+A
A-

رفض استئناف “مُدرِّب سياقة” متعاطٍ للمخدرات لفوات الميعاد القانوني

قضت المحكمة الكبرى الجنائية الثانية (بصفتها الاستئنافية) برئاسة القاضي إبراهيم الزايد، وعضوية كل من القاضيين وجيه الشاعر، ومدحت حموده، وأمانة سر يوسف بوحردان، غيابيًا، بعدم قبول استئناف متعاطي مخدرات “41 عامًا – يعمل مُدرّب سياقة” شكلاً للتقرير به بعد الميعاد، والطريف أنه من ذوي الأسبقيات بمجال تعاطي المخدرات وتجاوز الإشارة الحمراء والقيادة بسرعات عالية، ما يعني وجوب نفاذ عقوبته الصادرة من محكمة أول درجة، والتي حكمت عليه بالحبس لمدة سنة واحدة مع النفاذ وبتغريمه مبلغ 500 دينار، فضلاً عن مصادرة المواد المخدرة المضبوطة بحوزته.

وتشير التفاصيل إلى أن إدارة مكافحة المخدرات بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية تلقت معلومات تفيد قيام أحد الأشخاص بحيازة وإحراز المواد المخدرة بيع وتعاطي، حيث تم إجراء مزيد من البحث والتحري؛ للتأكد من صحة المعلومات الواردة إليهم والتوصل لهوية المتحرى عنه.

وبالفعل تبين من خلال تلك العمليات أن المتحرى عنه من ذوي الأسبقيات في مجال تعاطي المواد المخدرة، وأنه يعمل على ترويج مادة الشبو المخدرة بكميات مختلفة.

وبناءً على ذلك، تم استصدار إذن من النيابة العامة للقبض عليه وتفتيشه وتفتيش شخصه ومسكنه، وتم تجنيد أحد المصادر السرية لضبطه في كمين، والذي تمكن من توطيد علاقته بالمتحرى عنه والاتفاق معه عبر الهاتف تحت إشراف ومسمع الملازم المذكور، على أن يشتري منه كمية من “الشبو” بقيمة 100 دينار، على أن تتم عملية الاستلام والتسليم في الساعة 11:30 مساءً بالقرب من مسكن المتحرى عنه.

ونظرًا لهذا الاتفاق تم تصوير المبلغ المتفق عليه، وتم تسليمه للمصدر السري، والذي تم اصطحابه برفقة فريق من شرطة الضبط بقيادة ملازم، وتم تحصين المنطقة وتمركز أفراد الشرطة في مكان قريب من مسكن المتحرى عنه؛ ليتسنى لهم مشاهدة عملية التسليم والاستلام عن قرب.

وعند الساعة 11:10 مساءً اتصل المصدر بالمتحرى عنه تحت إشراف ومسمع الملازم المذكور، وأبلغه بوصوله المنطقة المتفق عليها، فطلب منه المتحرى عنه الانتظار بالقرب من مسكنه لحين أن يخرج إليه، وبمجرد أن انتهت عملية الاستلام والتسليم دخل المستأنف إلى مسكنه فيما عاد المصدر السري للملازم، وسلّمه ما قام باستلامه من المتحرى عنه.

وبمعاينة تلك المادة التي تسلّمها المصدر السري، تبين أنه كيس من النايلون يحتوي على مادة كريستالية يعتقد أنها مادة الشبو المؤثرة عقليًا.

وعلى الفور وبموجب الأمر الصادر من النيابة العامة بحق المتحرى عنه دخل فريق الضبط بعد طرق باب مسكن المتحرى عنه، والذي فتح لهم بنفسه باب الشقة، وبعد التعرّف عليه تم إلقاء القبض عليه عقب إعلامه بمأمورية الشرطة، والتي استجاب لها.

وبتفتيش المستأنف ذاتيًا عُثِرَ بحوزته على المبلغ المصوّر سلفًا للكمين، في جيب الثوب التي يرتديها، كما عُثِرَ بمنزله على 5 أكياس من النايلون، كانت تحتوي على مادة كريستالية يعتقد أنها مادة “الشبو” المؤثرة عقليًا، وأكياس نايلون فارغة تستخدم في تجهيز ذات المادة وقطعتين داكنتين وسيجارة محشوة بمادة مشابهة لتلك القطعتين، يعتقد أنها مادة الحشيش المخدرة، وكذلك أدوات تعاطي المخدرات، إذ كانت جميعها موجوده في صندوق خشبي مخبأ تحت أحد الكراسي في صالة مسكن المستأنف.

وبالتحقيق مع المستأنف في النيابة العامة، أنكر ما نسب إليه، وقال إنه أثناء ما كان موجودًا في مسكنه، ورد له اتصال من صديقه، والذي سأله عما إذا كان يبيع مادة “الشبو” أم لا، فأبلغه بأنه لا يملك شيئًا في الوقت الحاضر، فعرض عليه صديقه مبلغ 100 دينار على أن يجلب له تلك المادة، واتفق معه على الحضور واستلم منه مبلغ الـ 100 دينار.

وأضاف أنه عقب مرور مدة ساعة واحدة، اتصل به وقال له إن بحوزته المادة التي طلبها، وأنه بالقرب من مسكنه، فالتقيا بداخل مسكنه وجلسا على الكراسي في الصالة، وعندما كان يسلّم المصدر كيس “الشبو” داهمه أفراد الشرطة وقبضوا عليه، وبتفتيشه ذاتيًا لم يعثروا على شيء، وفي الشقة عثر على 5 أكياس نايلون فيها “شبو” وأكياس فارغة وأدوات تعاطي ومشارب وقداحة “ولاّعة”.

وقرر المُدان عند سؤاله عن المدة التي قضاها في تعاطي المواد المخدرة، أجاب بأنه يتعاطى منذ فترة زمنية طويلة يصعب عليه تحديدها.

وبمراجعة كشف الاستعلام الجنائي الخاص بالمستأنف، والذي يحتوي على 4 أسبقيات حيازة مواد مخدرة بقصد التعاطي، تبين أنه يحمل رصيد أسبقيات بعدد 16 بلاغًا واردًا ضده، منهم تجاوز إشارة ضوئية مضاءة باللون الأحمر، و3 مخالفات قيادة مركبة بالسرعة تجاوز الحد الأقصى، فضلاً عن الامتناع عن دفع الأجرة لمرتين، وكذلك اتهم سابقًا بتقليد وتزييف العملة بقصد الترويج.

وقد ثبت لمحكمة أول درجة أن المُدان حاز وأحرز بتاريخ 16/9/2015 بقصد التعاطي، مؤثرًا عقليًا “الشبو” في غير الأحوال المصرح بها قانونًا.