العدد 4317
الأحد 09 أغسطس 2020
banner
لبنان الجريح
الأحد 09 أغسطس 2020

وطن يروي قصة بيعه للغير تحت مسميات واهية، وطن تقاسمته أطماع “الأحزاب” بشراسة، فنالت منه وانتهكت حرماته وبات وحيدا يصارع وحده عله ينجو من بطش الأهل قبل الغرباء الذين وجدوا فيه لقمة يسهل هضمها مع انشغال الجميع بمصالحه الخاصة، وهكذا يكون حال الدول إذا لم تكن مصلحة الوطن المصلحة العليا والأساسية، فيصبح غريقا يشكو الضعف ويتقاعس عن مساعدته أهله لأنه ببساطة بيع للخارج دون وازع، دون وعي، ودون رجعة.


لنا في لبنان موعظة كبرى، لكل من اعتقد أن جهات خارجية أو أحزابا متقاتلة قد تحنو عليهم أكثر من أوطانهم، ودرس صريح وواضح يعلن أن الأوطان تنمو بسواعد أبنائها المخلصين الأوفياء، أما بيع الأوطان فلا مستفيد منه سوى من يود أن يدق مسماره في نعش البلد، وأكررها مرارا لنا في لبنان موعظة يا أولي الألباب.


إن الانفجار المدوي الذي ضرب مرفأ بيروت، أوجعنا جميعا من أعماق القلب، حالة الحزن التي عمت الدنيا كلها لم تكن وقتية، لم تكن سهلة بمعنى الكلمة، فلبنان يعاني منذ عشرات السنين إلا أننا لم نتوقع البتة أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من انتهاك حرمة وطن بأكمله لصالح الغير، ضحايا ودمار، تلك الدقائق المعدودة كانت بحجم سنين وأيام مر بها لبنان من قبل في حروب ومجازر أعادت لنا ذكريات حزينة لبلد جميل، ولولا لطف الله وكما أفاد الخبراء أن موقع الانفجار بالميناء لعب دورا كبيرا في امتصاص البحر الطاقة الناجمة عن الانفجار وتخفيف عبئه، لكنا بكينا بدل الدموع دما العمر بأكمله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية