+A
A-

الفنانيين و"الحية بيه"..ذكريات ومواقف وأحداث لا تنسى

للفنانين ذكريات لا تنسى في عيد الأضحى المبارك، وتحديدا عادة " الحية بية" المعروفة وهي من الموروث الشعبي المتوارث جيل بعد جيل، فجميعنا عندما كنا صغارا نذهب مع الأهل يوم " الوقفة" ليلة عيد الأضحى حامليين في أيدينا "الحية بيه" ونرميها في البحر دون معرفة السبب، ولكن عندما كبرنا أتضح أن أهالينا كانوا يزرعون فينا حب العادات والتقاليد والموروث الشعبي الأصيل، والتمسك بالهوية.

 

"نزرعها في البيت"

الفنان أحمد مجلي استرجع ذكرياته وقال ..كانت أيام جميلة لا تنسى، حيث كنا نزرع "الحية بية" في المنزل، ونرعاها أشد الرعاية وكأنها فرد من افراد العائلة، وعندما يحين وقت الذهاب إلى البحر، كنا نلبس الثوب والقحفية ونستقبل البحر ونرميها مرددين إنشودة " حيه بيه ، راحت حيه ويات حيه، على درب الحنينية وغديناك وقطيناك، لا تدعين علي" والخ الانشودة.

 

" أجد سعادة في حملها"

أما الفنان أمين الصايغ فيذكر أنه كان يجد سعادة كبرى في حمل " الحيه بيه" ورميها في البحر وترديد الأنشودة أو الأغنية الخاصة بها، وكان يذهب مع أهله وجيرانه في مشهد عائلي جميل يعبر عن عمق الروابط والتواصل والتراحم بين أهل البحرين في الماضي والحاضر، ويضيف الصايغ..أطفال اليوم وبحكم ظروف الحياة وسرعتها وتعقيدها ربما لا يعرفون إلا القليل عن " الحية بيه" رغم أن الكثير من العوائل تأخذ أبنائها ليلة العيد إلى أحد الشواطئ لرميها، لترسيخ ثقافة الاهتمام بالموروث الشعبي كما فعل أهلنا من قبل.

 

" كأنها العيد نفسه"

وبدوره قال الفنان يوسف شريف أن "الحية بيه" من العادات التي لا يمكن أن تنسى بالنسبة إلى أبناء جيله، فالجميع كان ينتظر ليلة العيد ليحمل " الحيه بيه" ويرميها في البحر، ويذكر شريف ان البيوت كانت تزرع الحيه بيه ويضعونها في سلة مصنوعة من سعف النخيل، وليس مثل الأن " علب معدنية وبلاستيك وغيرها" وتجد كل فرد من أفراد العائلة يستعد بشغف لهذه المناسبة وكأنها العيد نفسه.

أما اليوم – حسب شريف- فالحياة قد تغيرت وأطفال هذا الزمن لا يمكن مقارنتهم بأطفال "لوول" فلكل زمان وعصر رجاله.​