+A
A-

فنانو البحرين بكل ألم... وداعا “حسين بن عاقول”

دمعة في القلب، ودمعة أخرى تمشي على سيقان أشجار نخيل دول الخليج برحيل أسطورة الكوميديا وعميد الفن الفنان عبدالحسين عبدالرضا الذي وافته المنية بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة في العاصمة البريطانية لندن، وقد دخل على إثرها  العناية المركزة. الساحة الفنية في الخليج لا تعرف صياغة الوجع الذي بدأ ينتشر وينمو على أجفانها، ولا تزال في انتظار اللغات التي قد تستطيع أن تعبر بها عن رحيل “حسين بن عقول” الشخصية التي أهدتهم السحب وزرعت خلايا الضحك في عقولهم لسنوات طويلة.

رعشة الصمت ونعش الفجيعة كان حاضرا في اللقاءات التالية التي أجرتها “البلاد” مع عدد من الفنانين البحرينيين:

 

خسرنا أصل الكوميديا

بهذه الكلمات عبر الفنان أمين الصايغ، وأضاف، لقد خسرنا الأخ والوالد والصديق والمعلم والمدرسة التي نهلنا منها أصول الفن والكوميديا. رحم الله أستاذنا الفنان الكبير والرمز عبدالحسين عبدالرضا الذي رسم البسمة على شفاه أبناء الخليج والعالم العربي كافة، أجيال وراء أجيال، وكان بحق أسطورة فنية لن تتكرر أبدا. ولكن هذه هي سنَّة الحياة وإرادة الله تعالى. وأحر التعازي إلى إخواننا وأهلنا في الكويت على مصابهم الجلل.

 

وداعا بوعدنان

أما الفنان أحمد مجلي، فقد أوضح من جانبه أنه تلقى خبر وفاة الفنان القدير وعملاق الكوميديا مساء الجمعة بعد خروجه من مكتبة على الشرقاوي، حيث يتجمع الأصدقاء من فنانين وكتاب وغيرهم، وكان وقع الخبر عليه صادما، حيث يعتبر الفنان عبدالحسين عبدالرضا بمثابة والد الجميع خصوصا الفنانين الشباب في كل دول مجلس التعاون الذين يعتبرونه والدهم ومعلمهم، فكان لا يبخل على أي أحد بالنصيحة، ودائما يقف إلى جانب المبتدئين، ولا يخجل أبدا من المشاركة معهم في أي عمل. كان قريبا جدا من الجميع ومحبوب عند أهل الخليج كافة، وأعماله كانت ولا تزال في الذاكرة، ويستحيل أن تمحى”. درب الزلق، الأقدار، درس خصوصي، باي باي لندن، وغيرها من الأعمال ستبقى نبراسا للأعمال الخالدة التي سينهل منها كل الفنانين. رحم الله معلمنا عبدالحسين عبدالرضا، وأسكنه فسيح جناته.

 

وغابت شمس الإبداع

وللفنان يوسف شريف هذا الرأي، حيث قال: لا يوجد بيت في دول الخليج العربي لا يحب الفنان القدير والمتميز عبدالحسين عبدالرضا وأعماله الجميلة التي يتذكرها الصغير والكبير. عبدالحسين رمز من رموز الإبداع الخليجي والعربي وقامة فنية يستحيل أن تتكرر في الساحة الفنية الخليجية والعربية، كان رحمه الله مدرسة في الكوميديا وينفرد عن البقية بأسلوب مذهل في الفكاهة ويكفي أن المسلسل الخالد “درب الزلق” مازال يعرض إلى يومنا هذا، ومن يشاهده يخيل إليه أنه يشاهده لأول مرة. عبدالحسين كان من الفنانين الذين لا يجود بهم الزمن إلا مرة واحدة فقط شأنه شأن الكبار والعمالقة الذين أبهروا العالم بذكائهم الخارق في التمثيل، وفي الكوميديا خصوصا. لا يمكنني أن أصف مدى خسارتنا هذا الفنان الذي أحببناه صغارا وكبارا ومدى تاثرنا حقيقة، ولكن هذه مشيئة الله تعالى ولا اعتراض على أمر الله، وأتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أهله ورفقاء دربه الذين من المؤكد يعيشون حالة من الحزن “وكان الله في عونهم”.

رحمك الله يا عميد الفن في الخليج

وبدوره، قال الفنان علي الغرير وعلامات الحزن تتدفق من صوته عبر الهاتف. إنا لله وإنا إليه راجعون. رحمك الله يا عميد الفن في الخليج وشقيقنا ومعلمنا. لا أعرف ماذا أقول، ولكن هذا أمر الله وعندما يأتي الأجل لا مرد له. ويضيف الغرير: كل ما أستطيع قوله إن الخليج والعالم العربي خسر قامة ومدرسة في الفن لا تعوض أبدا. خسرنا فنانا أخلص للكلمة ولفنه ولجمهوره حتى أصبح “منهم وفيهم”. عبدالحسين عبدالرضا لم يكن فنانا عاديا، وإنما شيء أكبر من ذلك بكثير، لا يمكن أن نحدد نوعية العلاقة التي تربطنا معه رحمه الله، ولا المحبة التي تجمعنا.

كل التعازي إلى أهلنا في الكويت والخليج، وعسى الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهمنا وذويه الصبر والسلوان.

كما علق بعض الفنانين البحرينيين في وسائل التواصل الاجتماعي، وعبروا عن بالغ حزنهم لوفاة الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، فقد كتب الفنان خليل الرميثي في حسابه بالانستقرام “ورحل ملك الفن الخليجي الأول الذي لن يتكرر على مر التاريخ. مثواك الجنة يا بوعدنان. أما الفنان عبدالله ملك، فقد كتب وأيضا في حسابه بالانستقرام: الموت حق ولا راد لقضائه سبحانه. وكتب الفنان قحطان القحطاني. ببالغ الأسى والحزن فقدت الساحة الفنية الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا.