العدد 4304
الإثنين 27 يوليو 2020
banner
مملكة الأمان والقرارات الحكيمة
الإثنين 27 يوليو 2020

حقيقة نحن ننعم بنعم كثيرة، ومن أهم النعم نعمة الإسلام ووجود قبلة للمسلمين في مكة المكرمة، فبلادنا هي بلاد الإسلام، ومهوى أفئدة المسلمين، ومحط أنظار العالم، كانت ومازالت تحكم بالشريعة الإسلامية وهي قائمة على الأصلين العظيمين: كتاب الله وسنة رسوله، ويكفينا من هذه النعم وجود الحرمين الشريفين،حيث تهوي إليه الناس من كل بقاع العالم من أجل الحج والعمرة بأكثر من مليوني حاج في كل عام.

وهنا نريد القول إن المملكة العربية السعودية كانت ومازالت ومنذ عهود الملوك السابقين تعمل بكل جد واجتهاد في استقبال الحجاج والمعتمرين وتسخر طاقاتها من أجل إتمام شعائرهم بكل دقة وأمن وأمان، ولم تدخر جهدا في خدمتهم على الصعيد الداخلي، وتعمل بكل قطاعات الدولة وتسخرها من أجل نجاح الحج ورجوع الحجاج إلى بلادهم وقد أدوا شعائرهم بكل طمأنينة، وعملت المملكة على توسعة الحرمين الشريفين منذ العهود الأولى لملوكها، ولا تخفى على الجميع تلك التوسعة للحرم الشريف التي بالفعل أذهلت الجميع، فمملكة الخير مستمرة في نهجها، وهذا ليس غريبا على ملوك بلادنا، فقد اهتم ملوكنا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه - بخدمة الحرمين والقيام على الرعاية والتوسعة، إِذْ بدأها الملك عبدالعزيز عام 1344هـ (1925م) بتوطين مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.

وكان له الأثر الكبير على العالم العربي والإسلامي، وتوالى حكام المملكة في التوسعة للحرمين إيمانا منهم بعظم المكان والزمان في نفوس المسلمين، جهود بارزة تُرى وتُشاهد من قبل الجميع ويسجلها التاريخ للأجيال، لا أقول هذا من فراغ، إنما من دلائل واضحة مبنية على أسس والتاريخ يسجل ذلك، حقيقة سبب ما أقوله هو ما أصاب العالم من تفشي فيروس كورونا الذي جعل العالم يقف حائرا أمامه، حيث انهارت دول العالم وهي ترى تفشيه في دولها، وما نراه هو جهود حكومة المملكة العربية السعودية ووقوفها أمام التحديات الكبيرة لتفشي جائحة كورونا، حيث كانت مملكة العز والسلام سباقة في كل ما من شأنه رفعة المسلمين والحرص عليهم، وجعلت صحة الإنسان أولا وأخيرا، فجاء قرار وزارة الحج والعمرة في المملكة في بيان أصدرته لوكالة الأنباء السعودية، حبث قال البيان إنه تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة.

حقيقة يأتي ذلك من حرص المملكة على الروح الإنسانية وصحة الإنسان، ويأتي منعا للعدوى وتفشي الوباء بين الناس وتحقيقا للسلامة الصحية المطلوبة، لذلك كان القرار عن حكمة ودراية ودراسة لخطورة تفشي العدوى في التجمعات، ولا يخفى مدى التنقل في الحج والتجمع، ما يؤدي إلى أذية الناس وكذلك رغبة في إقامة الشعيرة وإحياء هذه الليالي بالذكر والتسبيح، لذا نقف احتراما واعتزازا بكل ما صدر ويصدر من حكومة المملكة بهذا الشأن، وهذا إن دل فإنما يدل على الحرص الشديد والرغبة الأكيدة في تحقيق الأمن والأمان لكل المسلمين، فكان الهم الأول والأخير صحة الإنسان دون النظر لأشياء أخرى.

نعم إنها مملكة السلام، مملكة الخير، مملكة العطاء، وستظل شامخة أبية إلى يوم الدين بوجود ملكها وقائدها الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما، وأكرر "دمت يا وطني شامخا".

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية