العدد 4319
الثلاثاء 11 أغسطس 2020
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
مجموعة إنسان
الثلاثاء 11 أغسطس 2020

عندما بدأت كتابة موضوع اليوم كدت أتناول بحديثي مصطلح الثنائيات التي بحضورها وغيابها تكوّن مجموعة إنسان في غاية الجمال وقمة المشاعر، لكنني – وكما تفعلون الآن - قد أسمع رنين تلك الكلمات الجميلة التي كتبها الشاعر خالد الفيصل وأداها فنان العرب محمد عبدو، ليعبر عن المشاعر الثنائية التي تكون ملامح إنسان راق ومميز.


لكنني توقفت أمام المعنى اللغوي والعلمي لكلمة “إنسان” وأصل التسمية ذاتها، فسار بي مجرى البحث نحو آخر الدراسات العلمية في علم الأحياء وكل ما له علاقة بالمخلوقات، وبدأت القراءة في تاريخ المجموعات البشرية التي تجاوزت خمسمئة ألف عام، جلتُ معها في تاريخ السلالات البشرية التي سبقت مجموعة الإنسان العاقل، حيث جاء مزيجًا مكونًا من المتغيرات الوراثية والتكيفات المناخية إضافة إلى عامل الهجرة بين البشر من قارة لأخرى.


كانت تجربتي في البحث القصير مفيدة للغاية وقادتني نحو امتلاك العديد من المصطلحات حول المجموعات الإنسانية التي تواكبت على مر العصور، لندخل معا حقبة مجموعة الأناسي وهي جمع لكلمة إنسان، ألا ترون معي أن تسمية سلالتنا البشرية بـ “الإنسان العاقل” تبدو مختلفة؟ كما أننا ولدنا ونشأنا في ظروف بيئية مختلفة تمامًا عن مجموعات مختلف العصور التي سبقتنا! لأننا مجموعة مختلفة من البشر، وطالما أننا نمتلك القدرة على التكيف فإن موضوع الثنائيات في حياتنا يتطلب منا وقفة متمعنة، فكما أننا نعيش قصة إنسان بدائي وحضاري، قديم وحديث، معاصر وغير معاصر، كذلك يحصل تمامًا في إطارنا الداخلي والخارجي، حيث إننا نتكيف مع ثنائية النهار والليل، الأبيض والأسود، ولابد أن نعي ما يحصل بداخلنا من تغيرات وتطورات تصنع الثنائيات التي ترسم مشاعرنا وتتحكم بسلوكياتنا دون أن تؤدي إلى التأثير على الإطار الخارجي حولنا.


بمعنى آخر وصريح... مشاعرك الخاصة بالحزن والأسى قد تختفي ويحل محلها الفرح والسعادة، والسبب أنك مزيج من تلك الثنائيات وتتأثر بمختلف المتغيرات التي تحصل في إطارك الداخلي والخارجي، لذلك فإن وعينا التام بتلك الثنائيات وتغيراتها يجعلنا نتحكم في برمجة خاصة لبعضها والسيطرة التامة على رفع المؤشرات الإيجابية فيما نرغب منها ووضع ما لا نرغب على الوضع الصامت، وبذلك نحقق المثالية التامة في مجموعة إنسان ذات ثنائيات منسجمة تتقبل مجمل المتضادات وتتحكم في السلبيات دون تراجع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية