+A
A-

الجلاهمة: استحضار المواقف الأخوية الحازمة لصد المؤامرات

تحت رعاية عاهل البلاد القائد الأعلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أناب جلالته وزير شؤون الدفاع الفريق الركن يوسف الجلاهمة صباح أمس لحضور حفل تخريج دورة القيادة والأركان المشتركة التاسعة بالكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني.

واستهل الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم. ثم تفضل رئيس هيئة الأركان الفريق الركن ذياب بن صقر النعيمي بإلقاء كلمة بهذه المناسبة قال فيها “إنه من دواعي السرور أن نرى في هذا اليوم المبارك ثمرةً من ثمار الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني، والحمد لله الذي منّ بتوفيقه على من اجتازوا بنجاح دورة القيادة والأركان المشتركة التاسعة، ويسعدنا أن نبارك لهم جميعاً، ويشرفني أن أنقل لكم تحيات عاهل البلاد القائد الأعلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتحيات ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وتحيات القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، كما يسرني الترحيب بأشقائنا الأعزاء من القوات المسلحة بالدول الشقيقة الذين شاركوا إخوانهم في هذه الدورة وتبادلوا معهم الخبرات والمعرفة”.

وأضاف “مما لا شك فيه أن كليات القيادة والأركان والدفاع الوطني تمثل رافداً حيوياً يدعم خطط تطوير القوات المسلحة، ولله الحمد قد نجحت كليات القيادة والأركان بمجلس التعاون في مسايرة نظيراتها على المستوى العالمي، وعملت بكفاءة ومقدرة عاليتين على تأهيل الكوادر الوطنية بالقدر المنشود من العلوم العسكرية المتخصصة، والدراسات التعبوية العليا ذات القيمة العلمية المتقدمة”.

واستطر قائلا “إن بناء وطن عصري قوي، ونقله إلى مصاف أحدث الدول يعتمد في الأساس على الكفاءات الوطنية، المتسلحة بالعلم، والمعرفة، والإيمان بوطنها، والولاء لقيادته، وبرسالته الوطنية، والانتماء إلى مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وروابط مجتمعنا الخليجي المشترك، وتقاليد عروبتنا الأصيلة، وأن نعي وندرك أن ما نحققه للوطن من عمل وبذل وصدق الانتماء، فإننا بذلك نحقق لأنفسنا العزة والكرامة والتقدم والإزهار، فعليكم مواصلة اعتماد سلاح العلم والمعرفة للارتقاء بقدراتكم كقادة للمستقبل لتتحملون مسئوليتكم الوطنية في الدفاع عن الوطن والمشاركة في عملية التنمية والتطوير”. وأوضح أنه “في خضم التحديات والمخاطر والمؤامرات ومشاريع الفتن، ومخططات التخريب للقوى الطائفية المحيطة بنا ينبغي علينا أن نُعد لذلك عُدته، وعلينا السير بوتيرة أسرع وأمتن لاستحضار المواقف الأخوية الحازمة للتصدي لتلك التهديدات، والابتعاد عن المواقف التي تقف ضد حركة تاريخنا الأخوي وتسيء له، وتأجج الفتن التي تولد الإرهاب وتزعزع الأمن والاستقرار، وتؤثر على فاعلية دورنا في مواجهة التهديدات التي تتربص بالأمن القومي العربي”.

وأضاف “علينا توحيد جهودنا والقيام بمسؤولياتنا والمضي على العهد بمواصلة أدوارنا الوطنية الجسام التي تؤديها قواتنا المسلحة بدول مجلس التعاون، والسير على طريق الأخوة بتقوية جسور التعاضد العسكري لدعم عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل بقيادة الشقيقة الكبرى السعودية دعماً للشرعية بالجمهورية اليمنية الشقيقة، وضماناً للسلم والأمن الدوليين، ومن أجل أن يكون لمجلس التعاون دور تاريخي في دعم قضايا أمتنا العربية والإسلامية ونصرة الحق”.

وفي الختام شكر رئيس الأركان، آمر الكلية وهيئة التدريس وجميع المعلمين على إخلاصهم وعملهم الجاد المثمر الذي حقق هذا الإنجاز والذي نعتز به جميعاً، ونتمنى بدوام التوفيق والنجاح لكل رجال القوات المسلحة بدول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية الشقيقة والنصر والثبات لإخواننا المشاركين في عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل. بعدها ألقى آمر الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني اللواء الركن بحري عبدالله سعيد المنصوري كلمة قال فيها “إننا في هذا الصرح العلمي الشامخ القائم على مبدأ التميز والتفوق والمبنى على استشراف التوجيهات الملكية السامية لتحقيق المواءمة بين الموجود والطموح وبين الثوابت والمتغيرات وتطويرها والارتقاء بها بكل همة وعزم حتى غدت هذه الكلية بفضل الله سبحانه وتعالى ومباركة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وتوجيهات ودعم المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ودعم رئيس هيئة الأركان تضاهي مثيلاتها من الكليات العريقة على مستوى المنطقة والعالم”.

وأضاف “إننا في الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني نعاهد قادتنا بأن نبقى على العهد الجنود المخلصين الذين أقسموا يمينهم بأن يكون الولاء والانتماء بعد الله سبحانه وتعالى لقائدنا الأعلى ووطننا الغالي، نبذل الأرواح والغالي والنفيس دفاعاً عن حياض هذا الوطن وليبقى تُراب هذا الحمى عزيزاً آمناً وأن تبقى الراية عاليةً خفاقةً مصانة بسواعد أبناء هذا الوطن تحت قيادة صاحب الجلالة الملك قائدنا الأعلى”.

بعد ذلك ألقيت كلمة للخريجين وجاء فيها “لقد أمضينا في رحاب الكلية عاماً دراسياً كاملاً كنا ننهل من المعرفة العسكريةِ والأكاديمية وتطويرِ وصقل الشخصية القيادية العسكرية والقدرة على صناعة واتخاذ القرارات ومتطلبات المعركة المشتركة الحديثة، والبحث العلمي على أيدي عدد من الموجهين والمعلمين من ذوي المعرفة والخبرة الغالية في ظل بيئة تعليمية متطورة وعالية المستوى سخرت التكنولوجيا لإنجاز مهمة الكلية، فلهم منا كل الشكر والاحترام والتقدير على ما بذلوه في سبيل الوصول بنا إلى احتراف في التخطيط وقدرة على التحليل والاستنتاج واتخاذ القرارات ودقة في التنفيذ”.

ثم ألقيت كلمة الضباط الخريجين عن المشاركين في الدورة من الدول الشقيقة جاء فيها “يسرني في هذا اليوم المجيد أن أقف أمامكم أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الضباط من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية اليمنية، نرحب بكم في منارة من منارات التعليم الشامخة الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني، والتي أصبحت تتبوأ مكانة مرموقة بين مثيلاتها في المنطقة”.

ثم تفضل وزير شؤون الدفاع بتوزيع الجوائز التقديرية لأوائل الدورة وتسليم الشهادات للخريجين، مباركاً ومهنئاً لهم تخرجهم من الدورة بنجاح، وتمنى لهم الخير والسداد في خدمة أوطانهم.

حضر الحفل وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، ونائب وزير الداخلية الفريق عادل الفاضل، ومحافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج، ومحافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، ورئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، ومساعد رئيس هيئة الأركان للقوى البشرية اللواء الركن الشيخ علي بن راشد آل خليفة، وسفراء دول الضباط المشاركين، والملحقين العسكريين لدول الضباط المشاركين، وعدد من كبار ضباط قوة الدفاع والمسؤولين.