+A
A-

غاز “مكيفات” مغشوش بالسوق و“حماية المستهلك” غائبة

اشتكى مواطنون ومقيمون من ارتفاع أسعار غاز المكيفات ورداءة بعض الأنواع الموجودة في السوق، وحملوا حماية المستهلك في وزارة الصناعة والتجارة المسؤولية كاملة؛ كونها غائبة عن هذا القطاع الذي ينشط مع دخول الصيف وبدء درجات الحرارة بالارتفاع.

وقالوا لـ”البلاد” إن النوعيات الرديئة أضرت بمركباتهم وأجبرتهم على دفع ضعفين أو 3 أضعاف المبالغ التي كان من الممكن دفعها لو تم “شحن” مكيف السيارة بغاز ذي كفاءة عالية.

وأكدوا أن السوق تعج بنوعيات رديئة و”مغشوشة”، متسائلين عن دور حماية المستهلك في الموضوع، وكيف يسمح لدخول هذه الأنواع إلى السوق، ألا يوجد مواصفات ومقاييس؟.

وأوضح أحمد عبدالرحمن الذي وجدناه “يتهاوش” مع عامل آسيوي مسؤولا عن وضع الغاز الرديء – على حد وصفه – في مكيف سيارته، أنه دفع بالمرة الأولى 20 دينارا لتعبئة المكيف بالغاز، ولكن بعد يومين عاد الهواء حارا، فاضطر للعودة إلى الورشة، (...) فوجئت بقول العامل أن “رديتر” المكيف تعطل. وتابع “احترت لماذا حدث ذلك، إلا أن أحد أصدقائي أكد لي أن الغاز الذي وضعته الورشة بالمرة الأولى سيء ويضر بأجزاء السيارة، وهو الذي تسبب في تعطل هذه القطعة”.

وأضاف عبدالرحمن “إضافة إلى أن الغاز مغشوش، فهناك قصة الأسعار التي ارتفعت بشكل مبالغ فيه، (...) الورش تستغل حاجتنا مع درجات الحرارة العالية”.

وطالب إدارة حماية المستهلك بضرورة مراقبة هذه الورش والتأكد من أن الغاز المستخدم لا يضر بالمركبات، لأن الزبائن عادة لا يحصلون على إجابات شافية من أصحاب الورشات.

وقال أبو حمد الذي كانت سيارته تعاني من مشكلة في المكيف “لاحظنا ارتفاع أسعار الغاز والتصليح هذا العام، بنسبة وصلت إلى 100% تقريبا”. وتساءل “هل فعلا ارتفعت كلفة غاز المكيفات 100% في بلاد المنشأ؟ اعتقد أن الإجابة القطعية لا.. فنحن ندرك أن كل مناحي الحياة زادت أسعارها، لكن ليس بهذه النسبة”.

من جهته طالب علي عبدالعلي الجهات المعنية بمراقبة السوق وعدم ترك الحبل على الغارب، فهناك الكثير من العاملين في هذه الورشات لا يردعهم شيء للغش، (...) الجشع يبقى جزءا من المعادلة. وأكد أنه وقع ضحية هؤلاء مع بدء موسم الصيف، واضطر لإعادة شحن مكيف سيارته مرتين، لكنه ذهب بالمرة الثانية إلى ورشة محترمة وتعمل بما يرضي الله.

وأرجع عاملون في ورش التصليح أسباب ارتفاع كلفة الغاز إلى صعودها في بلاد المنشأ، فضلا عن تغيير المصدر لتجار الجملة، الأمر الذي رفع الكلفة، يضاف إليها الزيادة التي طالت أجرة الأيدي العاملة تبعا لارتفاع الأسعار. وعن ذلك يقول صاحب ورشة سيدار للمكيفات مجتبى محمد أن “الأسعار ارتفعت بعض الشيء ولكن ليس 100% كما يدعي البعض، (...) زادت بنسبة 60 % تقريبا”.

وتابع “كل شيء ارتفع سعره فنحن بتنا ندفع فاتورة كهرباء أكبر وأجرة عمال أعلى، كيف لنا تعويض هذه المصاريف الإضافية؟”.

وفيما يتعلق بالغاز المقلد “المغشوش” أكد مجتبى أن ورشته تتعامل بالغاز الأصلي، لكنه لم ينف أن السوق ممتلئة بأنواع كثيرة من الغاز الرديء الذي يضر بالسيارات.

وأوضح أن “الشخص العادي لا يمكنه معرفة الجيد من الرديء لكن صاحب الخبرة يستطيع ذلك بسهولة”.  وأضاف “الغاز الرديء لا يعطي كفاءة بالتبريد وبالتالي يعتقد صاحب المركبة بأن المكيف معطل، ويبدأ برحلة البحث عن ورش التصليح”.  ونصح مجتبى الناس بضرورة التعامل مع ورشات ثقة وذات سمعة جيدة حتى يتجنبوا عناء تبديل الغاز كل فترة وجيزة.

وأيد اختصاصي التكييف والتبريد سورجار ما جاء به مجتبى، مضيفا أن “هناك سوقا سوداء – إذا جاز التعبير – يباع فيها الغاز الرديء ولا أحد يعلم من أين مصدرها.

وأوضح أن “أنواع الغاز المعتمدة عند معظم الورشات هي الهندي والأميركي”، مؤكدا أن “الأميركي أفضل وهو أعلى سعرا”.

وحول الأسعار أكد أن “شحن السيارة الصغيرة بالغاز يكلف 15 دينارا والكبيرة بـ20 دينارا، وهي أسعار معتمدة في السوق، وغير ذلك يكون مبالغ فيه”. وقدر ارتفاع الأسعار بنسبة 50 % إلى 60 % فقط.