+A
A-

(المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية) دور ريادي في العمل الإنساني والإغاثي

في إطار مبادرات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه الإنسانية بدعم الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، وتعزيز التضامن الأخوي والتكافل الإنساني، وإغاثة المنكوبين والمتضررين من المحن والحروب والكوارث والأزمات،  تأتي توجيهات جلالته السامية، لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، بتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى الجمهورية اللبنانية جراء حادث الانفجار الأليم، والتي غادرت الشحنة الأولى منها مملكة البحرين اليوم  للعاصمة بيروت في إطار مبادرات جلالته الإنسانية بدعم الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، وتعزيز التضامن الأخوي والتكافل الإنساني، وإغاثة المنكوبين والمتضررين من المحن والحروب والكوارث والأزمات.

ولقد أكد جلالة الملك المفدى بهذا الموقف الإنساني النبيل وقوف مملكة البحرين إلى جانب شقيقتها لبنان في هذه الظروف الصعبة، تجسيدًا لعميق الروابط الأخوية التاريخية الوطيدة والمتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وانطلاقًا من القيم الإنسانية والمبادئ الدينية والأخلاقية للمملكة في مد يد العون والمساعدة إلى الشعوب المنكوبة والمتضررة من الكوارث والأزمات، واعترافًا بحق الأسرة البشرية الواحدة في السلامة والعيش الكريم.

وتأتي إغاثة الشعب اللبناني الشقيق في إطار حرص المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بتوجيهات من جلالة الملك المفدى ورئيسها الفخري، ومتابعة مباشرة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء على مواصلة وتعزيز دورها الريادي في العمل الإنساني، ليس فقط في كفالة 11 ألف يتيم وأرملة ورعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدة الأسر المحتاجة داخل المملكة، وإنما امتدت لتشمل تقديم المساعدات الإغاثية والتنموية للعديد من الدول المنكوبة في مختلف أنحاء العالم، لاسيما منذ انطلاق أولى مبادراتها لإغاثة الشعب الفلسطيني عام 2009، ووصول عدد المستفيدين من مساعداتها لأكثر من 25.5 ألف إنسان بنهاية عام 2018.

حيث تواصل المؤسسة الملكية أعمالها الخيرية والإنسانية على قيم راسخة من النزاهة والشفافية والعدالة والاحترام والإتقان والإبداع في تقديم الخدمات وتنفيذ المشاريع الإنسانية والإغاثية والتنموية بكفاءة ومهنية واحترافية في مختلف القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والإسكانية والبنية ‏التحتية، عبر إرسال مواد طبية وإغاثية وتنفيذ مشاريع إغاثية وتنموية كبرى في العديد من الدول الشقيقة والمتضررة من الكوارث.

وكان من أبرز هذه الإسهامات الإنسانية تقديم شحنات إغاثية لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة عام 2009 بحمولة قدرها 180 طنًا وإرسال بعثات طبية وعلاجية وتخصيص حلقات مباشرة على تلفزيون البحرين لجمع التبرعات، وتنفيذ مشاريع إنمائية واجتماعية مثل بناء مدرسة تل الهوى عام 2012، ومركز للتقنيات لمساعدة الطلبة المكفوفين في جامعة غزة ‏الإسلامية، ومكتبة الأطفال في مدرسة الفاخورة، ومكتبة البحرين العامة في البلدة القديمة بالقدس الشريف بالتعاون مع ‏برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ‏وجامعة القدس، وتوسعة مدرسة جباليا، وبناء مركز صحي متكامل في خان يونس بالتعاون مع وكالة الأونروا، ويخدم أكثر من 130 ‏ألف نسمة، وتمويل مشاريع لجمعية الصم والبكم بدير البلح، وتدشين مصنع الأطراف الصناعية في قطاع غزة، وغيرها.

وتولت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في أغسطس 2010 تقديم مساعدات إنسانية ‏إغاثية عاجلة لإيواء المشردين والمتضررين وضحايا ‏الفيضانات في باكستان، بحمولة قدرها 220 طنًا، ومواد للمأوى المؤقت وعشرة وحدات لتنقية مياه ‏الشرب، وفي الصومال تم رصد ثلاثة ملايين دولار لمساعدة ضحايا المجاعة عام 2011، وبناء مستشفى تخصصي يخدم 3 ملايين صومالي، ومجمع مملكة البحرين العلمي، متضمنًا إعادة إحياء جامعة مقديشو الوطنية ‏التي دمرتها الحرب، وحفر عشرة آبار مياه ارتوازية تخدم 250 قرية، وفي تركيا تم إرسال شحنتين من المساعدات الإغاثية الغذائية والطبية والخيام والبطانيات بحمولة قدرها 100 ‏طن لنجدة المتضررين من زلزال 2012، ومثلهما للمتضررين من زلزال نيبال، فضلاً عن إغاثة المنكوبين من إعصار (هايان) المدمر في الفلبين عام 2014، وافتتاح مركزين للتدريب المهني يخدمان أكثر من 348 ألف ‏نسمة.

كما كانت مملكة البحرين من أوائل الدول التي هبت لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية للاجئين السوريين، شملت بناء مجمعات علمية وسكنية واجتماعية في مخيم الزعتري بالمملكة الأردنية الهاشمية، تضم أربعة مدراس شاملة جميع مرافق التعليمية والتربوية، و500 كبينة سكنية، ومركزًا للإبداع، إلى جانب مجمع سكني في مخيم الأزرق، ومدرسة للبنات في إربد، وأخرى في منطقة أبو نصير بالعاصمة الأردنية لدعم الأشقاء ‏السوريين، وفي جمهورية مصر العربية قامت المؤسسة ببناء مدرسة في محافظة الشرقية عام 2014، وأسست مجمعين أزهريين ومركزين صحيين في نوفمبر ‏‏2015.

وشكلت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية اللجنة الوطنية لمساعدة الأشقاء في ‏اليمن بالتنسيق مع هيئة الأمم المتحدة الإغاثية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في عام 2015، وقامت بإرسال أكثر من ألف طن من المواد الطبية والغذائية والخيام، وتقديم مساعدات إنسانية لمحافظة تعز، فضلاً عن إعلان إنشاء مركز للقلب على هامش مؤتمر الأمم ‏المتحدة بجنيف في أبريل 2018.‏

وأولى جلالة الملك المفدى اهتمامًا بارزًا بتكريم الشخصيات والمؤسسات الدولية المؤثرة في العمل الإنساني، بتدشين "جائزة عيسى لخدمة الإنسانية" في عام 2009، ومنحها كل سنتين لشخصية أو مؤسسة أسهمت بجهود دؤوبة في إيجاد حلول إبداعية مبتكرة للقضايا الإنسانية والاجتماعية في مجالات الإغاثة، والتصدي للكوارث، والتخفيف من وطأة الفقر والعوز، والتكاتف من أجل تحسين ظروف البشرية، تم خلالها منح شهادة تقديرية، وميدالية من الذهب الخاص، وجائزة مالية قدرها مليون دولار أمريكي فاز بها مؤسسات إنسانية من ماليزيا والهند ومصر وباكستان، وتقدم دورتها الخامسة في يونيو 2021.

وتقديرًا لعطائها في خدمة الإنسانية ودعم التنمية المستدامة، استحقت مملكة البحرين تقدير واحترام العالم، وتبوأت ممثلة في المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية المركز الأول خليجيًا وعربيًا والعاشر عالميًا في مؤشر ‏العطاء العالمي لعام 2018 الصادر عن مؤسسة كاف العالمية، ومنح جلالة الملك المفدى جائزة الريادة ‏العالمية في مجال رعاية الأيتام محليًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًا من الصناديق الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي لعام 2017، واُختير سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية "فارسًا للعطاء ‏العربي" من قبل ملتقى العطاء العربي الرابع "مبادرة زايد العطاء" والجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية في أبريل 2016، ونالت المؤسسة جائزة أفضل مؤسسة خيرية عربية من الاتحاد الدولي للمنجزين العرب بالقاهرة في فبراير 2020.

إن ما تقدمه مملكة البحرين من مساعدات إنسانية وإنمائية لإغاثة المنكوبين والمتضررين من الكوارث والأزمات، وآخرها في جمهورية لبنان الشقيقة، بتوجيهات سامية من "ملك الإنسانية" حمد بن عيسى، وتكاتف أبناء الشعب البحريني، إنما يؤكد النهج الإنساني والحضاري الحكيم لجلالة الملك المفدى في تعميق الروابط الأخوية مع الأشقاء على أسس من التسامح والود والتكافل وإعلاء القيم الإنسانية والدينية ومبادئ القانون الدولي الإنساني الداعية إلى بذل الخير والعطاء والتكافل من أجل خير البشر وكرامتهم.