العدد 4309
السبت 01 أغسطس 2020
banner
النسوية المغلوطة
السبت 01 أغسطس 2020

بفضل مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من السهل معرفة توجهات الأشخاص وأفكارهم ومعتقداتهم، وذلك عبر ما ينشرونه خلال حساباتهم الشخصية، حيث انتشرت في السنوات الأخيرة النسوية كمفهوم يروج إلى حالة عداء قائمة بين الرجل والمرأة، وأن النسوية تعني أن تكره المرأة الرجال وتطالب بإلغاء حقوقهم كما يحارب الرجل النسوية ويتهمهن بالممارسات الجنسية اللاأخلاقية وترويج الانحلال الأخلاقي، وحث النساء على ممارسة الرذيلة، إن الفهمين بين قطبي المسألة يعبران عن حالة فهم مغلوطة بشدة للنسوية كفكر تأسس من القرن السادس عشر وطالب بحقوق متساوية بين الجنسين في جميع أنحاء العالم بدءاً من أوروبا حيث ركزت المطالبات في بادئ الأمر على الحقوق السياسية التي كانت المرأة مغيبة عنها.

انتشرت النسوية في العالم العربي والإسلامي في القرن التاسع عشر الميلادي في العديد من الدول للمطالبة بحقوق النساء السياسية والإصلاحات في مجال تطبيق المساواة بين الجنسين.

التاريخ الإنساني مليء بالحراك المشرف للنسوية الذي لم يقتصر على النساء، بل انضم لتلك الحركة المطالبة بالحقوق العديد من الرجال منذ تأسيسها حيث يُعتبر الأديب المصري قاسم أمين أبوالنسوية العربية ورائد حركة تحرير المرأة في مصر.

إن انحدار مفهوم النسوية بين الطارئات على الحركة وحصرها في صور التحرر الجنسي وخلع الحجاب دون مدها لما هو أهم وأعمق كالحصول على الحقوق السياسية المتساوية والمساواة في المواطنة الكاملة لا يعدو كونه تهميشا لقضية إنسانية استغرقت قرونا ومازالت بحاجة للمزيد من العمل الجاد للوصول إلى المساواة الكاملة خصوصا في العالم العربي والإسلامي.

ليست النسوية انتهاك القيم والأخلاق، وليست كره الرجل الذي قد يكون شريكاً داعماً للمطالب، بل هي الوقوف بكل جدية أمام الممارسات والقوانين التي تُرسخ الفجوة بين الجنسين في سبيل تحقيق المساواة وليس تفوق جنس ضد آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية