+A
A-

مرام بنت عيسى: “الحدائق المعلقة” وفرت المنتج المحلي في كبريات الأسواق

 حققت المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، التي تفضلت قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بإطلاقها، العديد من المشاريع الزراعية المهمة التي تصب في إطار ما أنشئت له من دعم وتوحيد لجهود تحقيق تنمية زراعية مستدامة في مملكة البحرين.

وفي حديث خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا) أكدت الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة، أن المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي تأسست بجهود مباركة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في العام 2010، مبينة أنها تسلمت مسؤولية إدارة المبادرة منذ العام 2014 بعد الجهد المخلص الذي بذله وحيد القاسم من خلال إدارته للمبادرة في فترة التأسيس، إذ وضع لها أساسا قويا مكنها من العطاء المتواصل والاستمرارية.

وفي معرض ردها على سؤال عن أولويات المبادرة التي تسعى لتحقيقها، أشارت الأمين العام إلى أن المبادرة تسعى من خلال تعاونها مع شؤون الزراعة بوزارة الأشغال ووزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني والمؤسسات الرسمية المعنية لتذليل التحديات التي تواجه القطاع الزراعي ودعم المزارعين لضمان استمرارية مهنة الزراعة في البحرين.

كما تتعاون المبادرة مع المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني لنشر الوعي الزراعي والممارسات الصحيحة للزراعة المستدامة للخروج بواقع زراعي متطور في المملكة، يصب في خدمة الاقتصاد الوطني ويقدم الدعم لشريحة عريضة من أبناء المجتمع ذات الاهتمام بالزراعة. وعن المشاريع التي عملت عليها المبادرة الوطنية، أوضحت أن المبادرة نفذت العديد من المشاريع التي تصب في صالح القطاع الزراعي بشكل مباشر. ويعد “مشروع هورة عالي” و “سوق المزارعين البحرينيين” من أهم المشاريع التي تدعمها المبادرة وتحرص على ضمان استمراريتها.

وتحدثت عن فكرة “مشروع سوق المزارعين” حيث انطلقت من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، لتحفيز المزارعين وإستحداث منصة خاصة للمنتج البحريني من دون أي منتجات مستوردة. وقد تحقق ذلك بالتعاون مع وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني حيث أقيم “سوق المزارعين” في حديقة البديع. ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن والمشروع آخذ بالنمو والإقبال متزايد عليه.

وأضافت الشيخة مرام بنت عيسى أن دور المبادرة في هذا المشروع هو ضمان استمرارية قيامه من خلال دعم المزارعين وتوفير ما يحتاجونه سواء من ناحية التمويل أو التجهيزات، و “سوق المزارعين” يعد فعالية سنوية تستمر شهورا عدة ويلاقي إقبالاً كبيراً من المهتمين. وأكدت أنه لا يخفى على الجميع أن هذا المشروع يعد قصة نجاح للمزارع البحريني في المجال الزراعي، وله مردود على المزارعين أنفسهم فقد عرفهم المجتمع، وأصبح لديهم مصدر دخل، وأصبح السوق مزارا سياحيا واحتفالا سنويا يجذب السياح، كما شجع الجمهور على الزراعة في منازلهم.

وعن “جائزة الملك حمد للتنمية الزراعية”، قالت الشيخة مرام بنت عيسى إن المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي أطلقت الجائزة في دورتها الثانية بمبادرة كريمة من رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، إذ تضم الجائزة 3 محاور رئيسة هي محور أفضل مشروع زراعي وقيمتها 10000 دينار، وأفضل مزارع بحريني وقيمتها 5000 دينار، وأفضل الدراسات والبحوث الزراعية وقيمتها 5000 دينار. وأشارت الشيخة مرام إلى ما تم استحداثه في الجائزة في دورتها الأولى من فئة أفضل مشروع مساند للإنتاج الزراعي تحت محور أفضل المشاريع الزراعية؛ لما له من دور فعال وقيمة مضافة في دعم واستدامة المشاريع الزراعية المنتجة، مما يعزز مساهمة القطاع الزراعي في الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي. كما بينت أنه لكل محور فائزين اثنين على خلاف الدورة الأولى التي تم تكريم فائز واحد عن كل محور.

وفي السياق نفسه، نفذت المبادرة مشاريع عدة منها إنشاء البيوت المحمية الزراعية في عدد من الجهات مثل جمعية الهلال الأحمر البحريني والذي يهدف إلى تدريب الأسر المتعففة للعمل بالمشتل؛ ليتمكنوا من إنتاج محاصيل زراعية، وتولى الجمعية مسؤولية التدريب وبيع الانتاج وتوزيع ريع تلك المبيعات على العائلات المستفيدة من خدمات الهلال الأحمر البحريني.

وعن المشاريع الأخرى المماثلة، قالت الأمين العام “قمنا بإنشاء بيوت محمية أيضاً في مدرسة البيان، ومركز عالية للتدخل المبكر، ومعهد البحرين للتدريب لدعم برنامج الدبلوم الزراعي.

وفي السياق نفسه، أشارت الشيخة مرام بنت عيسى إلى المشاريع الأخرى التي نجحت المبادرة في تحقيقها ومنها “المشروع الوطني لاستزراع نبات القرم” بغرض حماية الحياة الفطرية الذي تم بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة وقد نفذ في يوليو 2016م، ويمتد حتى اليوم”.

وأشارت إلى التعاون بين المبادرة وجامعة البحرين وذلك من خلال تنفيذ تطبيق “Bahrain Parks” الذي تقوم فكرته على جمع معلومات وصور عن مختلف الحدائق العامة في المملكة، وتوفيرها للجميع حتى يتمكنوا من الوصول إليها ويتم تقييمها من خلال هذا التطبيق.

وأضافت “من المشاريع التي تم تنفيذها والتي تصب في جهود الاهتمام بالحدائق، مشروع “حديقة الجنبية” في المحافظة الشمالية بحيث تم تطوير الحديقة بالتعاون مع البلدية الشمالية وهي تعد أول حديقة بيئية تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وزودت بألعاب لذوي الاحتياجات الخاصة، كما تعاونت المبادرة مع المحافظة الجنوبية ونظمت دورة زراعية بعنوان “أول خطوة في الزراعة” في المجلس النسائي الاسبوعي بالمحافظة.

وتطرقت الأمين العام للمبادرة الى جملة من الجهود التي قامت بها المبادرة، ومنها المشاركة في المعسكر الصيفي الثامن والتاسع لإعداد شباب المستقبل والذي تنظمه المحافظة الجنوبية بالتعاون مع الأكاديمية الملكية للشرطة بوزارة الداخلية، حيث قدمت المبادرة “دورة تعريفية عن الزراعة المائية” ونظمت للطلاب زيارة تعريفية إلى مزارع الجزيرة، وأيضا التعاون مع وزارة التربية والتعليم من خلال تنظيم عدد من الزيارات للمدارس الحكومية والخاصة لتنفيذ دورات تدريبية سنوياً؛ بهدف نشر الممارسات الزراعية السليمة بين الطلبة والطالبات وتعريفهم بأساسيات الزراعة، كما امتد دور المبادرة من المدارس الى الجامعات حيث قام المكتب التنفيذي للمبادرة بالإشراف على بحث التخرج لعدد من الطلاب من كلية إدارة الأعمال بجامعة بوليتكنك البحرين، والذي تناول موضوع المياه الرمادية ومدى جدوى تطبيقها في المملكة.

ومن ضمن جهود المبادرة أشارت الشيخة مرام إلى مشاركتها في الفعالية السنوية ضمن فعاليات مهرجان صيف البحرين والتي تقام في مثل هذه الأيام ومنها “خيمة نخول” من خلال تنظيم ورش ترفيهية تعليمية للأطفال لتعزيز الثقافة الزراعية لديهم.

وعن المنتديات التي تشارك فيها المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، تحدثت الشيخة مرام بنت عيسى عن تنظيم “منتدى التنمية الزراعية في البحرين نحو رؤية مشتركة” الذي تم بالتعاون مع شؤون الزراعة والثروة البحرية وجامعة الخليج العربي وقام باستعراض الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية المستدامة، وبرنامج عمل الحكومة، وتقييم الواقع الزراعي في المملكة مع التركيز على محددات التنمية الزراعية المختلفة. وتم من خلال المنتدى عرض تجارب المزارعين والقطاع الخاص والشركات في الإنتاج والاستثمار في هذا القطاع.

وبعد تلك الجهود المستمرة للمبادرة، أكدت الأمين العام “أن العمل المستمر أتى بثماره من خلال خلق توجه عام في المملكة لمحبي الزراعة، كما حفز المؤسسات الرسمية لتوجيه جهودهم من خلال العمل المتعاون معنا لتنمية العمل في القطاع الزراعي”.

وأضافت أن هذا التوجه أثمر عن تأسيس عدد من الشركات الزراعية المحلية المنتجة التي توفر المنتج البحريني عالي الجودة في كبريات الأسواق “كشركة الحدائق المعلقة” وهي شركة زراعية حديثة التأسيس في مملكة البحرين، وتتعاون مع شركة في كوريا الجنوبية، وأصبحت هذه الشركة اليوم “بيت خبرة في البحرين” تنطلق منه مشاريع محميات زراعية لمختلف دول العالم. كما تقوم “مزارع الجزيرة” و “مزارع الغالية” ببيع منتجاتها في السوق المحلي، وهناك عدد آخر مماثل لها في طريقه إلى الظهور.

وعن الفائدة التي يجنيها المعرض السنوي “معرض البحرين الدولي للحدائق” برعاية عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قالت إن الفائدة التي تحققت للمعرض منذ تأسيس المبادرة هو توسيع مظلة نوعية الأنشطة والمشاريع التي من الممكن أن تنبثق تحت مظلة المبادرة، وذلك من خلال جهود الاستثمار والتوعية والإرشاد فأصبح المعرض فعالية سنوية تنظمها المبادرة وهي المظلة الأشمل.مرام بنت عيسى: