+A
A-

العيدية في زمن الكورونا.. اختلفت الطريقة والهدف واحد!

من منا لا يتذكر العيدية في الأعياد، وبالطبع لا تحلو الاحتفالات إلا بها، فالسعادة التي ترسم على وجوه الأطفال عندما يستلمون العيدية، والتي هي عبارة عن مبلغ من المال لا توصف أبدا، فهم ينتظرون العيد بشوق؛ لينالوا الجائزة المالية المنتظرة ويبدأوا الاحتفال بعد ذلك بصرفها في الألعاب او احيانا تختفي عند الأبوين!

في موقع ويكيبيديا نجد تعريف العيدية بالتالي: ”العيدية هي عادة إسلامية سنوية، وتكون العادة عبارة عن نقود أو هدية أو حلوى وغيرها تعطى للأطفال في عيد الفطر المبارك وأيضًا في عيد الأضحى المبارك وتعود هذه العادة العربية الإسلامية إلى قرون قديمة“، وفي اللغة كلمة "عيدية" تعني العطاء والعطف، وهي مشتقة من كلمة "عيد" ومعناها كثرة عوائد الرحمن على عبادة، وهي إما أن تكون عوائد مادية أو روحانية.

واليوم أصبحت العيدية مختلفة في زمن الكورونا الذي نتمنى انتهائه سريعا، ففي السابق كانت النقود التي تعطى غالبا الأطفال والأمهات تسلم باليد. أما اليوم مع قوانين التباعد دخلت ”بنفت باي“ هذا المجال، وأصبح الفرد يحول مبالغ مالية كعيدية للأطفال على حساب والديه، وبالطبع الإحساس مختلف تماما، فالطفل يسعد عندا يجمع هذه الآمال، بل يتفاخر بعددها أمام باقي أفراد الأهل والأصدقاء! فمن أجمل احتفالات العيد سواء الفطر أو الأضحى هو تجمع الأطفال حول آبائهم وأقاربهم وأجدادهم؛ للحصول على حظهم من النقود الورقية التي تحولت مكان النقدية كما السابق، وفي العديد من البلدان ظهرت بوادر لتراجعها مؤخرا وتحويلها إلى أشكال عينية بعيدة عن النقود، في حين ما تزال الغالبية متمسكة بها باعتبارها أصبحت ذات قيمة معنوية مرتبطة بذاكرتنا وصورتنا عن العيد وأجوائه، لا يمكن تخيّل العيد من دونها، خصوصا، وأنها تحدث في كل مكان في البحرين والدول المجاورة وأيضا البعيدة.

بالطبع كإجراء احترازي يجب الامتناع عن توزيع العيدية خلال فترة عيد الأضحى المبارك، خصوصا مع وجود بعض الدراسات التي تحدثت عن احتمال انتقال فيروس كورونا المستجد عن طريق تداول العملات الورقية والتقارب طبعا، وتنصح الجهات المختصة بتقليل التعامل بالعملات النقدية، والاستعانة بالخيارات الإلكترونية المتوفرة عند الدفع لتنجب أي عدوى.

تاريخيا ظهرت العيدية في مصر في العصر الفاطمي على يد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الذي أراد ازدياد محبة الناس له في بداية حكمه، حيث كان يقول إن سعادة الناس من أهدافه في الحكم، وكان يستخدم ذلك كنوع من الدعايا بالنسبة له. عرفت العيدية في ذلك الوقت باسم الرسوم أو التوسعة وكانت الدولة توزع النقود والهدايا وكسوة العيد على المواطنين ورجال الدولة كما كانت تهدي الدراهم الفضية للفقهاء وقراء القرآن الكريم. في صباح يوم العيد كان الخليفة يخرج على الرعية الذين يأتون للقصر وينثر الدراهم والدنانير الذهبية عليهم.

وفي السنوات السابقة كانت للعيدية أشكال خاصة للتقديم، فبدل أن تعطى النقود من المحفظة بصورة مباشرة، كان البعض ”خصوصا النساء البحرينيات“ يقدمنها في أشكال مغلفة جميلة، تتسابق في تصميمها والحجز لها في المطابع، أو عن طريق الانستغرام، وتتسابق النساء بتقديم العيدية بشكل مميز ومنفرد وبالطبع مع التصوير.

في الإمارات تم تقديم مجموعة من لتطبيقات الخاصة للعيدية الإلكترونية والتي يمكن استخدامها من قبل أفراد المجتمع لتحويل العيدية النقدية؛ للحفاظ على السلامة العامة، وشجعت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات أفراد المجتمع على استخدام هذه التطبيقات لتقديم عيديتهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك ورفعت شعار للحملة "عايدهم عن بعد وشاركهم فرحة العيد.

وفي السعودية أطلقت خدمة إلكترونية باسم"العيدية" التي تتيح مشاركة فرحة العيد مع الأقارب أو الأصدقاء، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي؛ وذلك بإرسال العيديات الفورية رقميا من خلال رقم الجوال لأول مرة في المملكة، وتشمل قائمة العيديات الرقمية المبالغ المالية وبطاقات الألعاب والترفيه، وغيرها من الهدايا المتاحة.