+A
A-

وزير الداخلية: قطر عطلت “جسر المحبة” ومنعت تصدير الغاز ولم تقدم حصتها في الدعم الخليجي

ما قامت به الدوحة لا يسقط بالتقادم ولابد من تصويب الأوضاع وإزالة الأسباب

سيتم التعامل مع أيه انتماءات أو ولاءات غير وطنية وفق القانون

نجحت مساعينا في مناقشة التدخل الإيراني على مستوى مجلس الأمن

 

 أكد وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في مقابلة نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط” أمس أن المواقف السلبية والتدخلات القطرية في الشأن الداخلي البحريني سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا لم تنقطع يوماً، ولدينا من الوقائع ما يثبت تورطها في دعم الأعمال الإرهابية. كما عطلت الدوحة مشروع بناء “جسر المحبة” بين البحرين وقطر، ولم تقدم حصتها في برنامج الدعم الخليجي أسوة بشقيقاتها دول مجلس التعاون، كما منعت تصدير الغاز الطبيعي إلى البحرين.

وتناول الوزير أهم أشكال التدخل الإيراني في الشأن البحريني من تصدير للفكر المتطرف، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، إضافة إلى نقل تكنولوجيا صناعة المتفجرات، وتدريب أشخاص بحرينيين على استخدام الأسلحة والمتفجرات والمهارات الميدانية. وقال إن “مساعي البحرين نجحت في أن يناقش التدخل الإيراني بشؤوننا الداخلية على مستوى مجلس الأمن الدولي”، وفيما يلي نص المقابلة:

ما الوضع الأمني في البحرين اليوم؟

- على الرغم من التحديات الأمنية التي تمر بالمنطقة، إلاّ أن الوضع الأمني في مملكة البحرين بشكل عام آمن ومستقر بفضل قيادة وحكمة صاحب الجلالة الملك وجهود حكومته الرشيدة وما بذله رجال الأمن من تضحيات جسام وما أبداه المواطنون والمقيمون من وعي وتعاون لحفظ الأمن، وعلى كل حال، فإن لكل مجتمع تحدياته الأمنية الخاصة، ويأتي دور المؤسسة الأمنية في تحديد تلك التحديات واتخاذ ما تراه مناسباً في إطار القانون للقضاء عليها. ولدنيا في البحرين من الدروس الأمنية المستفادة مما يجعلنا أكثر دراية وخبرة في استعدادنا وتعاملنا مع تحدياتنا المستقبلية.

وبمثل ما أن البحرين دولة حليفة وملتزمة في علاقاتها الأخوية ومواقفها الراسخة تجاه الدول الشقيقة والصديقة، فإننا أيضاً نتلقى الدعم والمساندة الأخوية منهم.

والجدير بالذكر حول الوضع الأمني، فإننا نستقبل عددا من الزوار أكثر من أي فترة مضت، وهذا خير شاهد على حال الوضع الآمن في البلاد.

ما حجم التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي البحريني؟ وما الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة هذه التدخلات؟

- لقد ركزت إيران على تصدير التطرف الفكري والطائفي؛ لإيجاد قاعدة لها في البحرين مرجعيتها الولي الفقيه، وزادت وتيرة التدخلات الإيرانية مع أحداث 2011. واشتمل التدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات والمهارات الميدانية القتالية على أيدي عناصر تابعة إلى الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى تقديم الدعم وتصدير الأسلحة بمختلف أنواعها بما في ذلك المتفجرات شديدة الانفجار، والفترة الأخيرة لوحظ التركيز على نقل تكنولوجيا صناعة المتفجرات. كما أن التعليمات وإدارة العمليات الإرهابية تأتي من أشخاص فارين ومتواجدين في إيران.

ومن هذه التدخلات التصريحات العدائية للمسؤولين الإيرانيين على المستويات كافة، وهي مستمرة. كما عملت القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الإيرانية والتابعة لها على مدار الساعة في بث الكراهية ونشر الإشاعات المغرضة وتشويه الحقائق لخدمة أجندتها في المنطقة.

وأما عن الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة هذه التدخلات، فمن جانبنا قمنا بتوفيق من الله وبجهود الأجهزة الأمنية في الكشف عن الخلايا الإرهابية وتحديد مصادرها وأسلوب عملها وإلقاء القبض على العناصر المتورطة في العلميات الإرهابية التي أدت إلى استشهاد وإصابة رجال الأمن أثناء أداء الواجب، إضافة إلى سقوط عدد من الأبرياء من المواطنين والمقيمين جراء هذه الأعمال الإرهابية، وتمت محاسبتهم وفق الإجراءات القانونية.

كما تم تعزيز القدرات الأمنية في مختلف النواحي لمواجهة مثل هذه التحديات.

ومن جانب آخر، قمنا بشرح هذه التدخلات الإيرانية الخطيرة بكل حقائقها وتفاصيلها للأشقاء والأصدقاء، وأصبح الأمر واضحاً لديهم، ونجحت مساعينا في أن يناقش تدخل إيران بشؤوننا الداخلية على مستوى مجلس الأمن الدولي.

ما هي بتقديركم المواقف السلبية وحجم التدخلات القطرية في الشأن الداخلي البحريني؟

- إن المواقف السلبية وتكرار التدخلات القطرية في شؤوننا الداخلية تعكس نهجاً مستمراً لمثل هذا التدخل، والذي شمل جوانب متعددة نذكر منها على سبيل المثال في الجانب السياسي ادعاء قطر بتبعية جزر حوار لها مستندة إلى الوثائق المزورة، وفي الجانب العسكري الإنزال في جزيرة الديبل في أبريل 1986. أما في الجانب الاقتصادي، فإن قطر عطلت مشروع بناء جسر بين البحرين، وقطر ولم تقدم حصتها في برنامج الدعم الخليجي أسوة بشقيقاتها دول مجلس التعاون، كما منعت تصدير الغاز إلى البحرين، مما اضطررننا للتعاقد مع الصين لاستيراده، وهو بجوارنا، وفي الجانب الاجتماعي، فأهم ما نركز عليه هو موضوع التجنيس، والتجنيس قضية تاريخية؛ لأن الأصول كانت واحدة وفي ظل حاكم واحد، فبدلاً من أن يكون الامتداد بين العائلات البحرينية والقطرية قوة اجتماعية، حولت قطر هذا الشأن إلى خلاف واستهداف للهوية الوطنية ولاشك أن عملية التجنيس واستمرار قطر في تجنيس العائلات البحرينية أمر يؤثر على أمننا الاجتماعي ومن أشكال التدخل القطري القيام بأعمال التجسس على مملكة البحرين مما يهدد أمنها الوطني.

أما في الجانب الأمني، فقد تبنت قطر وجهة نظر المتآمرين في العام 2011؛ بهدف إسقاط النظام وإقامة دولة مرجعيتها ولاية الفقيه، وكنا نتوقع من قطر موقفاً مشابهاً مثل موقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة الذين قدموا الدعم والمساندة.

كما أن دور الإعلام القطري وبخاصة “قناة الجزيرة” التي سخرت كل إمكاناتها لتقديم تغطية إعلامية منحازة تخدم مآرب وأهداف غير وطنية، وكانت من الأسباب في تشويه أفكار مشاهديها بما في ذلك المغرر بهم وكانت نتيجة ذلك تلك الخسائر البشرية والمادية التي وقعت العام 2011، كما فعلت سابقاً في تحريض المواطنين بعدم المشاركة في التصويت على ميثاق العمل الوطني، واستضافة عناصر تعمل ضد مصالح مملكة البحرين في الإعلام القطري الرسمي.

ومن خلال رصد ما بثته “الجزيرة” عن الأوضاع في مملكة البحرين في الفترة من العام 2011 ولغاية 2017 بلغ العدد التقريبي لدقائق البث “6690” دقيقة منها “4200” دقيقة في العام 2011 مما يعطي الدلالة على ضخامة الحشد الإعلامي السلبي الذي مارسته “قناة الجزيرة” في تلك الفترة كما أن قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية مختلفة عن نظيرتها الناطقة باللغة العربية، وهي أكثر بعداً عن الحقيقة سعياً منها لتشويه صورة البحرين في الخارج.

وقد تجاوزت قطر في تدخلاتها إلى دعم الإرهاب وبأشكال مختلفة.

لماذا الآن اتخذت الدول المناهضة للإرهاب هذا الموقف وتلك المقاطعة لقطر؟

- أرى أن هذا السؤال يجب أن يوجه لقطر؛ لأن هذا الأمر لا تريد قطر أن تتحدث عنه ولا عن الأسباب التي دفعت إليه. لقد تعاملت مع الوضع منذ إعلان الدول المقاطعة موقفها، وتناست الأسباب الموجبة التي أدت إلى ذلك. وأن الدول المقاطعة أخذت الموقف حفاظاً على أمنها واستقرارها، وأن ما تم عرضه من قضايا أخيرة في مختلف وسائل الإعلام هي قضايا لا يمكن أن تسقط بالتقادم ولن تمر من دون تصحيح، ولا يمكن أن يكون هناك حل قبل أن تدرك وتقر قطر بما قامت به من أعمال خطيرة تجاه هذه الدول.   

كيف ترى تأثير قطر على أمن دول مجلس التعاون؟

- لقد شكلت خطراً على أمن دول مجلس التعاون من خلال استمرارها في سياستها المتفردة وتبنيها عناصر متطرفة وإرهابية، وأن ما تقوم به قطر يتجاوز حدود السيادة الوطنية، وينعكس على الدول التي اتخذت هذا الموقف من قطر لخطورة ما قامت به تجاه أمن هذه الدول، وتأثير ذلك على قوة وتجانس دول المجلس في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة.

وهناك العديد من الوقائع التي تدين السلوك القطري مثل محاولات الاغتيال في السعودية والانقلاب في الإمارات والتأمر لقلب نظام الحكم في البحرين، والحمد لله أن هذه المحاولات أفشلت ولو حصل غير ذلك لكانت عواقب الأمر وخيمة.

ما أولوياتكم المستقبلية للحفاظ على الأمن في البحرين؟

- إننا اليوم وبحمد الله ننعم بقيادة جلالة الملك القائد الموحد والذي مدّ يده للجميع، وضرب المثل الأعلى في الصفح والعفو، ليكون لكل واحد من أبناء الوطن مكان في صدره، وليكون المشروع الإصلاحي لجلالة الملك عنوان النهوض والتقدم وبوابة المستقبل نحو الرخاء والازدهار ولتظل سياسة الانفتاح نهجاً واضحاً. ومن خلال الصبر انكشفت الأمور التي كانت خافية، وظهر على السطح نوايا المتآمرين التي تمّ التعامل معها.

ويعيب علينا البعض شح مواردنا ولكنا ولله الحمد والمنة أغنياء بوطنيتنا وإخلاصنا، ومثل ما تمكنا من توطيد الأمن سوف نبني بإذن الله اقتصادنا ونعالج الجراح التي أدمت وطنيتنا من خلال تقوية جبهتنا الداخلية وتعزيز هويتنا الوطنية التي تأتي في مقدمة أولوياتنا الأمنية القادمة، فما تم تقديمه من تضحيات جسام كان هدفها تحقيق الأمنية والاستقرار والرخاء، ولإدامة هذا الوضع لابد من العمل من خلال تجانس الأمن الوطني، وأن تكون الأولوية للانتماء الوطني فعلاً وقولاً، وأن أية انتماءات أو ولاءات أخرى غير وطنية، نحن مصممون على التعامل معها وفق القانون ومن خلال التشريعات التي تكفل لنا بناء الصف الوطني المتماسك والراسخ بقيادة صاحب الجلالة الملك.