلادهم.

إن تربية الوالدين اليوم تختلف كثيرًا عن تربية الأمس، حيث كانت قراراتهما لا يمكن مناقشتها وأوامرهما لا تحيد عن التنفيذ أبدًا، وكان الأبناء لا يجرؤون على التحدث مع آبائهم في مختلف الشؤون الحياتية، أما اليوم فهناك الاستقلالية في الرأي والحوار في الأسرة وتتم المناقشة في الكثير من المواضيع التي تخص أعضاءها.

وفي عصر التطور والحضارة التكنولوجية التي سرقت من الإنسان الكثير من القيم والسلوكيات، فالعلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان وبين الوالدين وبعض الأبناء لم تعد قوية ومتينة بسبب تغير الحياة وتعقيداتها والتباعد الجغرافي في السكن وتحديات أخرى، فجميع تلك الأمور ساهمت في التشتت والتفكك الأسري الكبير. ومع ذلك فلا يزال هناك من يُحافظً على علاقته الأسرية الكبيرة بما يتناسب مع ظروف العصر، ولا يسعنا في ختام مقالنا إلا أن نترحم على والدينا، وندعو الله أن يحفظ كل الآباء والأمهات فهم السند والإشعاع الذي يُنير طريق أبنائهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية