العدد 4297
الإثنين 20 يوليو 2020
banner
ومضات من ثورات يوليو
الإثنين 20 يوليو 2020

تعيش الدول الكثير من التجارب السياسية، ومنها الأقطار العربية التي مرت بتجارب متعددة ومتنوعة وذات أهمية كبرى في تاريخها. نذكر منها ثورة 23 يوليو 1952م المصرية، وثورة 17 ــ 30 يوليو 1968م العراقية، حيث برزت في هاتين الثورتين ملامح الهوية العربية والاستقلال العربي عن الفكر الغربي، وتميزتا بمحاربة الاستعمار والصهيونية والطائفية.

لا شك أن لكل تجربة إيجابياتها وسلبياتها، إلا أن ما حققته الثورتان من وعي جمعي عربي تمثل في ومضات مازالت مؤثرة في تاريخنا العربي، كموقفهما من سيطرة الاقتصاد الغربي ورغبته في التوسع على حساب الأرض العربية وشعبها وثرواتها، ومن قضية فلسطين والكثير من القضايا المتعلقة بالإنسان العربي وجودا وحرية واقتصادا وفكرا.

واليوم ونحن نتذكر الثورتين، أرضنا العربية تتوق لكل ما يجتث المتغيرات السلبية الاقتصادية والاجتماعية والمهنية الجاثمة على ترابها، وشعبها العربي يتطلع إلى الحياة الزاهية التي تتناسب مع فكره ووجوده وتاريخ أمته العربية وتبعد عنه الاصطفاف المذهبي والطائفي والفئوي المضاد لتطلعاته ومتطلباته في هذه الحياة.

نتذكر اليوم الثورتين، ومازالت الأرض العربية تئن من وجع الاستغلال السياسي والنزف الاقتصادي والتراجع الاجتماعي، فمازال العدو الصهيوني يتربع على ما احتله من الأرض ويلهث وراء المزيد، ومازالت العولمة تستبيح أرضنا العربية وتتاجر بقوميتنا وحقوقنا الإنسانية وديمقراطيتنا.

تواجه أرضنا العربية اليوم هجومًا شرسًا إقليميًا ودوليًا، للسيطرة على ما تبقى، ولحماية دكاكينها التجارية، وتعيش أمتنا اليوم تشتتا حال دون وجود مشروعها العربي، وتواجه مدًا طائفيًا لاغتيال قوميتنا ومحو عروبتنا، وقد وقفت هذه القوى مع فيالق القوى الإقليمية والدولية في صفٍ واحدٍ ضد العروبة وأرضها وإنسانها.

أكثر ما عززته الثورتان مفهوم “التضامن العربي” و”الوحدة العربية” لكي تحافظ على عروبة وثروات هذه الأمة، ونحن نستذكرهما لكي نقرأهما من جديد، فلعل تاريخهما المُضيء ينير العتمة التي تعيشها الأمة العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية