+A
A-

محتال يهرب بمبلغ تجاوز 3 ملايين دينار

نصب أحد رجال الأعمال البحرينيين الشبان على عدد كبير من المواطنين، والخليجيين، وفر هارباً وبإجمالي مبالغ احتيالية تجاوزت الثلاثة ملايين دينار دفعة واحدة.

المذكور والذي لم يتجاوز السبعة وعشرين عاماً، ويدير محلات لزينة السيارات والمسجلة وثيقتها باسم شقيقته، يحرك أيضاً عددا من المشاريع التجارية لأخرى كاستيراد السيارات من الولايات المتحدة الأميركية بمواصفات قياسية، وبيع وشراء الأراضي، ومشاريع عقارية، وتجارية أخرى، وله سمعه سوقية بذلك.

ورصدت “البلاد” تزايد حالات الشكاوى لعدد كبير من المواطنين عن شخص وثق لهم شيكات مؤجلة مقابل مشاريع تجارية متنوعة، وبوعود بأرباح كبيرة، استلم على أثرها منهم مبالغ نقدية كبيرة، تفاوتت ما بين 60-160 ألف دينار، قبل أن تختفي أخباره فجأة منذ أسبوعين، ليعلموا بعدها بأنه فر للخارج.

وأوضح أحد المتضررين ويدعى جلال البلوشي لـ “البلاد” وهو رجل أعمال شاب، بأن المحتال نصب عليه بتحويشه العمر وبمبلغ 160 ألف دينار بعد وعود بإدخاله بمشاريع تجارية ببيع وشراء الذهب والتمور، وتوثيقه لهذا المبلغ بمستند تنفيذي.

وأضاف “في البداية أخذ مني 140 ألف دينار، وبعدها بعشرين يوما أعطاني فوائد تقدر بثمانية عشر ألف دينار،  وبعدها بأربعة أيام أخذ مني مبلغ 20 ألف دينار أخرى، مدعياً بأنها لنشاط ربحي آخر، ثم طالبني بعدها بعشرين ألفا أخرى للضرورة، واشترى لي بها سيارة لاندكروز بمواصفة مميزة، لمعرفته بأن نشاطا عمليا بشراء وبيع السيارات”.

وزاد “لكني اكتشفت بعدها أن السيارة عليها أقساط، ولم أستطع على أثر ذلك تحويلها باسمي، فاضطررت لملاحقته لمدة أسبوعين لتحويل الملكية، وبعد إلحاحي طالبني أن أرجع السيارة مقابل شيك قابل الصرف، ثم اكتشفت بعدها أن الشيك مسروق من شخص آخر، وغير قابل للصرف، وبدأت ملاحقته مجدداً لمدة خمسة أيام لاسترجاع المبلغ، فأرسل لي رسالة يطالبني فيها بأن أذهب إلى الرياض لملاقاته واستلام المبلغ”.

واستكمل البلوشي “وذهبت إليه فعلا بتاريخ 3 أغسطس الجاري، والتقيته، واتضح أن ليس لديه أي نقد، وطلب الانتظار لمدة يوم واحد، واستأجرنا غرفتين بفندق، وأخذ سيارتي وأنا نائم، وحاول بيعها، لكنه لم يستطع لأن السعودي طالب حضور المالك، كما سرق تلفوني، وحاول سرقة شخص آخر، وبملغ 100 ألف دينار، لولا تدخلي باللحظة الأخيرة، كما أن المحتال اختفى ولم أره مرة أخرى”.

وواصل “حين رجعت البحرين وكتبت في حسابي الانستجرام أن هذا الرجل أنا أطالبه بأموال، اكتشفت أن الكثيرين تواصلوا معي من البحرين والسعودية، حيث قام بعمليات نصب كبيرة عليهم”.

وبيَّن البلوشي بسياق حديثه، بأن أغلب الناس المنصوب عليه كانوا ضحية للوعود ذاتها، مشاريع للذهب والتمور والبلاستيك، وبأرباح سريعة وعالية، وكان اقتناع الناس فيه كان؛ لأن له سمعة طيبة في السوق التجارية، مزيداً “تعرفت عليه بعد أن اشتريت منه مجموعة كبيرة من السيارات، وبصفقات تجارية حسنة، لكنه نكر الأمانة والثقة”.

وفي حادثة أخرى، أوضحت سيدة بحرينية من قلالي، وتحفظت على ذكر اسمها، بأن المحتال نصب على زوجها بمبلغ يقدر بستين ألف دينار، وهو تحوشيه العمر للأسرة، وبعد أن وعد زوجها بأرباح خيالية من تجارة التمور، لكنه اختفى بعد أن أخذ منهم الأموال مباشرة.

كما رصدت “البلاد” عمليات احتيالية أخرى قام بها المذكور على رجال أعمال معروفين، شملت أخذ أموال كبيرة منهم وتقديم شيكات مؤجلة بدون رصيد، إضافة إلى بيعه سيارات جديدة للمذكورين، دون أن يسلمهم فلساً واحدا.

ويعزف البعض من المواطنين عن ذكر العمليات الاحتيالية التي تعرض لها خوفاً على سمعته الأسرية والتجارية، في حين تقدم آخرون -بالفعل- ببلاغات لمراكز الشرطة والنيابة العامة لملاحقته والقبض عليه.

وحصلت “البلاد” على تسجيلات صوتية لعدد من أقارب المحتال، وهم يعدون أحد المنصوب عليهم بأنه ستواجد في البحرين خلال يوم واحد لتسليمه المبلغ، إلا أن ذلك كان مخالفاً للحقيقية، كما حصلت “البلاد” على مقطع فيديو للمحتال، وهو يعرض رزمة ضخمة من الأموال لأحد المنصوب عليهم، ويقول “هذه الأموال موجودة وسأسلمك إياها قريباً”، لكنه خدعه ولم ير منها شيئاً.

وفي مقاطع أخرى، أوهم المحتال ضحاياه من محال بيع الذهب والمجوهرات بأنها هذه المحال التجارية ملكه؛ ليبعث الطمأنينة في نفوس الضحايا.