+A
A-

كيف يمكنك أن تؤثر إيجابيًا في فريقك الذي يعمل عن بعد؟

يحاول قادة الفرق التي تعمل عن بعد التأقلم سريعًا مع تداعيات جائحة كوفيد-19، حالهم مثل حال فرقهم. بعد فترة صعبة يسودها عدم اليقين، يبدو أن العالم قد هدأ بعض الشيء، ولم نعد نسمع صفارات الإنذار. ولكن علينا جميعًا أن ندرك جيدًا أن الحياة لن تعود كما كانت سابقًا، وعلى الجميع أن يستعد لدخول "الواقع الاعتيادي الجديد".

في البداية، كان هناك اعتقاد عام بأن الأمور ستعود إلى طبيعتها، ولكن مع دخولنا بداية النصف الثاني من عام 2020، يبدو أن هناك تغيرًا رئيسًا في التيار الرئيس.

شركات تؤيد العمل عن بُعد

ليس من المستغرب أن تكون شركات التكنولوجيا الكبرى سريعة التغير أولى الشركات التي تسمح لموظفيها بالعمل من المنزل، ولا زالت تسمح لهم حتى الآن، وها هي تأخذ زمام المبادرة مرة أخرى وتخطط لتبني منظومة عمل عن بعد إلى الأبد. قال مارك زوكربيرج بالفعل إن 50% من موظفي فيسبوك يمكنهم العمل عن بُعد خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

حتى القادة في المجالات القديمة مثل التعدين يعترفون الآن بديمومة التغييرات التي يسببها فيروس كوفيد-19، فقادة شركات تعدين الذهب العالمية وأعضاء المجلس الدولي للتعدين والمعادن يقرون بأن الوضع العالمي الحالي قد أحدث تغييرات كان ينبغي أن تبدأ منذ سنوات.

تدير شركة الاستشارات الإدارية كورن فيري - Korn Ferry سلسلة من استطلاعات الرأي العالمية حول تأثير كوفيد-19 في الأعمال، وقد أفاد أحد تقاريرها الذي يستند إلى استطلاع أُجري في مايو/ أيار 2020 أن نحو 71% من الشركات ستواصل العمل عن بعد (افتراضيًا) بعد الأزمة.

بالنسبة إلى مؤيدي تغير نظام العمل لفترة طويلة، قد يبدو قبول ممارسات مثل العمل عن بعد بمثابة دعم لوجهة نظرهم. ومع ذلك، حتى بالنسبة إليهم، حدثت التغييرات بسرعة لدرجة أنه كان من الصعب على كثير من الشركات الاستعداد والتحول إلى نظام العمل عن بُعد. لم يعد السؤال بالنسبة إلى القادة هو كيفية إنجاح هذا النظام، بل كيفية الحصول على أقصى قيمة نظرًا إلى أن العديد من التغيرات سيظل كما هو حتى بعد انتهاء الأزمة.

كيف يتعامل قادة العمل مع الظرف الطارئ؟

يجب أن يفهم القادة مدى ملاءمة أعضاء فريقهم لنظام العمل عن بُعد، مع مراعاة أن المرحلة الأولى من الإغلاق تضمنت ترتيبات طارئة أخرى تتعلق بالمدرسة والتنظيف والتسوق، ومن المحتمل ألا يستمر هذا الوضع الطارئ عند فتح الأبواب مرة أخرى. لا ينبغي أن يستند حكم الملاءمة فقط إلى هذه المرحلة الأولى، ولكن من خلال المشاركة الفردية الحقيقية والمناقشات الصادقة.

من هذا المنطلق، سيكون من الواضح أن بعض أعضاء الفريق قد يحتاج إلى دعم أكثر من الآخرين. قد يتطلب العمل عن بعد لفترات طويلة إجراء تعديلات من قبل القادة والفرق. من دون هذا الدعم، قد يشعر الموظفون بالوحدة ما قد يؤثر في الأداء.

يجب أن يفهم القادة أن الشعور بالوحدة الجسدية ليس مهمًا في هذه الحالة بنفس قدر الوحدة النفسية. أحيانًا يشعر المرء بالوحدة رغم أنه محاط بالكثير من الناس، وفي الوقت نفسه يفضل البعض أن يحافظ على أقل قدر من التواصل الاجتماعي. وبالمثل، في حين أن بعض أعضاء الفريق سيحتاجون إلى قضاء بعض الوقت مع أنفسهم لإعادة شحن طاقتهم، يفضل الآخرون أن يتغلبوا على الوحدة عن طريق إبقاء أنفسهم منشغلين قدر الإمكان لأطول فترة ممكنة. لذلك يجب أن تكون مناهج القيادة مصممة لتلائم الاحتياجات والظروف الفردية.

يبدأ احترام حدود أعضاء الفريق بتحديد ما هي تلك الحدود، بطريقة يتفق عليها كلا الطرفين. في حين أن مرونة إمكانية الوصول مهمة، فإن أحد التحولات العقلية الرئيسة، وهي نتيجة طبيعية للعمل عن بُعد، هو العمل من أجل النتائج أو المخرجات، وليس مجرد العمل لساعات.

في غمضة عين، اضطر بعض القادة إلى تغيير أسلوبهم الإداري. مرة أخرى، في حين أن العديد من القادة المطلعين على العمل عن بعد لن يواجهوا مشكلة كبيرة، فإن آخرين سيحتاجون إلى تدريب مكثف. إذا كان الأمر كذلك، فينبغي تحقيق قدر من التوازن، فأي تحولات كبيرة، سواء عدم القدرة على الإدارة أو الإدارة الدقيقة، لن تخدم الفريق وقد تؤثر في الإنتاجية.

نصائح ذهبية

تتضمن النصائح التي يقدمها خبراء علم الأعصاب إلى قادة الفرق التي تعمل عن بعد البقاء على اطلاع على أداء فريقهم عاطفيًا والتحقق من البشر، وليس فقط الأفعال البشرية، وقد يكون من المفيد التفكير في تنظيم تدريبات للقادة لمساعدتهم على القيام بذلك.

يتطلب جميع أنظمة العمل التي تُحول إلى نظام العمل عن بعد الجديد وقفة وأسئلة: كيف يمكن أن ينجح هذا النظام في الواقع الاعتيادي الجديد؟ هل يمكن للبريد الإلكتروني أن يكون بديلًا للمحادثات؟ هل يجب أن نتواصل من خلال مكالمات صوتية سريعة؟ عند التفكير في هذه الأسئلة والتوصل إلى إجابة مثالية، قد يتوصل القائد إلى أكثر نظام عمل يناسب فريقه بحسب موقع فوربس.