+A
A-

العصفور: هوايتا الحيوانات الأليفة والنجارة تحولتا إلى تجارة ومشاريع

أول صالون في البحرين للحيوانات الأليفة وفندق لإقامتها

زوجتي تفهمت ظروف العمل والدراسة

أول مشاركة بمعرض البحرين للحدائق شهدت إقبالاً واسعا

 

عالم المتناقضات كثير في دنيانا، فالكثير من الاختراعات بدأت بتجارب بسيطة وهوايات، وكثير من رجال الأعمال والأثرياء بدأوا حياتهم  بتطوير رغباتهم ومتابعة ما يهوونه بالدراسة أو بالممارسة حتى إذا تدرجوا فيها وأتقنوها فتحت لهم أبواب أخرى من المشاريع الاستثمارية فبلغوا بها شأنًا لم يكونوا قد فكروا فيه يومًا ما. ضيفنا اليوم رجل أعمال حوّل هوايته في تربية الحيوانات الأليفة والنجارة إلى تجارة استثمارية بمعية ابن عمته إلى جانب عمله في المضاربة بالأسهم والسندات الحكومية في بورصة البحرين، وقد ساندته زوجته ووقفت بجانبه ليكسب  النجاح وينال التفوق في عمله وتحويل هوايته إلى مشاريع ... إنه رجل الأعمال البحريني علي العصفور الذي دخل عالم التجارة والأعمال قبل نحو 16 عامًا بهواية تربية الحيوانات، ثم تحولت تلك الحرفة إلى تجارة انطلقت وازدهرت ليفتتح بعدها أول صالون لحلاقة الحيوانات الأليفة في البحرين ثم افتتح فندقًا لإقامتها والاهتمام بها، ومنذ قرابة عامين بدأ مشروعًا آخر في تركيب الغرف والأكواخ الخشبية الذي يعتبر الأول من نوعه في المملكة.

“البلاد” التقت العصفور، المدير العام لـ “لوغ هومز”، و “بيت هومز”، وحاولت سبر أغوار نجاحه. وفيما يلي نص الحوار:

يقول العصفور “ولدت في المنامة في العام 1969، ودرست بمدرسة ابن سينا الابتدائية ثم “أبوبكر الصديق الإعدادية”، ثم في “الجابرية الثانوية الصناعية”، وبعد ذلك التحقت بجامعة البحرين حيث حصلت على شهادة بكالوريس في الهندسة المعمارية (...) ثم حصلت على دبلوم في الخدمات المصرفية والمالية وبعدها حصلت على دبلوم في الأعمال المصرفية والمحاسبة بالانتساب من جامعة البحرين، وواصلت دراستي حيث نلت البكالوريس من معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية “BIBF”.

أثناء عملي في بنك سويس وهو بنك فرنسي استثماري، عملت أيضًا في شركة الأوراق المالية والاستثمار “سيكو” للمضاربة بالأسهم والسندات الحكومية في بورصة البحرين لمدة 20 عامًا (...) كنت أدرس عصرًا وبعد انتهائي من الدراسة، بدأت ممارسة هواية تربية الحيوانات الأليفة مع شريكي عبدالمنعم حجير وهو ابن عمتي في ذات الوقت الذي أعمل فيه بشركة ألبا في تلك الفترة وذلك بعد نحو 7 أعوام من بداية عملي في مشروع “بيت هومز”.

 

هواية تحولت إلى تجارة

ويقول العصفور “إن أول المشاريع التي بدأتها مع شريكي عبدالمنعم حجير منذ نحو 15 عامًا هو بيع مستلزمات وأغذية الحيوانات الأليفة “بيتز فارم”، خصوصًا أن لدينا هواية تربية الحيوانات التي طورناها لتصبح تجارة، إذ كانت البداية بالحصول على مشتل زراعي وكنا نشتري احتياجات ومستلزمات وأغذية هذه الحيوانات من السوبرماركت ونبيعها بالمتجر، ثم تطور العمل شيئًا فشيئًا فاستوردنا من دبي ثم تايلند وبعد ذلك أوروبا”.

نستورد شحنة واحدة شهريًّا منذ 15 إلى 16 عامًا من مستلزمات الحيوانات الأليفة وأعلافها وإكسسواراتها (...) وفتحنا فرعًا ثانيًا في الهملة، وثالثًا في البديع والمردود منها ممتاز (...) وكان الإقبال في البداية بسيطًا ومقتصرًا على الأجانب لشراء أغذية القطط والكلاب والطيور، ثم توسع الإقبال على شراء أغذية الأرانب والسناجب، ربما بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في زيادة رغبة الناس في تربية الحيوانات الأليفة، وحصلنا على وكالات عالمية لاستيراد مستلزمات الحيوانات الأليفة وأغذيتها وتأكدنا من سير الأمور بشكل جيد وعدم حدوث أي مشكلات، ثم أصبحت لدينا الرغبة في دخول تحدي ثانٍ وهو مشروع “لوغ هومز” الذي يتم فيه استيراد الأكواخ الخشبية للعب الأطفال والمظلات ومستلزمات الحدائق التي تشمل الأرضيات والكراسي الخشبية و”السونا” وألعاب الأطفال التي تميزنا بها لأنها مصنوعة من الأخشاب على خلاف ما هو موجود في السوق، مصنوعة من الحديد والبلاستيك، والناس متعطشة للألعاب المصنوعة من الخشب لاستخدامها في الروضات والمدارس.

المشروع يحتوي كذلك على أكواخ خشبية للحيوانات التي تعتبر تكملة لمشروع “بيت هومز” (...) ونستورد شهريًّا في مشروع “بيتز فارم” (Bets Farm) الذي اشتهرنا به ثم قمنا بتغيير اسمه إلى “بيت هومز” ليتماشى مع “لوغ هومز”، أما مشروع “لوغ هومز” نستورد له شحنة واحدة كل 3 أشهر.

 

أول صالون للحيوانات الأليفة

بدأنا أول صالون حلاقة للحيوانات في البحرين قبل 12 عامًا يقدم خدمات تقليم الأظافر وتنظيف الأسنان والأذن والحلاقة التجميلية أو تخفيف الشعر بسبب ارتفاع الحرارة، وبدأنا في استيراد أغراض الحيوانات الأليفة من تايلند، بعد ذلك افتتحنا صالونات أخرى وصلت إلى 10 حاليًّا، والحجوزات مكتملة في فرعي المنامة والهملة، وتستغرق عملية الحلاقة للحيوانات ما بين ساعة إلى ساعتين، وتعتبر أسعارنا تنافسية مقارنة مع السوق، حيث تبدأ من 25 دينار للحيوانات الصغيرة و35 دينارًا للحيوانات الكبيرة (...) والحلاقة مهمة حتى لا تصاب الحيوانات بالأمراض، ويتم جلبها مرة واحدة في الشهر أو مرة كل شهرين، ويوجد إقبال كبير على هذه الصالونات، ويتم حلاقة ما بين 7 إلى 8 حيوانات في اليوم.

 

فندق لإقامة الحيوانات

ويقول العصفور “مع رغبة الناس في السفر للخارج أسّسنا مكانًا مخصصًا في “بيت هومز” لإقامة الحيوانات الأليفة في أقفاص مكيفة نظير مبلغ مادي يوميًّا، ويتم أخذها في جولة يوميًّا خارج الأقفاص، كما توجد عروض شاملة لإقامة الحيوانات تتضمن استحمامها وعرضها على الطبيب البيطري في حالة مرض الحيوان الأليف على أن يتحمل صاحبه التكلفة، (...) وتبلغ تكلفة إقامة الصغيرة منها 5 دنانير يوميًّا و7 دنانير للحيوانات الكبيرة، و4 دنانير للقطة الصغيرة و5 دنانير للأكبر حجمًا، ويأتي كثيرون لطلب إقامة حيواناتهم الصغيرة”.

 

مجال عمل جديد قبل التقاعد

وعن بدايات دخوله في مجال الأكواخ الخشبية، يوضح العصفور كنت موظفًا بالقطاع البنكي، وأحببت دخول مجال عمل آخر أنشغل به قبل تقاعدي المبكر، وقد تقاعدت منذ حوالي العام ونصف العام أو عامين (...) فكرت بمشروع الأكواخ الخشبية حتى قبل تقاعدي عندما زرت مع شريكي بمشروع لبيع الحيوانات الأليفة والأعلاف والإكسسوارات ومستلزمات الحيوانات الأليفة، معرضًا متخصصًا للحيوانات الأليفة في ألمانيا، ولفت نظرنا في الساحات الخلفية للمنازل الأكواخ الخشبية التي شهدنا تركيبها بمحض الصدفة بطريقة بسيطة، وقد جذبني هذا الأمر للاطلاع عليه أكثر والقراءة عنه أونلاين وزيارة مقر الشركة، خصوصًا أن لدي شغفًا بأعمال النجارة، وبالفعل زرت الشركة وعلمت منها أنها المرة الأولى التي يأتي لزيارتهم شخص من الوطن العربي ككل، وليس الخليج فحسب (...) فهذا النوع من الأكواخ الخشبية غير متواجد في الوطن العربي حتى الآن.

وعقد اللقاء مع الشركة في 2013، وقد تشجعت الشركة الأم للأكواخ الخشبية كثيرًا خصوصًا أن الأجواء في البحرين تتناسب مع هذه النوعية من الأكواخ أكثر من الأجواء في مقرها الرئيسي (...) فمن المشكلات التي تتعرض لها الأخشاب هنالك عدم تعرضها لحرارة الشمس وهطول الأمطار باستمرار ما يؤدي إلى تعفنها، وهذا لا يحدث في المنطقة، مبينًا أن مشكلة تعفن الأخشاب الطبيعية تتم عبر معالجة الأخشاب في الأفران لتصبح جافة ولا يحدث بها اعوجاج وتعفن، وهذه المشكلة ليست موجودة في البحرين ودول الخليج حيث ترتفع درجات حرارة الشمس والضرر الوحيد على الخشب من هذه الحرارة المرتفعة هو تغير لون الأخشاب (...) ويتم طلاء الأخشاب بالورنيش لمنع تعرضها للرطوبة المرتفعة في الخليج ومقر الشركة الأم.

 

 

تجربة الأكواخ شخصيا قبل 4 سنوات

اشتريت وشريكي 4 أكواخ خشبية لتجربتها شخصيًّا قبل 4 سنوات، وبعد نحو 3 أعوام من تجربتها والتأكد من نجاحها (...) بالطبع كل مشروع له سلبيات وإيجابيات، وهذا النوع من الأخشاب بحاجة لطلائه بنوعية معينة تتناسب مع أجوائنا.

بدأنا في تنفيذ مشروع الأكواخ الخشبية في العام 2016، حيث جهزنا معرضًا للأكواخ الخشبية واستوردنا أول شحنة (...) كانت أول مشاركة لنا بمعرض البحرين للحدائق والتي لاقت استجابة كبيرة من المستهلكين نظرًا لسهولة وسرعة تركيب الأكواخ خلال فترة وجيزة تتراوح بين يومين و3 أيام، وذلك يعتمد على حجم الأكواخ، بالإضافة إلى مقاومتها للمياه، كما أن تكلفة بنائها أقل بكثير من البناء التقليدي، وكونها ذات طراز جديد ويتماشى مع الحدائق مما جعل المستهلكين يتشجعون لاقتنائها وتركيبها على الأسطح؛ خصوصًا أنها لا تشكل عبئًا إضافيًّا على المباني القائمة ولا تحتاج إلى استخراج تصاريح من وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني لإنشائها، إضافة إلى أنها تمتاز بخفة وزنها وسهولة إعادة هيكلتها ونقلها من مكان إلى آخر، وهذه العوامل من أسباب نجاحها (....) وأكثر من 80 إلى 90 % من إجمالي مقتني الغرف والأكواخ الخشبية تحمسوا لها بعد رؤيتها لدى الأهل والأصدقاء.

 

تركيب الأكواخ على طريقة “اللوغو”

إن الغرف والأكواخ الخشبية تستورد من هولندا ويتم تركيبها في البحرين على طريقة ألعاب الأطفال “اللوغو”، وأصبحت منتشرة؛ لأنها أقل تكلفة من البناء التقليدي بنحو النصف.

يشار إلى أن المنتجات الهولندية الصنع تناسب الأجواء الخليجية الحارة والمشمسة وتعتمد على الحفاظ على البيئة، بحيث أن كل المنتجات يتم تصنيعها باعتماد من مجلس رعاية الغابات المتجددة.

ويقول العصفور إن الشركة الأم نفذت مطاعم من الأخشاب، وغيرها من الأفكار (...) وتصل تكلفة بناء استراحة مكونة من غرفتين ومطبخ وصالة من الأخشاب إلى نحو 15 ألف دينار مقارنة بنحو 70 ألف دينار لتشييدها بالبناء العادي.

 

أعشق السفر لفوائده الكثيرة

وعن السفر، أحب السفر مع شريكي منذ كنت أبلغ 17 عامًا، حيث كنا نوفر من مصروفنا اليومي للسفر إلى مصر وتركيا، وأعشق السفر لفوئده الكثيرة، ولا زلت أحبه (...)، في السفر للعمل لا أحب ركوب التكاسي فأصبحت استأجر السيارات من مطار امستردام وأتنقل في أوروبا وذلك منذ نحو 8 أو 9 سنوات وجاءت فكرة استئجار سيارة لدى زيارة معرض في ألمانيا، ثم أصبحنا نقوم بهذه الجولة بصورة سنوية.

يتذكر العصفور أن أول سيارة اقتناها شفرليه “ترانس ام” في العام 1989 بيضاء اللون من دولة الإمارات العربية المتحدة ثم سيارة ألفا روميو.

 

زوجتي داعمة لي في النجاح

وفيما يتعلق بالأسرة، يقول إن عائلته مكونة من 3 أبناء أكبرهم عبدالله ويبلغ 17 عامًا ثم حسن والصغير عيسى، وقد ساندته زوجته ووقفت بجانبه ليتمكن من النجاح خصوصًا أن عمله يبدأ من الصباح إلى الساعة الرابعة عصرًا، ثم تغير وأصبح العمل ينتهي في الخامسة عصرًا، وفي المساء أكمل دراستي حتى تخرجت وبعدها بدأت هوايتي، فكنت أخرج الثامنة صباحًا حتى الثامنة أو التاسعة مساء، ولله الحمد قدرت زوجتي الوضع وساندتني.